تعلم اللغات هو طريق التحضر و الإنفتاح و الإقلاع الثقافي اعتبر مدير مخبر اللغات بجامعة روان بفرنسا الدكتور فؤاد لعروسي بأن الأمية هي إتقان لغة واحدة فقط، و التعدد اللغوي هو السير بالأفراد نحو الانفتاح و التحضر، مؤكدا بأن التعدد اللغوي عند التلاميذ عامل أساسي لنجاحهم في حياتهم المهنية، و ذلك ضمن مداخلته في الملتقى الدولي الموسوم « دينامكية و تعدد اللغات و استعمال و تعليم اللغات» الذي انطلق أول أمس بجامعة قسنطينة 1 من تنظيم مخبر الدراسات اللغوية بالجامعة. الملتقى ناقش إشكالية التعددية اللغوية في المدرسة، مع إعطاء نماذج دولية عن طرق إبراز خاصية التعدد اللغوي و دورها الفعال في تنمية التحصيل الدراسي و التفوق لدى التلاميذ، و كذا الممارسات الاجتماعية، التعددية اللغوية و السياسات اللغوية عبر العالم. و تطرق المتدخلون لفرص نجاح التعددية اللغوية في ميدان التعليم في الجزائر، من ناحية الممارسات و الطابع الاجتماعي، أين قدم باحثون دراساتهم العلمية و أثبتوا عبرها للحاضرين بأن التنوع اللغوي سلاح يمكن للأمة الجزائرية أن تستغله من أجل النهوض الحضاري و الإقلاع الثقافي، و دعا الباحثون إلى انجاز أطروحات تساهم في تكريس التنوع اللغوي، و برمجة تعليم اللغات و استغلال اللغات من أجل كسب المعارف، واعتبروا التعدد اللغوي كنزا ثمينا يجب الاستثمار فيه، و يجب دعم الثراء اللساني، خاصة و أن الكثير من الجزائريين يعرفون اللغات الأمازيغية و اللهجات العربية المختلفة، بالإضافة إلى اللغات الأجنبية كالفرنسية و الإنجليزية و الإسبانية. واعتبر المتدخلون في الفترة الصباحية من الملتقى، بأن التعدد اللغوي فرصة يجب استغلالها في الجزائر، من أجل النهوض الحضاري و الثقافي، وعلى المدرسة استغلال معرفة الأطفال باللهجات المحلية واستثمار ذلك في التعددية اللغوية، و ضرورة استغلال الأستاذ لذلك من أجل تطوير التعليم و قد قدم المحاضرون دراسات و تسجيلات وأرقام مختلفة برهنت على ذلك. الباحثون قارنوا بين عدة مجالات في الدراسات اللغوية، مبرزين السبل الكفيلة بتكريس التعدد اللغوي داخل مدارسنا، مستعينين في نفس الوقت بالتجارب الناجحة في دول العالم. واعتبرت الباحثة شراد نجمة، بأن التلميذ الذي يملك خاصية التنوع اللغوي هو تلميذ قادر على تحصيل العلوم وغيرها من المعارف بشكل مرن وسلس. وقد قدم الباحثان ماري فرنسواز شيتور و فرديريك بليتري صباح أمس تجربة التعدد اللغوي في المدارس التركية، شارحين الطرق التعليمية والوسائل التي تستعملها جامعة «غالاطا سراي» لإبراز البعد الثقافي واستعمال تكنولوجيات ومنتديات الحوار اللغوي التي تساعد بصفة كبيرة الطالب و تسهل عملية التواصل بين الطلبة.وقد برهن الباحثان بأن التكنولوجيا عامل أساسي في تكريس التعدد اللغوي في المرافق التعليمية، فكلما كانت المنشأة مزودة بالتقنيات الحديثة، يؤثر ذلك إيجابا على تقبل التلاميذ للغات أجنبية أخرى، وقد بين الباحثان بأن التنوع اللغوي يتم من خلال أسس نفسية بالدرجة الأولى، خاصة من ناحية تحسيس المتلقي بمسؤوليته ،اتجاه اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تطوير قدراته اللغوية، فالتعليم دون رغبة، قد يقتل حماس المتلقي من أجل اكتشاف اللغات الأخرى. الدكتورة ابتسام شاشو تحدثت عن اللغة الجديدة في مواقع التواصل الاجتماعي وأعطت نماذج عنها من خلال فيديوهات وتعليقات على بعض الصور، أين تطرقت للجانب الإشهاري في الشبكات الاجتماعية و نوعية اللغة المستعملة فيها، حيث اعتبرت أن هذا الإشهار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، استجابة للغة التي يستعملها الشعب الجزائري، حيث نجد فيها الكثير من الإيحاءات المستعملة في الحياة اليومية. و لاحظت الباحثة بأن ما يقوم به الشباب في المواقع الإلكترونية من ناحية الاستعمال اللغوي، هو إبداع خلاق، خاصة ما تعلق منه بالجانب الإشهاري.