المحاكم التركية قد تتابع القادة الإسرائيليين في قضية أسطول الحرية كشف السفير التركي بالجزائر أحمد نجاتي بيغالي أن السلطات القضائية لبلاده شرعت في السماع لشهادات الجرحى الذين أصيبوا بعد الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية وهي الخطوة التي قد تفضي إلى متابعة المحاكم التركية للقادة الإسرائيليين وفق القانون الدولي. السفير التركي الذي نزل أمس ضيفا على مركز الدراسات الإستراتيجية لجريدة "الشعب" بدعوة من المكتب الولائي للعاصمة لحركة مجتمع السلم اعتبر ما حدث لأسطول الحرية نهاية ماي الماضي جريمة وقعت على الأراضي التركية، على اعتبار أن السفينة التي كانت ترفع العلم التركي تعتبر بحكم القانون الدولي جزء من الأراضي التركية، وطالب مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة بتشكيل لجنة تحقيق محايدة في الاعتداء على أسطول الحرية الذي أفضى إلى قتل مواطنين أتراك وغير أتراك وجرح آخرين، كما طالب إسرائيل بالاعتراف بجريمته وإعادة السفن المحتجزة في ميناء أسدود.كما اعتبر أحمد بيغالي اعتداء القوات الإسرائيلية على سفن أسطول الحرية إرهاب دولة، وقال أن إسرائيل تمثل تهديدا للأمن والسلم في الشرق الأوسط، وأنه لا يحق لها بحكم القانون الدولي اعتراض أي سفينة في المياه الدولية، والاعتداء على المدنيين حتى في أوقات الحرب.ثم عاد سفير أنقرةبالجزائر إلى بعض تفاصيل رحلة أسطول الحرية إلى غزة لفك الحصار المفروض على سكانها مند عدة سنوات، وأوضح بهذا الخصوص أن المبادرة كانت من منظمة غير حكومية تدعى" إي- أش- أش" بمشاركة ثلاثين بلدا منها الجزائر، وكانت تحمل مساعدات إنسانية لسكان القطاع ولم تكن على متنها أي قطعة سلاح كما تدعي إسرائيل، وقد فتشت من طرف مصالح الجمارك لعدة دول مرت بها قبل أن تصل إلى المياه الدولية المقابلة لغزة.كما أفاد المتحدث في ذات السياق بأن التحقيقات أفضت إلى اكتشاف ثلاثين رصاصة على أجساد الضحايا الأتراك الذين كانوا على متن سفينة مرمرة التركية التي تعرضت للاعتداء، كما أن التحقيقات أفضت أيضا إلى اكتشاف أن الضحايا أصيبوا بالرصاص عن قرب ما يعني أن هدف القوات المعتدية كان مند البداية القتل وفقط.وعن رد الفعل التركي إزاء المجزرة التي ارتكبتها الدولة العبرية ضد أسطول الحرية ذكّر السفير أحمد بيغالي بأن أنقرة استدعت سفيرها في تل أبيب، وجمدت كل الاتفاقيات التي تربطها بإسرائيل في مختلف الميادين مضيفا أن العلاقات بين البلدين لم تعد كما كانت قبل هذه الحادثة، كما ذكر في ذات السياق بأن 117 دولة في العالم استنكرت الاعتداء الإسرائيلي هذا ضد متطوعين إنسانيين.أما بخصوص مصير المساعدات الإنسانية التي حملتها السفن الستة التي شكلت أسطول الحرية والتي استولت عليها القوات الإسرائيلية فقد كشف السفير التركي أنها ستوزع قريبا من طرف هيئات الأممالمتحدة على سكان القطاع.وعن الإستراتيجية التركية الجديدة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط فقد أوضح السفير أحمد بيغالي أنها تقوم على ركائز ثلاثة هي الأمن، السلام والتعاون، واعتبر تحقيق الأمن في الشرق الأوسط مرتبط إلى حد كبير بحل القضية الفلسطينية.ولم ينس المتحدث التذكير في هذا الشأن بأن تركيا قامت في السنوات الأخيرة بعدة مبادرات بالمنطقة منها الوساطة بين سوريا وإسرائيل، وبين لبنان وإسرائيل، وفتح ممثلية للجامعة العربية مؤخرا في أنقرة، وتكثيف العلاقات مع دول الجوار من الدول العربية والإسلامية، وأكد أن بلاده ستواصل على نهج تكثيف وتمتين علاقاتها بجيرانها، والعمل على ضمان الأمن والسلم بالمنطقة. من جهته أوضح الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى في مداخلة له حول تنامي الاقتصاد التركي أن هذا الأخير أمامه آفاق واعدة، وتركيا تطمح لأن تصير في سنة 2017 القوة الاقتصادية التاسعة عالميا، مستعرضا في نفس الوقت مسار تطور العلاقات الاقتصادية بين أنقرة والدول العربية والإسلامية.