اتهمت السلطات اليمنية أمس، جماعة ''الإخوان المسلمين'' بنشر فتاوى التحريض على القتل ونشر الفتنة، وحذرتها من النتائج التي ستترتب على ذلك· وقال مصدر عسكري يمني ''نعبر عن أسفنا البالغ لتقديم اليمن مزيدا من الدماء نتيجة المواقف المتشددة لإعلام حميد الأحمر والإخوان المسلمين الذي هيج الشباب المعتصمين في محافظتي تعز والحديدة بعد رفض الشباب المعتصمين في صنعاء دعوة الزحف إلى القصر الرئاسي''· وأضاف المصدر ''تصر أحزاب اللقاء المشترك ''تحالف المعارضة'' على الزج بالوطن إلى أتون الفتنة والعنف والفوضى رافضة كل المبادرات الرامية إلى الخروج من الأزمة الراهنة من خلال الحوار الجاد والمسؤول''·وأوضح المصدر اليمني أنه ''لمن المؤسف أن يقدم اليمن مزيدا من الدماء بدلا من الجلوس على طاولة الحوار''، محملا قيادات أحزاب ''اللقاء المشترك'' وفقهاء الإخوان المسلمين مسؤولية ''ما أطلقوه من فتوى سياسية للشباب المغرر بهم لاقتحام المنشآت الحكومية الحساسة كالقصر الجمهوري والمجمعات الحكومية الأخرى في المحافظات واعتباره جهاداً وإباحة دم موظفي الدولة العسكريين والمدنيين إن هم دافعوا عن تلك المرافق العامة ضد الاعتداءات والنهب والتخريب''· وفي الأثناء، تجددت المواجهات في مدينة تعز اليمنية بين المتظاهرين وقوات الأمن التي أطلقت الغازات المسيلة للدموع، في حين قام مسلحون يرتدون ملابس مدنية بإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة أكثر من 400 شخص بجروح واختناقات، وذلك بعد يوم واحد من اشتباكات أسفرت عن سقوط 17 قتيلا بالمدينة· وقال شهود عيان إن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين وأطلقت الغازات المسيلة للدموع، وقام أشخاص يرتدون ملابس مدنية بالاعتداء عليهم بالأسلحة البيضاء· كما نقلت وكالة ''رويترز'' عن شهود أن مئات من قوات الأمن هاجمت عشرات الآلاف من المحتجين، في حين لوّح رجال يعتقد أنهم من الشرطة السرية بهراوات وخناجر، ورد المحتجون بدورهم برشق قوات الأمن بالحجارة· وأكد الدكتور عبد الرحيم السامعي من المستشفى الميداني في ساحة الحرية بمدينة تعز، وجود العديد من الإصابات بالرصاص والحجارة، فضلا عن توافد المزيد من حالات الإصابة بالاختناق، مشيرا إلى أن معظم المصابين يتم إحضارهم على متن دراجات نارية بسبب عدم توفر سيارات الإسعاف، وهو ما يضاعف من خطورة الحالات· كما شهدت العاصمة صنعاء اشتباكات مماثلة، حيث أكد الدكتور طارق نعمان من المستشفى الميداني المقام في ساحة التغيير وصول العديد من المصابين توفي أحدهم متأثرا بطلق ناري في رأسه، كما أصيب العشرات بعد تعرضهم لإطلاق الرصاص من قبل ''بلاطجة''·وجاءت هذه الاشتباكات في تعز وصنعاء، بينما استمرت فيهما وفي العديد من المدن اليمنية المظاهرات والاعتصامات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح·من ناحية أخرى، أعلنت الحكومة اليمنية أمس، قبولها الدعوة التي وجهتها دول مجلس التعاون الخليجي لإجراء محادثات بالسعودية تستهدف إنهاء الأزمة السياسية التي يشهدها اليمن منذ أسابيع، في حين قالت جماعات المعارضة الرئيسية إنها بانتظار معرفة تفاصيل المحادثات قبل أن تحدد موقفها منها·