قتلى وعشرات الجرحى في تجدد المواجهات باليمن سقط أمس ما لا يقل عن خمسة قتلى فيما أصيب العشرات من الأشخاص بجروح متفاوتة في اشتباكات بين قوات منشقة من الجيش اليمني ومسلحين مدنيين في صنعاء وكذا في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس علي عبد الله صالح في تعز وصنعاء. وفيما تعددت الروايات حول حيثيات الاشتباك وحول عدد وهوية الضحايا قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس أن جنديين من الفرقة الأولى مدرع التابعة للواء المنشق علي محسن الأحمر قد قتلا كما أصيب 15 جنديا آخرين بجروح في «اشتباك بين جنود الفرقة ومجاميع قبلية من قبائل سنحان وبني بهلول وبلادالروس». وأكد مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية أن العناصر القبليين أتوا «في مهمة وساطة مع الأحمر»، من جانبه، قال مصدر أمني رسمي لوكالة فرانس برس أن الاشتباكات أسفرت عن خمسة قتلى، إلا أنه قال أنهم مدنيون، كما أصيب أربعة آخرون بجروح. وذكر المصدر أن المدنيين احتشدوا عند البوابة الغربية لمعسكر الفرقة الأولى. من جهتها ذكرت وكالة رويترز أن شخصا واحدا على الأقل قتل وأصيب عشرات آخرون عندما اشتبك مؤيدون للرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع محتجين يطالبون بتنحيه في صنعاء. وأوضحت الوكالة أن المحتجين ألقوا حجارة عندما تعرضوا لإطلاق نيران أثناء محاولتهم مغادرة مخيمهم في ساحة التغيير وتدخلت قوات الأمن لتفريق المشتبكين. من جانب آخر أفاد التلفزيون اليمني الرسمي بأن 3 جنود يمنيين قتلوا أمس في اشتباكات مع وحدات منشقة عن الجيش بصنعاء. وفي مدينة تعز تجددت الاشتباكات بين المحتجين المناهضين للنظام وقوات الأمن لليوم الثالث على التوالي. وقالت مصادر طبية في المستشفى الرئيسي بتعز أن نحو 400 شخص أصيبوا يوم الثلاثاء، معظمهم بالاختناق، عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وأفاد شهود عيان أن مروحية طافت فوق مدينة تعز وألقت قنابل مسيلة للدموع على المحتجين. وأضاف الشهود أن قوات الأمن اليمنية وأشخاصا بملابس مدنية أطلقوا النار على المحتجين. وقالوا إن المئات من قوات الأمن هاجموا عشرات آلاف المحتجين، وان أشخاصا بملابس مدنية يعتقد أنهم من رجال الأمن استخدموا العصي والخناجر، ورد المحتجون برشق المهاجمين بالحجارة. وتأتي هذه المواجهات بعد يوم من اشتباكات أسفرت عن سقوط ما لايقل عن 15 قتيلاً. سياسياً، قبلت السلطات اليمنية دعوة وجهتها دول مجلس التعاون الخليجي لإجراء محادثات في السعودية في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية التي يشهدها منذ أسابيع. ووجه المجلس الدعوة إلى الحكومة اليمنية وممثلي المعارضة لإجراء محادثات في الرياض، لكن لم يتحدد موعد بعد. وقال وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال اليمنية أبو بكر القربي لرويترز «نرحب بدعوة مجلس التعاون الخليجي والحكومة مستعدة لمناقشة أي أفكار يطرحها أشقاؤنا الخليجيون لحل الأزمة». من جهة أخرى قال مساعدون للواء علي محسن وهو أحد القادة العسكريين البارزين الذين ألقوا في الآونة الأخيرة بثقلهم وراء عشرات الآلاف من المحتجين الداعين لرحيل الرئيس علي عبدالله صالح أنه قبل أيضاً الدعوة لإجراء محادثات في السعودية. كما رحب محمد قحطان الناطق الرسمى باسم أحزاب اللقاء المشترك ( المعارضة باليمن )، ‹›بحرص دول مجلس التعاون الخليجى على أمن واستقرار اليمن وتأكيدها احترام خيارات الشعب اليمنى، مشيدا فى ذات الوقت بكل الجهود التى يبذلها السفير الأمريكي والاتحاد الأوروبي››. أما الولاياتالمتحدةالأمريكية فجددت على لسان جاى كارنى الناطق باسم البيت الأبيض، موقفها الداعم والمؤيد للحوار بين مختلف الأطراف المعنية فى اليمن فى سبيل معالجة القضايا الخلافية والخروج من الأزمة الراهنة. كما رحبت فرنسا بالمبادرة.