منعت أمس قوات مكافحة الشغب قرابة 700 أستاذ متعاقد ممثلين لمختلف ولايات الوطن من الوصول إلى قصر المرادية، حيث حاصرتهم بالقرب من الرئاسة، مقابل ذلك قرر المتعاقدون عدم مغادرة الاعتصام المفتوح إلى غاية إصدار الرئيس بوتفليقة لقرار رئاسي يدمجهم في مناصبهم، رافضين الحوار مع ممثلين من الرئاسة. الأساتذة المتعاقدون الذين قدموا من 32 ولاية عبر الوطن، نظموا احتجاجا ضخما أمام مقر الرئاسة، ضم المئات منهم لعدم تلقيهم أي رد إيجابي على طلب الإدماج في مناصبهم في غضون الأربعة أسابيع الماضية، مثلما وعد به ممثل الرئاسة خلال آخر لقاء له مع المحتجين بعد آخر تجمع لهم في 14 فيفري الفارط. وأكد المحتجون الذين رفضوا أي مبادرة جديدة للتفاوض على ضرورة إدماجهم في مناصبهم الشاغرة، رافضين أي حلول أخرى كمسابقات التوظيف والتي اعتبروها ظلما وإجحافا في حقهم، خاصة وأنها تعادل بين الأستاذ ذي الخبرة مع المتخرج الجديد من الجامعة. ورفع المعتصمون الذين ارتدوا مآزرهم البيضاء، عدة شعارات مطالبة برحيل الوزير بن بوزيد، وبضرورة تدخل رئيس الجمهورية لإنقاذهم، ومن بين الشعارات ''استاذ يريد اسقاط بن بوزيد''، ''بلاد العلم بلاد النور المتعاقد فيها محفور''، و''ايها الناظرون أبناؤكم معنيون''، و''الوظيف العمومي هو سبب همومي'' وغيرها من الشعارات التي تعبر عن الوضعية التي يعيشها المتعاقد. وقد هدد العديد من المحتجين بحرق أنفسهم إذا لم يتم الالتفات إلى مطلبهم. وحسب تصريح رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، مريم معروف، فإن كافة المتعاقدين مصممين على البقاء في أماكنهم أمام رئاسة الجمهورية إلى غاية حصولهم على الإدماج، مشيرة إلى أنهم قرروا المبيت هناك. وأكدت أن مستشار الرئيس طالب بلقاء ممثلين عنهم، إلا أن مطلبه قوبل بالرفض، طالما أن الحوار أصبح طريقة لربح الوقت فقط. وقالت المتحدثة في هذا الشان ''لقد تحاورنا معهم بما فيه الكفاية، فأين الحلول التي وعدونا بها في ظرف ثلاثة أسابيع''. وأكدت المتحدثة على عدم مغادرة مقر الرئاسة إلى غاية حصولهم على الإدماج، مشيرة إلى خطاب رئيس الجمهورية، أمس، بمناسبة عيد النصر والذي تحدث فيه عن تسوية كافة المناصب المؤقتة، وقالت إن المتعاقدين ينتظرون أن يكونوا من بين الفئات التي ستحل مشاكلها.
وفاة 4 أساتذة من أدرا في طريقهم إلى العاصمة لقي أول أمس، أربعة أساتذة متعاقدين من ولاية ادرار حتفهم، في طريقهم إلى العاصمة للمشاركة في الاعتصام. الضحايا من بين المتعاقدين الذين لديهم خبرة تصل إلى عشر سنوات في الميدان دون إدماجهم في مناصبهم. وقد زاد الخبر من غضب المحتجين، محملين السلطات مسؤولية وفاتهم، خاصة وأنهم توفوا وهم في طريقهم إلى العاصمة لإيصال انشغالهم إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.