عاشت مدينة حمام دباغ بقالمة أول أمس الجمعة يوما استثنائيا بسبب التدفق البشري الهائل والذي قدرته بعض المصادر بنحو 20 ألف سائح قصدوا المدينة من مختلف أنحاء الوطن منذ الساعات الأولى من الصباح. وقد عجزت طرقات الجوهرة السياحية عن استيعاب العدد الهائل من السياح مما أدى إلى أختناق مروري غير مسبوق إنطلاقا من المدخل الرئيسي وإلى غاية المركب السياحي، الشلال ومحمية العرائس، حيث أصيبت حركة السيارات والحافلات بما يشبه الشلل التام لساعات طويلة وبقيت عشرات العائلات عالقة داخل السيارات بعد منتصف النهار أين بلغ تدفق السياح ذروته. ولم تتمكن مصالح تنظيم المرور من التحكم في الوضع بعد انسداد جميع المنافذ وتوقف الحركة تماما في حدود الثانية زوالا. وحاول بعض السياح الهروب من الحصار عبر منافذ ثانوية إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك. وقد سادت لحظات من الفوضى والعراك بين أصحاب السيارات والحافلات بعد توتر الأعصاب وطول مدة الانتظار عند مداخل المدينة السياحية التي تفتقد للبنية التحتية القادرة على استيعاب الآلاف من السياح، حيث تتوفر المدينة على مدخل واحد من الجهة الشرقية ولا توجد بها محولات وطرقات مزدوجة يمكنها تسهيل حركة المرور واستيعاب العدد الهائل من السيارات والحافلات. وقد عجز سكان المدينة البالغ تعدادهم نحو 18 ألف نسمة عن التحرك بسياراتهم وفضلوا البقاء بمنازلهم إلى غاية السادسة مساء. وكانت انتقادات حادة قد وجهت للمشرفين على شؤون الاعمار بالمدينة وحملهم السكان مسؤولية الوضع الكارثي الذي تشهده المدينة كل ربيع وهذا بسبب ضعف البنية التحتية للطرقات ومواقف السيارات وانعدام مخطط مروري يسمح بالتجاوب مع الوضع الاستثنائي الذي تعرفه المدينة خلال عطل الربيع من كل سنة.