إبراز البعد الوطني في المدارس يحصن البلاد من التهديدات الخارجية قالت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس، أن مشكل التأطير في أقسام الأمازيغية لن يطرح الموسم القادم، بالنظر لعدد الطلبة المتخرجين من الجامعات والحاملين لتخصص اللغة الأمازيغية والذين سيتم توظيفهم عبر 32 ولاية، التي ستفتح على الأقل قسما واحدا للأمازيغية، علما أن 22 ولاية فتحت هذا الموسم أقساما لتدريس الأمازيغية التي رسمها الدستور مؤخرا. أوضحت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس خلال إشرافها على افتتاح اليوم الدراسي حول "كيفيات تصنيف وتثمين عيد يناير"، أن المنظومة التربوية بالجزائر مدعوة أكثر من أي وقت مضى بالنظر للظروف الجيوسياسية الدولية والإقليمية المحيطة بنا إلى بناء تصور عصري لإطار عام لمواجهة تحديات مجتمعية وإبراز البعد الوطني في المدرسة الجزائرية ليكون الجيل القادم حصنا منيعا أمام هذه التهديدات والرهانات التي تواجه البلاد وهذا بفضل وحدته المتعددة الأبعاد.وأوضحت وزيرة التربية أن هذا الهدف يتم برفع الوعي بالانتماء لهذا الوطن وللهوية الجماعية، وهي قيم مثلما أضافت متضمنة في القانون التوجيهي للتربية الوطنية، منها ترسيخ الإحساس بالانتماء لنفس الأمة الجزائرية والمرتكز على الموروث التاريخي والجغرافي والحضاري والثقافي، ويتجسد هذا حسب السيدة بن غبريط من خلال نشاطات المتمدرسين الواعية بتكوين الضمير الوطني المعتمد على احترام الثوابت الوطنية "الإسلام، العربية و الأمازيغية"، وكذا العلم والنشيد الوطنيين، ودعت أيضا للعمل على خلق وعي وسط التلاميذ بروح المواطنة. وأكدت وزيرة التربية أن احتفالية يناير استثمار بيداغوجي في المنظومة التربوية إلى جانب مواريث ثقافية أخرى منها "التويزة وعاشوراء والمولد النبوي الشريف وغيرها" من الاحتفاليات التي تكرس عمق الهوية الوطنية، مشيرة إلى أن مشاركة ثلاث وزارات وهي الثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي وكذا وزارة التربية الوطنية في دعم هذه المبادرة هو دليل على الاهتمام الإستراتيجي الذي توليه الدولة لترقية الأمازيغية وانتشارها. وبخصوص اليوم الدراسي أفادت الوزيرة ، أن هذه الندوة هي عبارة عن ورشة ستسمح لكل المختصين في التراث والتاريخ لتعزيز الفكرة قبل طرح الملف أمام منظمة اليونسكو من أجل تصنيف "يناير" كتراث عالمي لا مادي، مشيرة أن قطاع التربية قام خلال الموسم الدراسي الجاري بمبادرة لإحياء يناير عبر 28 ألف مؤسسة تربوية بالوطن وتم ربط الاحتفالية بثقافة التواصل مع ما تنتجه الأرض، وبالتالي تم التركيز أساسا على المهن التي تعطي بعدا آخرا للريف وتثمينها في ذهنيات الأطفال.من جهته، ثمن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد عملية توقيع اتفاقية شراكة بين المحافظة ومركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية "كراسك" بوهران، وهي الاتفاقية التي أبرمت أمس على هامش اليوم الدراسي، وقال أن ندوة أمس هي مواصلة لعمل بدأ منذ 1999 حين تم إخراج احتفالية يناير للشارع لأول مرة من خلال أنشطة رسمية، مضيفا أن هذا الطابع الرسمي تجسد جليا هذا العام من خلال ما تم تجسيده بالتنسيق مع وزارتي الثقافة والتربية الوطنية، من نشاطات مشتركة وتظاهرات وطنية. واليوم حان الوقت مثلما أوضح سي الهاشمي عصاد للمرور لمرحلة تثمين هذا الموروث لنصل مستقبلا للمطالبة بتصنيفه كتراث لا مادي، مثمنا الندوة التي تسمح حسبما أشار لتوافق وجهات النظر حول الموضوع، معلنا أن كل مداخلات الباحثين والخبراء في هذا اليوم الدراسي سيتم جمعها في كتاب ليكون مرجعا للمهتمين بتصنيف يناير في اليونسكو. وبخصوص مسعى تعميم تدريس الأمازيغية، أكد الأمين العام للمحافظ السامية أن العملية تجري بوتيرة مرضية والتعميم سيأتي تدريجيا، مثل السعي لتعميم تجربة محو الأمية بالأمازيغية التي بدأت هذا الموسم عبر 9 ولايات وسيتم تقييمها مع نهاية الموسم الجاري.