قرابة 600 شاب يعتصمون أمام رئاسة الجمهورية للمطالبة بمناصب عمل اعتصم أمس، ما لا يقل عن 500 أستاذ متعاقد أمام مقر رئاسة الجمهورية للمطالبة بإعادة إدماجهم في مناصب دائمة. وبحسب احد المشاركين في التجمع، فان المحتجين قدموا من 32 ولاية عبر الوطن، لإعادة طرح انشغالاتهم التي سبق وان عرضوها شهر فيفري الماضي، وتلقوا وعودا بحلها.ورفض الأساتذة المحتجون طلب تعيين ممثلين عنهم لاستقبالهم في مقر الرئاسة من أجل طرح انشغالاتهم وناشدوا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التدخل شخصيا أو إعلانه قرارا بمنح 20 ألف منصب دائم للأساتذة المتعاقدين. وقال مندوب عن المحتجين، أن سبب رفض تعيين ممثلين للقاء مسؤول بالرئاسة هو كثرة الوعود التي تلقوها ولم تنفذ وأضاف "في فيفري الماضي تم استقبالنا من قبل احد مستشاري الرئيس الذي وعد بحل مطالبنا خلال ثلاثة أسابيع إلا أن لا شيء تجسد على ارض الواقع"، وأكد المحتجون تمسكهم بالاعتصام حتى تلبية مطالبهم، مؤكدين أن وزارة التربية الوطنية لم تنفذ أي من التزاماتها وظلت تتلاعب بهم حتى اليوم. ورفع المحتجون شعارات تطالب برحيل وزير التربية ابو بكر بن بوزيد. مطالبين بحل مشاكل الأساتذة المتعاقدين الحاملين لشهادات ليسانس والمهندسين الذين يمارسون التعليم منذ سنوات تتراوح من سنتين إلى 13 سنة.وقال احد الأساتذة الذي شارك في الاحتجاج "لقد جئت من مستغانم حيث كونت أجيالا من الثانويين أصبحوا معلمين موظفين، بينما مازلت أنا أنتظر إدماجي في سلك التعليم". وقال "من غير الطبيعي ولا المعقول أن أبقى في هذه الحالة وأعيش هاجس رفض أو قبول تجديد عقدي كل سنة... لقد مللنا من الوعود وعلى الحكومة أن تجد حلا لنا يحفظ كرامتنا ويضمن لنا العيش الكريم".وغير بعيد عن مكان تجمع الأستاذة، اعتصم عشرات العاطلين عن العمل منهم عائدون من ليبيا، أمام مقر رئاسة الجمهورية بالعاصمة، بعدما منعتهم قوات الأمن من تنظيم مسيرة تنطلق من ساحة الشهداء بوسط العاصمة نحو مقر الرئاسة، ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات كتب عليها "نحن لسنا سياسيين ولسنا منحرفين نحن شباب متعلمون". وطالبوا بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وتمكينهم من الحصول على مناصب عمل دائمةوجاء معظم المتظاهرون على متن الباخرة "طاسيلي 2"، التي قامت بإجلاء أزيد من 500 جزائري ممن كانوا عالقين في مدينتي بنغازي وطرابلس نهاية فيفري الفارط، وقالوا إن السلطات الجزائرية تجاهلتهم تماما. كما أنهم تركوا كل ما يملكون في ليبيا، بعد فرارهم عقب أعمال العنف التي تهز البلاد.وقال احد المشاركين، أن الوعود التي قدمتها الحكومة، والتعليمات الموجهة إلى الولاة والمسؤولين المحليين للتكفل بهم لم تطبق على ارض الواقع، واظهر احد المحتجين رسالة تحمل توقيع كاتب الدولة لدى وزارة الخارجية مكلف بالجالية في الخارج، يطلب فيها الولاة، تقديم إعانات ومساعدات للأسر التي عادت من ليبيا منذ اندلاع الأحداث التي اندلعت هناك، وقال "وصلت رفقة زوجتي وأطفالي الأربعة، لقد عشت 17 سنة في ليبيا، كنت أمارس التجارة، وكنت أعيش حياة جيدة، والآن لا املك أي شيء". أما عبد الرحمن البالغ من العمر 23 سنة، والذي عمل أربع سنوات في العاصمة الليبية طرابلس، قال "منذ أن وصلنا إلى هنا، ونحن في الشارع"، وأضاف: " في ليبيا كان لدينا عمل، ووظائف جيدة، وسكن، في القنصلية هناك، قالوا لنا: هناك تعويض لكن لا يوجد أي شيء". و أجمع هؤلاء إن المئات من العائدين من ليبيا ليس لهم أي خيار، سوى المساعدة من طرف الدولة. أنيس نواري