توصلت إدارة ترجي قالمة إلى إتفاق رسمي و نهائي مع المدرب عبد الحق جيرود، يقضي بإشرافه على العارضة الفنية للفريق، خلفا لكمال عاشوري الذي رمى المنشفة مباشرة عقب الهزيمة التي مني بها السرب الأسود، قبل 10 أيام داخل الديار أمام هلال شلغوم العيد. الإستنجاد بخدمات جيرود جاء بعد إجتماع مطول للطاقم المسير، حيث تدعم المكتب بالعضوين عبد الحميد بونار ورضا حزام، ساهم بصورة مباشرة في تشريح الوضعية الراهنة للفريق، تنفيذا للتوصيات التي خرج بها أعضاء الجمعية العامة، خلال الدورة المنعقدة منتصف الأسبوع المنقضي، بعد إطلاق صفارات الإنذارات من طرف آلاف الأنصار بشأن مستقبل الترجي، لتواجده على مشارف منطقة المهددين بالسقوط إلى قسم ما بين الجهات، فضلا عن شح مصادر التمويل، وتأثير ذلك على الثقة بين اللاعبين والمسيرين، ما لهذا الجانب من إنعكاس على نتائج الفريق. هذا وقد تقرر بعد نقاش مطول تعيين عبد الحق جيرود مدربا، بحكم معرفته بخبايا البيت، إذ سبق له الإشراف على تدريب الترجي في عديد المناسبات، آخرها في الثلث الأول للموسم الماضي، فيما تم فيه تعيين الطاهر بوشدق كمدرب لحراس المرمى، مقابل ترسيم إستقالة يزيد قصوري الذي كان مساعدا لكمال عاشوري. هذا وبادرت اللجنة المسيرة إلى إحتواء الأزمة التي هزت أركان الترجي، لأن عدم حصول اللاعبين على جزء كبير من مستحقاتهم، جعلهم يقاطعون التدريبات على مدار 10 أيام، بدليل أن حصة الإستئناف مطلع الأسبوع الماضي تحت إشراف يزيد قصوري، عرفت حضور 4 لاعبين، ما جعل الإدارة تؤجل الحسم في هذا الجانب، إلى غاية الفصل في قضية العارضة الفنية، ليستدعي بعدها الرئيس طارق أمين منيعي أغلبية العناصر من أجل تشريح الوضعية، في جلسة عقدت مساء أول أمس الخميس، خصصت بالأساس لتوضيح الرؤية حول الظروف التي يمر بها الترجي من الناحية المادية، وتأخر وصول شطر من الإعانات بسبب بعض الإجراءات الإدارية، ما حال دون تسوية نسبة من مستحقات اللاعبين. التطمينات التي قدمها الطاقم المسير كانت كافية لإحتواء الأزمة، وإقناع اللاعبين بوضع حد للمقاطعة والعودة إلى العمل الميداني، حيث شارك في حصة الإستئناف التي جرت صبيحة أمس الجمعة بملعب سويداني بوجمعة 17 لاعبا، و هي أول حصة للمدرب جيرود، أين تم التركيز بالأساس على الجانب البسيكولوجي، في محاولة لتحسيس اللاعبين بالمسؤولية التي أصبحت ملقاة على عاتقهم، سيما وأن الظروف الصعبة التي مر بها الترجي قد تؤثر سلبا على نتائجه. وأكد جيرود للنصر بأن موافقته على العودة لتدريب الترجي، كانت بنية المساهمة في إنقاذه من السقوط: «بصفتي عضو في الجمعية العامة، فقد وقفت خلال الدورة المنعقدة يوم الإثنين الماضي على الوضعية الراهنة للفريق، والتي تحتم علينا جميعا التجند من أجل تجنب الكارثة، لأن ناقوس الخطر قد دق، وترك الرئيس منيعي وحيدا سينعكس بالسلب على مستقبل الفريق، مادام شبح السقوط يبقى يتربص بالترجي، ما أجبرني على الموافقة دون أي شرط». جيرود إعترف في معرض حديثه بأنه على دراية بأن المهمة في غاية التعقيد، خاصة بعد مقاطعة اللاعبين للتدريبات طيلة فترة الراحة، لأن الإستئناف يأتي قبل أسبوع واحد من العودة إلى أجواء المنافسة، وإجراء اللقاء الأول من مرحلة الإياب: «لن يكون من السهل تدارك التأخر الكبير، بصرف النظر عن وضعية الفريق ضمن كوكبة مؤخرة الترتيب». وخلص محدثنا إلى القول بأنه لا يملك العصا السحرية الكفيلة بإعادة الروح إلى التشكيلة في لمح البصر، لكنه سيراهن بالأساس على الجانب المعنوي، لأن اللاعبين فقدوا الثقة في النفس والإمكانيات، الأمر الذي أثر مباشرة على نتائج الفريق، كما أن تخوف المحيط الخارجي من سقوط الفريق، رفع من درجة الضغط النفسي المفروض على اللاعبين.