عاد المنتخب الوطني ظهيرة أمس بتعادل ثمين من أديس أبابا، أين اقتسم الزاد مع نظيره الإثيوبي، في إطار الجولة الرابعة لتصفيات كأس أمم إفريقيا ،المقررة مطلع السنة القادمة بالغابون، ليكون بذلك الخضر قد تحدوا الكثير من العوامل، منها الظروف المناخية، الارتفاع و سوء أرضية الميدان، ليضمنوا بنسبة كبيرة تأشيرة المشاركة في النسخة 31 للعرس القاري، كونهم أصبحوا بحاجة إلى نقطة واحدة لترسيم التأهل، في صدارة المجموعة العاشرة. المباراة عرفت انطلاقة قوية للمنتخب الإثيوبي، الذي حاول لاعبوه الرمي بكامل ثقلهم في الهجوم، سعيا منهم للنيل مبكرا من مرمى الحارس مبولحي، وقد كاد بانوم يصل إلى المبتغى عند الدقيقة الثانية، بقذفة صاروخية من على بعد 25 م، وجد الحارس مبولحي صعوبة كبيرة في صدها. الإندفاع اللامتناهي للمحليين صوب الهجوم، قابله الناخب الوطني كريستيان غوركوف بخيارات تكتيكية قوامها الحيطة و الحذر، وتجنب المغامرة كثيرا في الهجوم، في محاولة لامتصاص حرارة الإثيوبيين، لكن الوضعية الكارثية لأرضية الميدان صعبت من مهمة فغولي ورفاقه في فرض طريقة لعبهم، والقدرة على التحكم في الكرة، باستعمال المهارات الفنية الفردية، ولو أن هذه الظروف جعلت العناصر الوطنية تعجز عن مقارعة المنافس في منطقة الوسط، ما مكن أبناء «الحبشة» من فرض ضغط مكثف على مرمى مبولحي، الذي تحمل ودفاعه عبء المباراة. واعتمد منتخب إثيوبيا على التمريرات في العمق كأحد المفاتيح لفك شفرة الدفاع، خاصة وأن رأس الحربة كيبيدي كان كثير النشاط داخل منطقة العمليات، والثلاثي رامكيل روك، أسيفا والقائد بيكيلي، كان قد أحكم سيطرته على وسط الميدان، في ظل اكتفاء تايدر بتقديم الدعم للدفاع في الاسترجاع، و أخطر فرصة للإثيوبيين كانت عند الدقيقة 19، بعد تمريرة ذكية من بيكيلي في ظهر محور الدفاع صوب كيبيدي، إلا أن الحارس مبولحي تدخل بذكاء، لينقذ مرماه من هدف محقق. المباراة تواصلت في اتجاه واحد، دون تسجيل أية فرصة تستحق الذكر لهجوم الخضر، حيث كان الحارس أبيل مامو في راحة تامة، فيما واصل الإثيوبيون البحث عن تجسيد سيطرتهم، قبل أن يصلوا إلى مبتغاهم عند الدقيقة 29، بعد ركنية من القائد بيكيلي، استغل رأس الحربة كيبيدي سوء تموقع مدافعين الخضر، ليسكن الكرة بقذفة قوية شباك مبولحي. هدف حرك مشاعر العناصر الوطنية التي خرجت نسبيا من قوقعتها، فكانت أول هجمة جادة في الدقيقة 30، من عمل جماعي ختمه فغولي بقذفة قوية جانبت القائم الأيسر لمرمى أبيل مامو، لتشهد الدقيقة 43 نجاح الخضر في تعديل النتيجة، إثر تمريرة بالعقب وبطريقة فنية رائعة صوب سليماني، الذي أسكن الكرة الشباك بارتماءة رأسية. «فيزيونومية» المقابلة تغيرت كلية في الشوط الثاني، لأن مدرب إثيوبيا جوهانس ساهل عمد إلى تفعيل القاطرة الأمامية بإقحام فيكادو، وكان المايسترو بيكيلي مصدر الخطر، حيث صنع الهدف الثاني في الدقيقة 49 بتمريرة في العمق، انفلت على إثرها كيبيدي من المراقبة، مستغلا سوء تموقع ثنائي المحور، لينفرد بالحارس مبولحي، ويسجل بذكاء الهدف الثاني. ومع حلول الدقيقة 55 كاد المنتخب الإثيوبي أن يثقل الفاتورة، بمخالفة مباشرة نفذها بيكيلي من على مشارف منطقة الجزاء، أبدع الحارس مبولحي في صدها، منقذا مرماه من هدف محقق، لنسجل بعدها رد فعل التشكيلة الوطنية، والذي كلل بهدف التعادل الذي وقعه ماندي برأسية محكمة، بعد ركنية نفذها محرز. بعد هذا الهدف كاد المنتخب الوطني أن يقلب الموازين، لأن سليماني قدم كرة على طبق لزميله براهيمي، الذي كان متحررا من المراقبة، إلا أن قذفته تصدى لها الحارس أبيل مامو بشجاعة كبيرة، وكان ذلك في الدقيقة 63، قبل أن ينجح المحليون في استعادة التفوق بعد دقيقتين، إثر توغل بانوم على الجهة اليمنى، و تصويبه قذفة أرضية لم يتمكن مبولحي من التصدي لها، ليستغل البديل فيكادو الكرة المرتدة ويسجل الثالث، في غياب المتابعة من دفاع الخضر. هذه المعطيات دفعت بغوركوف إلى القيام ببعض التغييرات، حيث أقحم غزال بديلا لفغولي، لتكون الفرديات العالية المفتاح الذي راهنت عليه العناصر الوطنية للعودة في النتيجة، إذ أن براهيمي نجح في الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 84، بعد توغله داخل منطقة العمليات، وتعرضه لعرقلة من المدافع الإثيوبي أسيفا، وهي اللقطة التي لم يتردد على إثرها الحكم الكيني ديفيس أوموانكي في الإعلان عن ضربة جزاء، تولى تنفيذها غلام بنجاح، معيدا الأمور إلى نصابها، لتنتهي المباراة بتعادل وضع الخضر على مشارف «كان 2017».