الناتو يدمّر 30 بالمائة من قوات القذافي وتواصل المعارك في محيط البريقة أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنه اعتبارا من زوال أول أمس الاثنين لم تعد أية مقاتلة تابعة لها تقوم بأية طلعة جوية في سماء ليبيا، وأشار المتحدث باسم البنتاغون دارين جيمس أنه مع ذلك فإن المقاتلات ستبقى مستعدة للتدخل في حال طلب الحلف الأطلسي ذلك على حد تعبيره، مؤكدا أن الجيش الأمريكي لن يقدم من الآن فصاعدا سوى طائرات تموين في الجو والقيام بمهمات تشويش ومراقبة. وبذلك ستواصل قوات الحلف الأطلسي عملياتها العسكرية في ليبيا من دون الجيش الأمريكي، الذي سحب مقاتلاته المشاركة في الحملة الدولية، وكان يفترض أن يسري هذا الانسحاب منذ نهاية الأسبوع الماضي، لكن واشنطن وافقت على طلب الحلف بشن ضربات في ليبيا حتى مساء الاثنين بسبب سوء الأحوال الجوية مؤخرا، وقد صرح مسؤول بحلف شمال الأطلسي أمس الثلاثاء أن الضربات الجوية الغربية دمرت حتى الآن ما يقارب من ثلث القوة العسكرية للزعيم الليبي معمر القذافي، وقال الجنرال مارك فان أوهم في مؤتمر صحفي "تقييمنا هو أننا قضينا على 30 بالمائة من القدرة العسكرية للقذافي". وفي الوضع الميداني لا زالت المعارك متواصلة بشكل عنيف حول مدينة البريقة النفطية بين كتائب القذافي التي تقدمت شرقا والمحتجين المدعومين من بعض عناصر الجيش الليبي المؤيدة لهم الذين بدؤوا يتراجعون، وقال مراسل الجزيرة إن كتائب القذافي تتقدم شرق البريقة بعد مباغتتها المحتجين الذين تراجعوا 30 كلم شرق البريقة المدينة وابل من القصف، مؤكدين وصول إمدادات من الأسلحة إلى قوات القذافي بالبريقة . وقد أشارت "فرنس براس" إلى أن طائرات حلف الناتو قد شنت غارة جوية على قوات القذافي على مسافة 30 كيلومترا شرق ميناء البريقة، مضيفة نقلا عن مراسلها أن الغارة لم تسفر عن ضحايا، وأن الجنود الذين كانوا بداخل شاحنتين استهدفهما القصف تمكنوا من الفرار، كما أكدت وكالة "أسوشيتد برس" عن أحد قادة المحتجين أن غارة استهدفت رتلا للعربات العسكرية كان يتجه نحو مناطق يسيطر عليها المحتجين في البريقة ونجحت في تدمير عربتين بينما أجبرت العربات الأخرى على التراجع، وأشار المتحدث إلى أن البريقة أصبحت مدينة مهجورة وأن المحتجين داخل المدينة شرقا، لكن قوات القذافي تقصفهم من الغرب. وفي مصراتة تواصل حصار كتائب القذافي للمدينة من جهاتها الثلاث وحاولت اقتحام المدينة من الجهة الغربية عبر شارع طرابلس، وقال بعض المحتجين من هناك أن القناصة لا زالوا مرابطين فوق أسطح المباني مع تواصل القصف العشوائي الذي أدخل الرعب في نفوس السكان، فيما واصلت كتائب القذافي محاولات اقتحام مدينة الزنتان وسط الجبل الغربي وإحكام الحصار عليها من الجهات الشرقية والشمالية والغربية، ما خلف دمارا واسعا بالمنطقة . من جهة أخرى أبلغ رئيس الوزراء المالطي لورانس جونزي نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي أمس الاثنين أنه يتوجب على معمر القذافي وعائلته أن يتخلوا عن السلطة، وكان العبيدي وهو مبعوث للزعيم الليبي معمر القذافي، قد وصل إلى مالطا بعدما أجرى محادثات مع مسؤولين حكوميين في اليونان وتركيا بشأن سبل إنهاء الصراع في ليبيا. وفي وقت سابق عبر جونزي عن "اشمئزازه" مما حدث في مدينة مصراتة ورفض وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي كان قد تحدث مع مسؤولين يونانيين رسالة العبيدي قائلا إن انقسام ليبيا ليس مقبولا وإن على القذافي أن يرحل، فيما قال وزير الخارجية اليوناني ديميتريس دروتساس في بيان بعد لقائه العبيدي أنه يبدو من تصريحات المبعوث الليبي أن النظام يبحث هناك عن حل. ه/ع