عن منشورات جميعة البيت للثقافة والفنون صدر للشاعر أحمد عبد الكريم كتاب جديد بعنوان "اللون في القرآن والشعر" وهو عبارة عن دراسة وبحث فني وجمالي وفلسفي في حضور اللون في القرآن الكريم وفي النصوص الشعرية العربية، وهذا التطرق لهذا الموضوع غير متداول بشكل لافت، وبالخصوص عندنا في الجزائر، ويعتبر أحمد عبد الكريم ربما أول جزائري يشتغل على هذه الموضوعة المتمحورة حول اللون في القرآن والشعر، وهي موضوعة تندرج في الجانب اللوني البصري كمعطى جمالي في حضور الألوان وانزياحاتها ودلالاتها واشاراتها في القرآن والمتن الشعري العربي التراثي والحديث على حد سواء. وعن اختياره الإشتغال على هذه الموضوعة بالذات قال الشاعر عبد الكريم: "لقد بدأ اهتمامي بموضوع الألوان من خلال محاولاتي في النقد التشكيلي، لينتهي عند عتبة الإهتمام السيميولوجي، وتحديدا في مقياس سيميولوجيا الكاريكاتير والصورة. والحقيقة إنني عندما أردت التوسع والإستزادة من خلال المراجع والكتب، لاحظت أننا نعاني عوزا كبيرا في هذا الموضوع الذي يظل بكرا وغير مطروق، وأقصد به الدراسات السيمائية التي تتناول الألوان والتفضيل اللوني، وما للألوان من معان ودلالات". الكتاب تناول عدة محاور منها: محور "معاني الألوان في القرآن الكريم"، و"الألوان عند العميان من الشعراء"، و"الشواهد اللونية"، و"مقامات الواسطي كمعادلات تشكيلية لمقامات الحريري النصية"، و"الشعر واللون والمقاربة التشكيلية". الكتاب مهم وهو حتما سيثري المكتبة الجزائرية ويسد فراغا لونيا بين رفوف الألوان الإبداعية. وعن هذا الكتاب قال أيضا أحمد عبد الكريم: "عساني في هذا الهامش أكون تمكنت من توسيع دائرة الأمل في حياة بالألوان، أو حياة باللون بالورديّ، على قول إيديت بياف، لا حياة بلون وحيد القتامة". حدّق مدّق جديد توفيق ومان عن دار فيسيرا للنشر صدر مؤخرا ديوان شعري في اللون الشعبي للشاعر توفيق ومان حمل عنوان "حدّق مدّق"، وهو الديوان الثالث للشاعر بعد "رعدة الغزال"، و"خبر كان"، الديوان مشحون بالأجواء الشعبية التراثية المطعمة ببعض الأساطير والمورثات التاريخية والعشقية وقصص الحب والجسد التي تحتفي بالمرأة المعشوقة بلغة أو بالأحرى بلهجة حارة وأنيقة تغوص في وجدان الناس والوطن، وهي التيمات التي يشتغل عليها تقريبا في قصائده الشعبية، كما نجد الكثير من قصائده تضيء على بعض الأوضاع والصراعات والحروب التي تعيشها بعض الدول العربية، وأيضا حالات بعض الأوضاع الإجتاعية التي تتلامس وتتماس مع أحاسيس الناس ووجدانهم وهمومهم وأحلامهم وأيضا مكنوناتهم في الحب والعشق والأحلام. الديوان يقع في 152 صفحة موزعة على 48 قصيدة. وعن المعنى الدلالي ل:"حدق مدق" هي لعبة الخاتم المعروفة في بعض المناطق الجزائرية ومنها منطقة بسكرةالمدينة الأم للشاعر، وهي لعبة متوارثة جيلا عن جيل. الديوان يغري بالقراءة ليس فقط للذين يهتمون بالشعر الشعبي ولكن لكل الذين لهم ذائقة شعرية جمالية في الشعر والأدب عموما، ربما يعود هذا لأن ومان عرف كيف يأخذ القصيدة الشعبية إلى أفق جمالي يغري بأن نسمعها ونقرأها أكثر وأعمق، وأيضا عرف كيف يبعدها من نطاق المفردات المستهلكة إلى نطاق أوسع باشتغاله الملحوظ على الصورة أكثر وعلى الرمزية المحببة في الشعر عموما، ويتميز قاموس ومان الشعري بالتنوع والثراء سواء من حيث الموضوعات والأفكار والمخيال أو اللغة ويعد ومان واحدا من الذين يجتهدون من أجل قصيدة شعبية جيدة جماليا وحداثيا.