أعلنت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، أمس الثلاثاء، عن توجيه تعليمات صارمة، تقضي بحظر استقبال الموظفين والطلبة والميسورين في مطاعم الرحمة خلال شهر رمضان، مع تخصيصها للمحتاجين والمتشردين وعمال الورشات والبطالين، رافضة استغلال مأساة المعوزين لأغراض سياسية أو دينية أو عرقية.ونفت رئيسة الهلال الأحمر إصدارها لقرار يفرض إظهار بطاقة الهوية على من يقصدون مطاعم الرحمة، موضحة في منتدى يومية المحور اليومي، بأنها وجهت تعليمات صارمة للمتطوعين ولمن سيشرفون على تنظيم موائد الإفطار التابعين للهلال الأحمر الجزائري، للتأكد أولا من الوضعية الاجتماعية والمادية لمن يقصدون هذه المطاعم، على الأقل من ناحية المظهر الخارجي، وفتحها فقط أمام المتشردين والفقراء وعمال الورشات، الذين يفطرون في غالب الأحيان على قطعة خبز وبعض المشروبات الغازية، معتبرة بأنه من غير المعقول استقبال أفراد يركنون سياراتهم الخاصة جانبا، بدعوى أنهم عابرو سبيل، أو طلبة أو موظفون، واصفة هذا التصرف بالتبذير وبالتعدي على حقوق المحتاجين الحقيقيين. كما دعت بن حبيلس إلى تسليم الأسر الفقيرة المواد الغذائية، التي تمكنهم من إعداد وجبة الإفطار، بدل الوجبات الساخنة، حتى تحس بطعم الشهر الفضيل، ولا تشعر بالفرق مع باقي الأسر.وقالت السيدة بن حبيلس أنها ترفض مصطلحات مطاعم الرحمة وعابري السبيل، وكذا قفة رمضان، التي تذكرها بالعهد الاستعماري، وتفضل استبدالها بمصطلح الطرد، وأضافت أنها تنبذ بشدة تلك الصور التي تنقلها وسائل الإعلام، وتظهر المعوزين وهم يقفون في طوابير لاستلام الإعانات التي يتقدم بها المحسنون، معتبرة بأن فعل الخير لا يحتاج إلى كاميرات، ولا ملتقيات لنقنع الناس بصلة الرحم وبعدم رمي الآباء في دور العجزة، طالما أننا نتلقن هذه القيم وسط الأسرة، ونتربى عليها، واعتبرت «التويزة» التي ما تزال تنظم في المداشر والقرى من بين صور التضامن وسط المجتمع الجزائري، موضحة بأنها تفضل منح مبالغ مالية للمعوزين بدل المواد الغذائية والألبسة، لأن الهلال الأحمر هو مجرد وسيط، وليس من بين مهامه التفاوض مع التجار لاقتناء سلع بأسعار معقولة لفائدة الفقراء، غير أن معظم المحسنين يميلون إلى الإعانات العينية وليس الأموال. إطلاق مبادرة مع الوزارة الشؤون لإحصاء المتشردين بالشوارع وتأسفت ذات المسؤولة، لغياب بطاقية وطنية تحصر عدد الفقراء في الجزائر، حيث أن بعض الأسر المعوزة تحصل على مساعدات من الدولة ومن الهلال الأحمر والجمعيات، في حين لا تتلقى أسر أخرى أي إعانات تذكر لأنها ترفض مدّ يدها، وهي الفئة التي تطمح الهيئة التي ترأسها للوصول إليها، عن طريق التنسيق مع البلديات والأئمة والأعيان وشيوخ الزوايا لإحصاء عدد المعوزين في كل منطقة، حيث تم لحد الآن إحصاء 47 بلدية الأكثر فقرا، التي ستستهدفها الإعانات، تفاديا للاستفادات المتعددة، وأكدت السيدة بن حبيلس بأن الهلال الأحمر لا يتلقى مساعدات من الدولة منذ سنتين، وأن ما يجمعه من إعانات هو بفضل المصداقية التي يتحلى بها، كاشفة عن إحصاء مصالحها ل 20 ألف عائلة معوزة، سيتم التكفل بنصف هذا العدد خلال رمضان، في حين ستتلقى باقي الأسر إعانات على شكل ملابس تزامنا مع إحياء مناسبة العيد، على أن يستمر العمل التضامني طيلة العام، في ظل الشفافية، معلنة عن إطلاق مبادرة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية تتضمن تقصي حالات المتشردين والأشخاص دون مأوى، لمعرفة الأسباب التي أوصلتهم إلى الشارع، بالتنسيق مع وزارتي العمل والتضامن، وكذا مع الأعيان بغرض إعادة الأمور إلى نصابها، وتمكين الأشخاص دون مأوى من العودة إلى أحضان العائلة من جديد.وبحسب أولى المعطيات، تمكن الهلال الأحمر لحد الآن من جمع عدد معتبر من الطرود التي تحتوي على مواد غدائية بقيمة 5000 دج للطرد الواحد، وتبرع متعامل من جنسية عربية ب 3000 طرد، قيمة كل واحد منها 7000 دج، كما يتفاوض الهلال الأحمر مع مراكز تجارية معروفة لاقتناء كميات معتبرة من المنتوجات الاستهلاكية. رعايا من 40 جنسية إفريقية تقيم بالجزائر بعضهم يتلقون علاجا ضد السيدا وأحصت السيدة بن حبيلس وجود رعايا من 40 جنسية إفريقية يقيمون بالجزائر، أغلبهم استقروا بولاية تمنراست، وأن الدولة الوحيدة التي طالبت بترحيل رعاياها هي النيجر، حيث تم لحد الآن ترحيل 12 ألف رعية نيجيرية، في ظل توفير كل الشروط الإنسانية، موضحة بأن مشكل الرعايا الأفارقة يكمن في عدم الاستقرار بالمراكز التي خصصت لهم، فهم يقصدونها من أجل الراحة والاستحمام، ثم سرعان ما يهجرونها للاتجاه إلى مناطق أخرى، مؤكدة أنهم يتلقون العناية الصحية الكاملة، ويعالجون في المستشفيات، ويستفيد أطفالهم من التلقيحات، كما يستفيد المصابون بداء السيدا من العلاج المجاني، في حين لا يطرح الرعايا السوريون أي إشكالات تذكر، بعد أن استطاعوا الاندماج وسط المجتمع الجزائري.