تصاعدت أمس حدة المواجهات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب للدرك الوطني ببلدية وادي الماء غربي ولاية باتنة وعرفت تسجيل إصابات في صفوف المحتجين و عناصر الدرك التي سارعت إلى تطويق مرافق ومؤسسات عمومية لحمايتها بما فيها مؤسسة الوقاية العقابية، بعد أن تعرضت بوابتها الرئيسية للحرق ومحاولة الاقتحام أول أمس، وتم توقيف 20 شخصا على الأقل في خضم الاحتجاجات حسبما أكدته مصادر محلية. وتحولت شوارع وأحياء بلدية وادي الماء أمس إلى ساحات للكر والفر بعد استمرار المواجهات بين محتجين وعناصر مكافحة الشغب للدرك الوطني، حيث وصلت منذ مساء أمس تعزيزات أمنية كبيرة لبلدية وادي الماء على خلفية الاحتجاجات المطالبة بعدم تحويل مشروع للطاقة الشمسية كان مقررا إنجازه بالبلدية، وهي الاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال شغب وتخريب بعد أن طوق محتجون مقر فرقة الدرك الوطني وراحوا يرشقونها بالحجارة والمقذوفات وحاولوا في الوقت نفسه اقتحام مؤسسة الوقاية العقابية وأضرموا النار في بوابتها. ورفض المحتجون ببلدية وادي الماء التهدئة بعد عقد لقاء مستعجل مساء أول أمس بمقر دائرة مروانة ترأسه الأمين العام للولاية، حيث تمسكوا بعدم إلغاء وتحويل مشروع محطة الطاقة الشمسية مطالبين بتقديم ضمانات كتابية وبحضور الوالي، وقد استمرت حالة الاحتقان والمواجهات بين المحتجين وعناصر مكافحة الشغب حيث استخدم المحتجون الحجارة ومقذوفات المولوتوف في رشق قوات مكافحة الشغب في حين اضطرت الأخيرة لاستخدام القذائف المسيلة للدموع لتفريق المحتجين وهي الأجواء التي ظلت سائدة على فترات متقطعة وخلفت جرحى في صفوف الطرفين من محتجين ودرك. وأدت الاحتجاجات التي تخللتها أعمال عنف وتخريب إلى عدم التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة بالمؤسسات التربوية واستمر غلق المحلات التجارية وسدت كافة الطرق والمنافذ المؤدية للبلدية، وذكرت مصادر محلية بأن مواطنين التحقوا من مختلف التجمعات السكنية والقرى بالبلدية على غرار حي بن علي وأولاد منعه بالمحتجين، وتواصلت المواجهات في وقت انتقل فيه وفد من ممثلي المجتمع المدني والأعيان إلى مقر الولاية للقاء الوالي بعد تشكيل خلية أزمة. يذكر أن المحتجين رفعوا مطلب عدم تحويل مشروع محطة للطاقة الشمسية وهو المشروع الذي رفعت بشأنه مصالح مديرية الطاقة تحفظات تتعلق بالأرضية التي ستنجز عليها المحطة والتي هي مستثمرة فلاحية، وقد أكد المير بدوره بأن الأرضية تم اختيارها قبل ثلاث سنوات وتلقى المجلس البلدي مؤخرا طلبا بتغيير الموقع بعد أن تم نصب ووضع التجهيزات والألواح الشمسية من طرف الصينيين.