قال السفير التركي في الجزائر إن حكومة بلاده تعد لملف ثقيل من أجل إدانة إسرائيل على مستوى الهيئات الدولية وتعرية جميع الانتهاكات التي ارتكبتها في حق الرعايا الأتراك الذين كانوا في مهمة إنسانية نحو قطاع غزة لفك الحصار عنه، مطالبا إسرائيل بالاعتراف بجريمتها ضد المتضامنين المدنيين في 30 ماي الماضي والاعتذار الرسمي على ما اقترفته. واستشهد السفير التركي، أحمد نجاتي بيغالي، بمناسبة الندوة الصحفية التي نظمت أمس بمنتدى جريدة “الشعب”، بالطريقة التي تمت بها تصفية الرعايا الأتراك، حيث أفرغت فيهم 30 رصاصة وعلى بعد خطوات فقط وهم عزل، وهو أمر مناف لاتفاقية جنيف الرابعة. وأضاف السفير أن الحكومة التركية شرعت في الاستماع إلى الأشخاص الذين كانوا على متن السفينة وجميع من ألحقت بهم أضرار، زيادة على هذا فإن الطريقة التي تمت بها عملية الإنزال لم تكن شرعية، بدليل أنها تمت في المياه الإقليمية الدولية وعلى بعد 672 من ميناء “اشطو” الإسرائيلي. وفي نفس السياق، أوضح بيغالي أن السلطات التركية فتحت تحقيقات مع المصابين في الحادث على مستوى المحاكم التركية، وهي تدعو كل المتضررين في القضية إلى رفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن المحاكم التركية ستصدر أحكاما ضد إسرائيل مستقبلا. واستدل السفير التركي في هذا المقام بحالة اغتيال أحد أعضاء الوفد، حيث أفرغ أحد الجنود الاسرائيليين خمس رصاصات كاملة برأسه ليرديه قتيلا. واعتبر المتحدث أن حادثة الهجوم على السفينة هي أمر كاف لعدم عودة العلاقات التركية - الإسرائيلية إلى عهدها السابق مهما حدث. وأعرب ممثل الدبلوماسية التركية أن بلاده ترفض جملة و تفصيلا أن تقوم إسرائيل بالتحقيق في الأمر لأن النتائج ستكون متحيزة. وجدد مطلب الحكومة التركية المتمثل في إجراء تحقيق دولي مستقل وإعادة السفن إلى وجهاتها الأصلية والانسحاب من الأراضي الفلسطينية وكسر الحصار عن قطاع غزة، مبرزا أن إسرائيل “تمثل التهديد الوحيد للسلام في منطقة الشرق الأوسط”. كما أكد أنه لا يمكن التحدث عن السلام في منطقة الشرق الأوسط دون التطرق الى إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، مع التركيز على حق العودة للاجئين. كما أضاف أن الأممالمتحدة ستشرع في إيصال الشحنة التي كانت على متن السفن إلى سكان قطاع غزة في الأيام القليلة القادمة، وخلص للقول إلى أن العلاقات التركية - الإسرائيلية لن تكون أبدا مثلما كانت قبل الهجوم. كما تحدث السفير عن قضية الصحراء الغربية، مجددا “تمسك تركيا بالحل السلمي في المنطقة يستند إلى قرارات الأممالمتحدة”.