عشية اليوم بأديس أبابا (15 سا 00) إثيوبيا ----- الجزائر يتواجد المنتخب الوطني في رواق جيد للحسم بصفة نهائية في مصير تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، المقررة مطلع السنة القادمة بالغابون، وذلك بمواجهته ظهيرة اليوم منتخب إثيوبيا، في إطار الجولة الرابعة للمرحلة التصفوية. نجاح الخضر في مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، وعلى وقع الانتصارات المتتالية، سيمكنهم من حسم الأمور واقتطاع أولى التذاكر للمشاركة في نهائيات الغابون، دون انتظار نتائج منتخب السيشل وصيف المجموعة العاشرة، والفرصة مواتية مادام الإثيوبيون قد برهنوا على تواضع إمكانياتهم في مباراة الذهاب قبل 4 أيام بالبليدة، لأن السباعية التي عادوا بها جعلتهم تحت الصدمة، وقضت على أحلامهم في تنشيط النسخة 31 للعرس الكروي القاري، ولو أن التشكيلة الوطنية ستكون اليوم في مواجهة ظروف إستثنائية أخرى، منها الرطوبة، الإرتفاع وسوء أرضية الميدان. السيناريو الذي شهدته موقعة الجمعة المنصرم، أكد على التباين الصارخ في إمكانيات المنتخبين، لأن محرز ورفاقه برهنوا على «العالمية» التي بلغوها، من خلال مزاوجتهم بين الأداء والنتيجة، كما أن السباعية التي دكوا بها شباك الإثيوبيين، جسدت قوتهم الذهنية، ما نصبهم في صدارة الفوج العاشر. ويسعى المدرب غوركوف إلى تكرار الإنجاز الذي حققه في أول خرجة رسمية له مع المنتخب الوطني في سبتمبر 2014، لما عاد من أديس أبابا بفوز عبد له طريق «الكان» برتم منتظم على وقع الانتصارات المتتالية، فاقتطع أولى تذاكر التأهل إلى النهائيات، كون إعادة السيناريو ذاته سيطمئن الخضر على تأشيرة الغابون، وبالتالي التفرغ كلية لتصفيات مونديال روسيا 2018، كون اللقاء المتبقي داخل الديار أمام اللوزوطو، سيكون مجرد فسحة لإستعراض القدرات الهجومية، بالنظر إلى محدودية إمكانيات المنافس. إلى ذلك فإن السفرية إلى أديس أبيبا تبقى من أصعب الرحلات في أدغال إفريقيا، لأن العوامل المناخية إستثنائية بفعل الارتفاع عن سطح البحر، وما ينتج عنه من رطوبة، فضلا عن مشكل أرضية الميدان، الذي يبقى اكبر هاجس يثير مخاوف غوركوف. الأرضية الكارثية لملعب أديس أبابا لا تسمح للخضر اللعب بطريقتهم المعتادة (التمريرات القصيرة)، كما أن هذه المقابلة ستمكن بعض الوجوه الجديدة من اكتشاف أجواء إفريقيا، في صورة الثنائي بن زية وهني. هذا ويرتقب أن يجدد الناخب الوطني الثقة في نفس التشكيلة التي خاضت لقاء الجمعة الماضي، مع سحب بلقروي من محور الدفاع بسبب الإصابة، مقابل إعادة مجاني إلى محور الدفاع رفقة ماندي، على أن يكون مسلوب في الإسترجاع إلى جانب تايدر، ليبقى الرباعي محرز، فغولي، براهيمي وسليماني بمثابة القوة الضاربة في القاطرة الأمامية، رغم أن تسجيل الأهداف لم يعد حكرا على المهاجمين، بالنظر إلى الأداء الجماعي الراقي للمجموعة، وإبداعها في صنع اللعب. من جهته سيلعب المنتخب الإثيوبي فرصة الحظ الأخير، وموعد اليوم سيضعه أمام حتمية رد الإعتبار، لأن «الزلزال» الذي هز أركانه بدرجة 7 خلف صدمة كبيرة، وحلم التأهل إلى «كان 2017» تبخر مبكرا، ومع ذلك سيعمل أشبال المدرب يوهانس على رد الاعتبار، بتحقيق نتيجة إيجابية، دون تجاهل حسابات التأهل، كون الإثيوبيين يراهنون على الفوز بهذه المقابلة ليس من أجل منافسة الخضر على الصدارة، بل بحثا عن الصف الثاني، وبرصيد قد يشفع لهم للالتحاق بالمتأهلين، كصاحب أفضل مرتبة ثانية في كل الأفواج، شريطة تخطي عقبة كل من السيشل واللوزوطو في الجولتين المتبقيتين، ولو أن المهمة لن تكون سهلة، لأن مردود الإثيوبيين في لقاء الذهاب أكد تراجع مستواهم، بفعل المراهنة على عناصر محلية من أندية كيديس جيورجي، ديدبيت، آداما كتيما و سيداما بيبا، مع بقاء هدافه كبيدي المحترف بجامعة بريتوريابجنوب إفريقيا مصدر خطره في الهجوم. صالح فرطاس اللاعبون تفاجأوا لسوء أرضية الميدان: بلقروي يُترك في الاحتياط ومسلوب التغيير الوحيد في التشكيلة حسم أمس الناخب الوطني كريستيان غوركوف أمره، بخصوص التشكيلة الأساسية التي ستلعب مباراة العودة أمام منتخب إثيوبيا، حيث حافظ على ذات العناصر التي فازت بسباعية في مباراة الذهاب الجمعة الفارط، مع إجراء تغيير واحد تمثل في إقحام متوسط ميدان نادي لوريون الفرنسي وليد مسلوب، الذي سيعوض هشام بلقروي المصاب على مستوى العضلة المقربة. وقام غوركوف بتعديلات طفيفة على التشكيلة الأساسية، من خلال إعادة كارل مجاني إلى محور الدفاع، ليكون إلى جانب عيسى ماندي، مع منح مهمة الاسترجاع إلى وليد مسلوب الذي سيحاول مساندة سفير تايدر. وكان بلقروي قد تدرب بحذر عشية أمس بملعب أديس أبابا ستاديوم، وهذا بسبب شعوره ببعض الآلام. وكان لاعب ماديرا البرتغالي قد أكد في تصريحات جانبية، بأن إصابته لا تدعو إلى القلق، لكن الناخب الوطني فضل إبقاءه في الاحتياط اليوم تفاديا لأية مضاعفات. وخاض الخضر زوال أمس حصة تدريبية خفيفة بالملعب الرئيسي الذي سيحتضن مباراة اليوم، حيث تفاجأ اللاعبون بسوء الأرضية، والتي ستمنعهم من تقديم المردود الذي تعودوا عليه في آخر المباريات، غير أن براهيمي طمأن الجماهير الجزائرية بأنهم سيعودون بالزاد كاملا، وسيحسمون تأشيرة التأهل رسميا. وقال براهيمي: «فاجأتنا أرضية الميدان بصلابتها، ولكنها لن تقف أمامنا من أجل حصد الانتصار، الذي سيؤهلنا ٍرسميا إلى كان الغابون. تعودنا على اللعب في إفريقيا، وعلى أرضيات مشابهة، ولن نتحجج بأي شيء». مروان. ب سفيان فغولي يصرح: كل العوامل ستكون ضدنا في "أديس أبابا" أبدى الجناح الطائر للمنتخب الوطني سفيان فغولي تخوفاته من الظروف الصعبة التي تميز المناخ بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مضيفا خلال التصريحات التي أدلى بها لمختلف وسائل الإعلام بعد نهاية مباراة الذهاب بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، بأنهم سيدخلون مباراة الإياب أمام إثيوبيا بنية العودة بالزاد كاملا. وقال مهاجم الخضر ونادي فالنسيا الإسباني: «كل العوامل ستكون ضدنا في مواجهة العودة، خاصة الإرهاق والارتفاع والوضعية الكارثية لأرضية الميدان، لكننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل تشريف الألوان الوطنية، والفوز على هذا المنافس، سيما وأن العودة بالزاد كاملا من إثيوبيا، سيمكننا من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات منافسة كأس أمم إفريقيا المقررة بالغابون سنة 2017 بشكل نهائي، وبالتالي تفادي كل الحسابات، كما أن التأهل المبكر إلى نهائيات "الكان»، سيمكن الناخب الوطني من تجريب كل اللاعبين الذين تضمهم قائمته، خاصة وأنه سيكون بحاجة إلى الجميع قبيل انطلاق تصفيات مونديال روسيا 2018". وعن مردوده في لقاء الذهاب، ونجاحه في تسجيل هدفين كاملين قال فغولي: "أنا جد مسرور بما قدمته. لقد أمتعت واستمتعت في لقاء الذهاب أمام إثيوبيا، لكن الفضل في تألقي يعود إلى زملائي الذين ساعدوني على تسجيل هدفين. لقد أثبتنا أننا نمتلك مجموعة متلاحمة، وهدفنا التأكيد في لقاء الإياب". لم يستعمل البطاقة الحمراء في مشواره الدولي: الحكم الكيني ديفيس أومواني لإدارة مباراة إثيوبيا و الجزائر عينت لجنة التحكيم التابعة للكاف الحكم الكيني ديفيس أوغانشي أومواني، لإدارة مباراة المنتخبين الإثيوبي والجزائري المقررة ظهيرة اليوم بأديس أبابا، على أن يساعده مواطناه ماروا رانجي وجيلبير شيريوت، أما الحكم الرابع فهو الكيني لوميان مبيما، ومحافظ اللقاء المصري أحمد محمد مجاهد. ويعد الكيني ديفيس أومواني من الوجوه غير المتعودة على الظهور بقوة في المحافل الكروية القارية، رغم انه يبلغ من العمر 32، وكان قد تحصل على الشارة الدولية في جانفي 2012، لكنه بقي إحتياطيا على مدار موسمين، و قد أدار في مشواره الدولي 28 مقابلة دولية، أشهر خلالها 68 بطاقة صفراء، من دون أن يستعمل البطاقة الحمراء إلى حد الآن، مع إعلانه عن 3 ضربات جزاء. إلى ذلك فقد سبق لهذا الحكم تسجيل حضوره مع الكرة الجزائرية في مناسبة واحدة، و كانت بسطيف بتاريخ 03 أوت 2013، لما أدار لقاء الوفاق المحلي مع نادي سانت جورج الإثيوبي، في إطار منافسة كأس «الكاف»، بينما لم يسبق له إدارة أية مباراة للمنتخبات الوطنية، على إختلاف أصنافها، و قد كان ديفيس أومواني من حكام «الشان» في النسختين الأخيرين، مقابل عدم نيله شرف إدارة لقاءات «الكان»، الأمر الذي جعله يكتفي بإدارة المباريات التصفوية، و آخر ظهور له على الساحة الدولية كان في أكتوبر 2015، عندما أسندت له مهمة تسيير لقاء جنوب إفريقيا و أنغولا في الدور الثاني من التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا.