تدريس الأمازيغية يكون باللغة التي تكتب بها في كل منطقة سي الهاشمي عصاد :" اتفاقية شراكة مع ال"كراسك" لتعزيز الأمازيغية في الجامعات " أكدت نورية بن غبريط وزيرة التربية الوطنية، صباح أمس أن موقف الوزارة الوصية سيكون براغماتيكيا فيما يتعلق بمسألة اللغة التي ستدرس بها الأمازيغية مستقبلا في مختلف المؤسسات التربوية، وفي ردّها على سؤال " الجمهورية " حول اللغة التي ستستعمل لتدريس الأمازيغية لفائدة التلاميذ، صرحت بن غبريط، على هامش اليوم الدراسي حول "كيفيات تصنيف وتثمين عيد يناير" بكراسك وهران، أن وزارة التربية ستسير وفق النمط المتعارف عليه سابقا، بمعنى تعليم الأمازيغية باللغة التي تكتب بها في كل منطقة من مناطق الوطن، بمعنى إذا كان سكان الجنوب يعتمدون على "التيفيناغ " لكتابة اللغة الأمازيغية فإن الوزارة ستبقي على هذا النمط ولا تغيره في مختلف المؤسسات التربوية التي تقع جنوب الوطن، وهكذا مع الولايات التي كانت تدرس الأمازيغية باللغة العربية واللاتينية، وأوضحت الوزيرة، أنه وبعض المصادقة على الدستور الجديد، واعتبار الأمازيغية كلغة رسمية، فإن المحافظة السامية للأمازيغية، لديها كامل الشرعية كي تقدم اقتراحات على وزارة التربية الوطنية بخصوص هذه المسألة، حتى تعطي هذه الأخيرة فعالية لهذه الملاحظات التي تقدمها الأكاديمية الوصية في هذا المجال. وفي سياق متصل، وفي ردها على أسئلة الصحافيين، أكدت المسؤولة الحكومية، أن المبادرة التي جاءت من قبل المحافظة السامية للأمازيغية، تدخل في إطار الاستيراتيجية التي تقوم بها وزارة التربية، في إطار القانون التوجيهي، لإعطاء المكانة الجوهرية للتراث الوطني، ما يسمح بإبراز البعد الوطني للهوية الجزائرية، وعلى هذا الأساس -تضيف بن غبريط- احتفلنا بذكرى 12 يناير، في كامل المؤسسات التربوية، وقيمنا مختلف المهن لاسيما الفلاحية منها، مثمنة هذه المبادرة، التي قالت إنها ستطرح في إطار "اليونيسكو"، بعد إجماع كل الخبراء والمختصين حول مضمون وفحوى هذه الفكرة المجال، مشيرة إلى أن الورشات ستسمح لكل المختصين في ميدان التراث والتاريخ بتعزيز الفكرة قبل طرحها على "اليونسيكو". ومن جانب آخر، أوضحت الوزيرة "أنه لا يوجد عجز في التأطير، لاسيما وأن الجامعات الجزائرية، تخرج سنويا مختصين في اللغة الأمازيغية، وأن الوصاية أمرت جميع مدراء التربية بفتح قسم على الأقل لتدريس الأمازيغية للتلاميذ. من جهته كشف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، في تصريح ل" الجمهورية "، أن المحافظة قامت في ختام فعاليات اليوم الدراسي، بإبرام اتفاقية شراكة مع "كراسك" وهران، مشيرا إلى أن الخطوة، تدخل في إطار التوجيهات الجديدة للمحافظة لتوسيع شبكتها لتمس حتى أولئك الناشطين في الحقل الجامعي، الأمر الذي من شأنه تعزيز مكانة الأمازيغية في المراكز الجامعية والسعي إلى التكفل ببعض الإشكاليات بما فيها الحقل الأنثروبولوجي، بالتنسيق مع الخبراء لتهيئة الأرضية لمجمع اللغة والثقافة الأمازيغية لتفعيل هذه الخطوات. وبخصوص، اليوم الدراسي حول كيفيات تصنيف وتثمين عيد يناير، أكد سي الهاشمي عصاد أن الندوة تمثل مشروعا يدخل في إطار البرنامج التكميلي للاحتفاليات الرسمية، التي نظمت مؤخرا في 12 يناير بالجزائر العاصمة، حيث ولأول مرة شاركت فيها 3 وزارات، "التربية الوطنية"، "البحث العلمي" و"الثقافة" مما أعطى ذكرى يناير إشعاعا وطنيا. ونوه محافظ الأمازيغية، بتوسيع هذا البرنامج الذي شمل 28 ألف مدرسة، داعيا إلى تقاسم النقاش مع الخبراء لاسيما المختصين في مجال الأنثروبولوجيا، ومن ثمة إعادة النظر في بعض النصوص كمرسوم 1963، الذي يقرر الرزنامة الرسمية للأعياد. مؤكدا أن إعادة الاعتبار للأمازيغية ببعدها التاريخي والحضاري سيهيئ الظروف لتحقيق الأمن الهوياتي الذي هو مكرس في الدستور الجزائري. تجدر الإشارة إلى أن اليوم الدراسي حول كيفيات تصنيف وتثمين عيد يناير، عرف مشاركة الكثير من الخبراء والمختصين من مختلف جامعات الوطن، وتم تسليط الضوء على مختلف جوانب هذا الملف الذي يدخل في إطار تعزيز التفاعل والتشابك الثقافي، ما يؤدي في الأخير إلى المحافظة وتطوير الإرث المادي واللامادي في بلادنا.