على المنظمات الدولية أن تكون قوة ضاغطة في حل النزاعات الجهوية والإقليمية أعابت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، على المنظمات الدولية الإنسانية ضعف تأثيرها وعدم بروزها كقوى ضاغطة لحمل الدول على مراعاة الأوضاع الإنسانية، قبل إتخاذ القرارات المصيرية والتدخل لحل النزاعات الجهوية والإقليمية. ودعت بن حبيلس عقب زيارتها لولاية تبسة هذه المنظمات إلى تشكيل قوة ضاغطة لحماية الأوضاع الإنسانية التي تراجعت كثيرا في عدد من الدول، مضيفة بأن هذه الرؤية سبق لها وأن طرحتها في المحافل الدولية لتحفيزها على العمل المشترك ودفع الدول المحورية إلى التفكير جديا في الأوضاع الإنسانية، قبل إتخاذ القرارات التي قد تكون لها تداعياتها العكسية على المواطنين، متوقعة أن تسير الأوضاع الإنسانية في عدد من الدول من سيء إلى أسوأ ما دامت هذه المنظمات تسير بهذه الوتيرة وعرجت بن حبيلس على النزاعات الإقليمية والجهوية التي كانت لها تداعياتها السلبية على المواطنين بعدد من البلدان المجاورة . كما تطرقت بن حبيلس لمعاناة الشعبين الفلسطيني والصحراوي وقالت في هذا الخصوص بأن الاحتلال بنظرها يبقى من بين أبشع الصور التي تمس بكرامة الإنسان مهما كان عرقه ولونه، وقالت بن حبيلس إن نظرة الهلال الأحمر الجزائري وطريقته المطروحة لحل بعض الأوضاع الإنسانية العالقة قد لقيت إستحسان بعض المنظمات الإنسانية، بحيث تبنت بعض الدول الطرح الجزائري لمعالجة قضايا اللاجئين بدول الجوار، من خلال خلق مشاريع مصغرة لتمكين هؤلاء من العيش ببلدانهم والعدول عن الهجرة ووقف هذا النزيف الذي يضر بدول أخرى وتماشيا مع هذا طرح الهلال الأحمر الجزائري قامت سويسرا بتخصيص 500 مليون فرنك سويسري لتموين المشاريع لفائدة اللاجئين والمرحلين إلى بلدانهم في النيجر، واعتبرت التكفل بهؤلاء الضيوف كما قالت، وليس اللاجئين والنازحين ينبع من تقاليد المجتمع الجزائري وقيمه الأصيلة. وجددت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري مواقف هذه الهيئة الإنسانية منذ إشرافها على تسييرها قبل عامين حيث اعتبرت الهلال بمثابة فضاء مفتوح لجميع الجزائريين المؤمنين بالعمل التضامني والمتشبعين بالقيم الوطنية. وأشارت إلى أن إطارات ومتطوعي الهلال واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. ودعت في السياق ذاته، إلى الابتعاد قدر المستطاع عن الصورة النمطية المرتبطة بتواجد الهلال في الأزمات فقط، وشددت أمام عدد من إطارات مكتبها الولائي بتبسة، على الإبتعاد عن الأنشطة المناسباتية الظرفية وقالت بهذا الخصوص: إنها لا تؤمن بالعمل التضامني الظرفي و أن التضامن يجب أن يكون سلوكا وثقافة تجري بين الناس وفي مختلف معاملاتهم. و أكدت أن الهلال الأحمر ليس جمعية كباقي الجمعيات وهو بهذه الصفة مجبر على الوصول إلى الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها. كما ذكرت الحضور وفي مأدبة الغداء التي حضرها عدد من النيجيريين بمبيت الشباب بتبسة بالدور المنتظر منهم وقالت بأنه على الهلال الأحمر الجزائري أن يلعب الدور الوقائي والاستباقي للفت إنتباه السلطات العمومية بشأن ما يجري من قضايا.