المسرح قصر في الإهتمام بالذات الجزائرية يرى الممثل والمخرج المسرحي الطيب دهيمي ضرورة الإهتمام بالإنسان الجزائري، وقال أن المسرح مقصر من هذه الناحية رغم ما تتناوله النصوص في معالجتها للواقع الإجتماعي. الطيب دهيمي الذي أخرج حتى الآن 15 عملا مسرحيا أكد بأنه غير مقتنع حتى الآن بما قدم على الركح بخصوص الإهتمام بالإنسان، إنشغالاته، تطلعاته، مضيفا أن ذلك يشكل خيبة لدى معظم المخرجين، لأنهم لم يتناولوا بعمق الجانب النفسي الذي ينطوي على أحاسيس وآمال أي إنسان يتطلع إلا الأفضل. وعبر محدثنا عن رغبته في الإنخراط في هذه الآلية التي تربط الإنسان بالخشبة حتى لا تبقى العلاقة أو مدعاة للفرجة فقط، فهو يتوق إلى إغناء النص بالصور الدرامية حتى يتخطى حالة الفرجة للوصول إلى ذروة التجاوب بين المتفرج والممثل لخلق حالة تبادلية تعيد صياغة مفهوم المسرحية. وتحدث دهيمي عن تجربته في الإخراج التي قال إنها تعتبر بالنسبة له سفرية ممتعة في عمق الحياة لأنه يقترب أكثر إلى الواقع ويتعرف على محيط واسع من العلاقات الإجتماعية، مؤكدا على أهمية الإقتراب من الناس لتحسس إنشغالاتهم مشيرا إلى أن تجربته في التمثيل التي تمتد إلى أكثر من 30 سنة أعطته مخيلة كثة بالصور التي لا يمكن الوقوف عندها في الحياة العادية، وقال أن التمثيل على الخشبة يثرى الرصيد البشري بزخم من التجارب الإنسانية. وبحسب الممثل الطيب دهيمي أن المسرح هو الفضاء الأنسب لتجسيد كل التطلعات والأمال الحياتية التي ينشدها الإنسان، وهو ما يتجلى من خلال النصوص الروائية التي تحولها لمسات المخرجين إلى حياة ضاجة على الركح وصاخبة بألوان الطيف الإنساني. وفيما كان دهيمي مسترسلا في حديثه معنا عن تجربته التقطت آذان أحد الفضوليين كلماته معلقا على اختصاص مسرح قسنطينة الذي قال أنه مختص في العروض الفكاهية، فما كان من الممثل والمخرج الطيب دهيمي إلا الرد بسرعة على تعليق هذا الفضولي الذي قاطعنا بدون سابق إنذار، فقال له معلقا على ملاحظته.. بأن مسرح قسنطينة. وإن أفرط في تغليب الجو الهزلي الفكاهي في عروضه إلا أن الهاجس الاجتماعي ظل دائما هو السائد في العروض المسرحية، مضيفا أنه بقدر ما أضحكت هذه العروض المتفرجين بعثت في المقابل رسائل إلى المجتمع. ع. مرزوق