حوّل أصحاب مخابز من مدينة قسنطينة محلاتهم إلى أماكن لبيع البيتزا، بعد استغلال دعم الدولة في بعض المواد الأولية، في وقت يجري التحضير لاعتماد نوع خاص من الفرينة المدعمة لفائدة الخبازين، من أجل وضع حد للتحايل و المحافظة على سعر 10 دينار للخبزة الواحدة. و بالرغم من أن أغلبية الخبازين يقومون بصناعة كميات من البيتزا، إلا أن بعضا منهم حولوا متاجرهم إلى محلات للأطعمة السريعة و بعض أنواع الحلوى فقط، حيث أخبرنا قاطنون بأحد الأحياء القريبة من وسط المدينة، بأن نشاط صاحب مخبزة تقع بحيهم، صار يقتصر على صناعة مختلف أنواع البيتزا منذ أزيد من 4 سنوات، بالإضافة إلى صناعة الهلاليات صباحا، ما أكسبه سمعة و جعل من متجره مقصدا للراغبين في تناول الطعام، عوضا عن الباحثين عن الخبز، كما يعرض على زبائنه أنواعا مختلفة من قارورات العصير و المشروبات الغازية، رغم أن اللافتة الخارجية تشير إلى أن المكان عبارة عن مخبزة، حيث لاحظنا لدى تنقلنا إليه بأن الإقبال عليه كبير جدا من طرف المواطنين، الذين يقفون داخل المحل لتناول قطع بيتزا، لا يختلف سعرها عما هو معروض بمحلات بيع الأطعمة السريعة. و رصدنا الأمر نفسه تقريبا من وسط المدينة داخل أحد الأحياء التي تشهد حركة كثيفة للمواطنين، حيث حوّل صاحب مخبزة محله إلى مكان لبيع البيتزا بالرغم من أنه لم يتوقف كليا عن صناعة الخبز حسب ما أوضحه لنا، إلا أن مئات المواطنين يقصدونه يوميا لتناول قطع من البيتزا بسبب أسعارها المنخفضة نسبيا مقارنة بمحلات الأطعمة السريعة، التي أبدى بعض أصحابها امتعاضا من المخابز التي تقوم بصناعة البيتزا، حيث اتهموهم باستغلال دعم الدولة الموجه لفائدة الخبازين في سعر مسحوق الفرينة، من أجل توفير مادة الخبز للمواطنين في صناعة أطعمة لا علاقة لها بنشاطهم الحقيقي، مضيفين أن المشكلة اتسعت بشكل أكبر لدرجة أن بعض الخبازين يصنعون كميات كبيرة من البيتزا لفائدة الباعة الفوضويين الذين يعرضونها على الطاولات أو بالمقاهي و أماكن أخرى، كما لاحظنا بعض المحلات الأخرى التي تنتج المرطبات و الخبز و الأطعمة السريعة في آن واحد. رئيس الفدرالية الولائية للخبازين كشف بأنه سيتم تخصيص نوع من الفرينة المدعمة لفائدة أصحاب المخابز، بحيث لا تصلح إلا لصناعة مادة الخبز فقط، ما سيضع حدا للتحايل من خلال صناعة البيتزا و الحلويات باستعمال المواد المدعمة و الموجهة للخبز، حيث أشار إلى أن الإجراء الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ مباشرة بعد صدوره في الجريدة الرسمية خلال الأشهر القليلة المقبلة، جاء بعد عدة لقاءات بين اتحاد التجار و الجهات الوصية، و قد تم اقتراح الإجراء من أجل رفع هامش الربح الخاص بالخبازين دون الزيادة في سعر الخبز، الذي لن يتجاوز 10 دج للقطعة الواحدة. و أضاف نفس المصدر بأن المادة المدعمة الجديدة تتشكل من 70 بالمائة من الفرينة و30 بالمائة من مادة أخرى مستخرجة من القمح الصلب، كما سيسمح استعمالها بادخار حوالي 50 مليون دولار سنويا من فاتورة استيراد المواد الخاصة بصناعة الخبز في الجزائر، مؤكدا بأن جميع التحاليل التي أجريت عليها أكدت على أنها صحية و غير مضرة، و لن تؤدي حسبه إلى أي تغيير في نوعية المنتوج، سواء من ناحية المذاق أو اللون. أما منسق ولاية قسنطينة لاتحاد التجار و الحرفيين الجزائريين، فأوضح بأن جميع التجار الحائزين على سجل تجاري بصفة خباز، يستفيدون من دعم الدولة في مادة الفرينة، ما يجعلهم مجبرين على صناعة الخبز، مشيرا إلى أن المواطنين من حقهم إيداع شكاوى لدى مديرية التجارة ضد الخبازين الذين يقومون بصناعة مواد أخرى على حساب الخبز، كما نبه بأن الاتحاد يسعى للفصل بين محلات صناعة الحلويات والمرطبات و المخابز.