ميناء شرشال سيحول الجزائر إلى مركز إقليمي للخدمات اللوجيستية أثار مشروع إقامة ميناء الجزائر الجديد بمنطقة شرشال، مخاوف مسؤولين مغاربة، والذين يخشون من تداعيات هذا المشروع الذي سيكون بمثابة مركز إقليمي للخدمات اللوجستية من أجل الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر قناة السويس، على مردود ميناء طنجة، ما دفع مسؤولين مغاربة إلى دعوة الشريك الصيني للمساهمة في انجاز مشروع ميناء الناظور يؤكد خبراء في مجال النقل البحري، بان اختيار الصين الدخول كشريك في مشروع إقامة ميناء بمنطقة شرشال ، بكلفة تتجاوز قيمتها ثلاثة ملايير دولار، يستجيب لرغبة الصين في اقتحام أسواق جديدة، خاصة غرب إفريقيا وأسواق شمال أوروبا، عبر المتوسط وقناة السويس، ويؤكد الخبراء، بان المشروع سيحول الجزائر تدريجيا إلى مركز إقليمي رئيسي للخدمات اللوجيستية، ما أثار قلقا وسط صناع القرار في المغرب، مخاوف عكستها تصريحات خبراء مغاربة والذين طالبوا الحكومة بالتعاقد مع الشريك الصيني لإقامة مشروع ميناء الناظور.وسيكلف المشروع الضخم الذي ستحتضنه مدينة شرشال أكثر من 3.3 مليار دولار، بتمويل من ثلاثة بنوك صينية بنسبة فائدة منخفضة، دون أي ضمان من الدولة، وهو ما يعطي ميزة إضافية لهذا المشروع الهام الذي سينجز وفق صيغة «البناء والتشغيل»، ليتحول تدريجيا إلى اكبر ميناء في البلاد في ظرف لا يتجاوز الأربع سنوات، وسيتكون من 23 منصة مع قدرة معالجة سنوية تقدر ب 6.5 مليون حاوية و 25.7 مليون طن من السلع.ونقلت وسائل إعلامية مغربية عن خبير بحري قوله، ان الميناء الجديد سيساهم في تخفيف الضغط عن ميناء الجزائر الذي أصبح غير قادر على استيعاب حركة الملاحة البحرية، فضلا عن نقل المسافرين، كما أن ميناء الجزائر لم يعد يستجيب لشروط السلامة البحرية فضلا عن المتطلبات البيئية التي تطرحها المنافذ البحرية الحضرية.ويؤكد الخبير في الأنشطة البحرية، بان الميناء يشكل بالنسبة للصين فرصة نادرة لاقتحام أسواق جديدة، ويضيف بان المشروع يشكل للصينيين «تحدي استراتيجي واقتصادي»، خاصة وان الشريك الصيني يرغب في إنشاء مركز إقليمي للخدمات اللوجستية من أجل الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر قناة السويس، وهو ما سيخفض تكاليف التصدير للمنتجات الصينية، كما سيشكل الميناء قاعدة إستراتيجية بحرية لاقتحام أسواق دول غرب إفريقيا وشمال أوروبا. ويرى الخبير، بان المشروع سيمكن الطرف الصيني من استغلال شبكته للنقل البحري بشكل كامل، وهو أمر غير متاح للصينيين في دول أخرى على غرار المغرب بسبب تواجد شركة «ميرسك» بقوة في ميناء طنجة المتوسطي. وبحسب محللين، فان المشروع سيتحول تدريجيا إلى اكبر منفذ بحري منافس للموانئ الأوروبية، وقد يشكل تهديدا للمردودية التجارية لعديد الموانئ الواقعة في شمال أوروبا، وقد يكون عائقا أمام تنفيذ مشروع ميناء الشحن بمدينة الناظور المغربية، حيث سارع خبراء مغاربة لدعوة الحكومة للتعاقد مع الطرف الصيني لانجازه.