اعتبر وزير الفلاحة و التنمية الريفية رشيد بن عيسى أن التكامل و التناسق الموجود في شعبة إنتاج الحليب بولاية قسنطينة مثال يحتذى به في تطوير نشاطات شعب فلاحية أخرى لا تزال تفتقد للتكامل مثل إنتاج الحبوب، و قال على هامش الصالون المنظم بمزرعة البعراوية النموذجية أمس و الذي ضم العديد من الفاعلين في ميدان إنتاج الحليب من مجمعين و مربين و منتجين و أصحاب الوحدات التحويلية أن ذلك لا يعني عدم وجود مشاكل و نقاط سيئة تحتاج إلى رفع التحدي مجددا. من النقاط السلبية التي أشار إليها بعض المربين عدم تمكنهم من تسويق منتجاتهم من الحليب خاصة في هذا الفصل و عزوف المجمعين عن نقل المنتوج برمته نحو مصانع التحويل، بينما اشتكى أصحاب مصانع إنتاج الحليب بولاية قسنطينة للوزير من عدم قبول المربين تموينهم بالحليب الخام و اختيارهم محولين دون آخرين لبيع حليب أبقارهم، و اعتبر الوزير هذا السلوك تقويما لمسار مهني يبذل فيه المربون كمنتجين حقيقيين للثروة جهدا كبيرا و من المنطقي أن تكون لهم الكلمة الأخيرة في الميدان. بعض المربين ذكروا أنهم صاروا مجبرين على رمي آلاف اللترات من الحليب بسبب عدم القدرة على تسويقه و فرض المحولين و المجمعين لمنطقهم في السوق بينما لا تأخذ ملبنة نوميديا التابعة للقطاع العام سوى نسبة قليلة من المنتوج السريع التلف و غير القابل للتخزين. صالون الحليب لولاية قسنطينة عرف إقبالا كبيرا من مختلف المهتمين بالنشاط و عرضت شركات عدة منتجاتها المتعلقة بتربية الأبقار الحلوب و البياطرة أدويتهم و تجهيزات تكنولوجية دقيقة لمراقبة الأبقار الولود، كما تم عرض آلات الحلب و مختلف أصناف الأعلاف و كذا التأمين على المواشي. المناسبة عرفت توزيع شهادات التمويل على شبان حصلوا على قروض من بنك الفلاحة و التنمية الريفية لتمويل مشاريعهم لتربية الأبقار في إطار برامج "أنساج" و شهادات تقديرية لمربين كبار للأبقار بولاية قسنطينة التي تحصي 27 ألف بقرة حلوب يملكها 1113 مربيا يستفيدون جميعهم من الدعم الذي تقدمه الدولة لإنتاج الحليب، و قد بلغ حجم إنتاج الحليب في قسنطينة العام الماضي 30 مليون لتر بينما كان قبل عامين في حدود 14 مليون لتر.