أكد رئيس أمن ولاية قسنطينة عميد أول للشرطة عبد الكريم وابري، أن التدابير الأمنية التي تم اتخاذها على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، مكّنت من خفض معدلات الجريمة بشكل كبير، و أضاف في حوار خص به النصر أن طبيعة المدينة صعّبت من إيجاد حلول لأزمة المرور، كما كشف عن وضع خطة جديدة لتأمين الولاية عقب انتهاء تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، و تعهد بالحدّ من مظاهر التجارة الفوضوية خلال شهر رمضان. حاوره: عبد الله بودبابة كيف تقيّمون التغطية الأمنية خلال سنة كاملة من فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية؟ بداية، دعني أقدم لك بعض الأرقام التي تخص التظاهرة، حيث قام عناصر الشرطة التابعين للمديرية الولائية للأمن الوطني بقسنطينة، منذ تاريخ 15 أفريل 2015 و إلى غاية 16 أفريل 2016، بتأمين 437 نشاطا، عبارة عن نشاطات ثقافية، ندوات، حفلات، استعراضات و غيرها من الفعاليات، كما بلغ عدد الأجانب الذين توافدوا على قسنطينة في إطار التظاهرة 1194 شخصا. 1194 أجنبيا زاروا قسنطينة خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية وكما يعلم الجميع قامت المديرية العامة للأمن الوطني قبل انطلاق التظاهرة بتوفير الظروف البشرية و اللوجستية اللازمة لتأمين كافة النشاطات و الفعاليات، إذ قمنا وقتها بمضاعفة الحواجز بنسبة 150 في المائة، و قد شكل يوما الافتتاح و الاختتام ذروة العمل، ما تطلب منا جهدا كبيرا و تعدادا بشريا أكثر، أما طيلة السنة فكان عملنا يتماشى مع كل مناسبة و أيضا مع طبيعة الوفود المشاركة و عدد الحضور، كما كانت كافة قاعات العرض و مقرات إقامة الوفود المشاركة محروسة طيلة هذه المدة دون انقطاع، و يمكنني القول أن التغطية الأمنية كانت مضمونة بنسبة 100 في المائة، ضف إلى ذلك أننا جنّدنا فرقا تقنية أشرفت على تأمين مجريات التظاهرة قبل، أثناء و بعد انتهائها. أما عن تقييمي فأقول أننا نجحنا بنسبة كبيرة في تأمين تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث لم نسجل طيلة اثنتي عشرة شهرا أية حادثة، و هنا أنوّه بالوعي الكبير الذي سجلناه لدى المواطنين بحجم المناسبة، حيث تعاملوا معها بالكثير من الرقي و التحضر. لاحظنا عقب انتهاء التظاهرة تخفيف تواجد عناصر الأمن بالميدان، إلى جانب سحب عدد من الحواجز، فكيف سيتم تأمين قسنطينة؟ في الحقيقة نحن لم نخفف من تواجدنا في الميدان مثلما قلت، لأن جهاز الشرطة متواجد في الميدان مثل السابق، ما يهمني كمسؤول حاليا هو الحفاظ على المكتسبات التي حققناها خلال عاصمة الثقافة العربية، و أن تكون قسنطينة آمنة للقسنطينيين.. نصب الأموات مثلا عادت له الروح خلال السنة الماضية، و توجد به فرقة أمن طوال النهار لتأمين العائلات التي وجدت في المكان متنفسا، مثل هذه المكاسب نحن نعمل على الحفاظ عليها لعدم العودة إلى الخلف. أما بالنسبة للحواجز الأمنية، فنحن لم نسحب بل أضفنا و أصبح هنالك توزيع عقلاني للموارد البشرية على الميدان، لقد أبقينا على حواجز لم تكن قبل عاصمة الثقافة العربية مثل تلك الواقعة ببكيرة، جبل الوحش و المنية، و هي نقاط أمنية أثبتت فعاليتها خلال الفترة السابقة، و مكنتنا من الإطاحة بعدد من المجرمين لذلك قررنا الاستمرار، كما أننا ركزنا على مداخل مدينة قسنطينة، حيث تشكل هذه السدود الجديدة مع النقاط القديمة حزاما يحيط بمدينة قسنطينة و لا يمكن لأي شخص الوصول إليها دون المرور على هذه النقاط الأمنية، ضف إلى ذلك فإن السنة الجارية عرفت دخول فرقة خاصة تعتبر دعما آخر للأمن بقسنطينة، حيث أثبتت نجاعتها خاصة في الفترة الليلية. نُسير الحشود والاحتجاجات بديمقراطية نفكر اليوم في كيفية تأمين قسنطينة بعد انتهاء تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و هو ما يهمني أكثر من الماضي، ونحن مطالبون بالملموس لإثبات صحة ما نقول. عبّر الكثير من المواطنين عن تخوفهم من ارتفاع معدلات الجريمة بوسط المدينة ليلا، و تحدثوا عن تأخر في تدخل الشرطة، ما ردكم؟ خلال الفترة الماضية دخلت فرقة خاصة مهمتها الأساسية هي الحفاظ على الأمن و محاربة الجريمة البسيطة و المتوسطة عبر أحياء وسط المدينة، مدينة عين سمارة و علي منجلي، خاصة في الفترة الليلية، حيث أثبت عمل أفراد هذه الفرقة نجاعة كبيرة، و بلغة الأرقام أقول أنه و من مجمل القضايا المسجلة خلال السنة الحالية، تمكنّا من معالجة قرابة 60 في المائة من القضايا لحد الآن، بزيادة 17 في المائة عن السنة الماضية، أي أننا حققنا تقدما كبيرا مقارنة بالسنة الماضية التي سجلنا بها نسبة نجاح بلغت حوالي 40 في المائة، إذا الأمن مضمون بنسبة كبيرة في الأحياء التي تقع ضمن إقليم اختصاص الشرطة، كما أننا نعمل على مضاعفة جهودنا من أجل تحقيق الأحسن. هل استطاع نظام المراقبة عن طريق الكاميرات أن يحقق الهدف المنشود منه؟ قسنطينة كغيرها من المدن الكبرى استفادت من مشروع كاميرات الحماية، من ضمن برنامج عام ب 3 آلاف كاميرا عبر التراب الوطني، و قد ساعد دخولها حيز الخدمة قبل حوالي سنة و نصف، على ضمان الأمن و تذليل الكثير من الصعوبات على عناصر الأمن، خاصة ما تعلق بتسيير حركة المرور، إلى جانب تقديم المعلومات للفرق العاملة على الأرض و سهولة وصولها إلى الهدف و بسرعة كبيرة. لقد تمكنا من توقيف عدد كبير من محترفي الإجرام و متعاطي المخدرات، في ظرف قياسي، إذ و في الثلاثي الأول فقط تمكنت مصالحنا من القيام ب 1477 نشاطا من خلال استغلال كاميرات الوقاية بكل من قسنطينة و علي منجلي. هل يمكن إطلاعنا على نسبة التغطية الأمنية بالولاية و أهم المشاريع المسجلة؟ هناك بعض البلديات التي لا توجد بها مراكز شرطة على غرار مسعود بوجريو، بني حميدان و أولاد رحمون، حيث نسعى جاهدين لبرمجة مشاريع إنجاز مراكز أمن حضرية بها، لقد برمجنا مؤخرا مشروعا لانجاز أمن حضري ببلدية مسعود بوجريو و الذي سينطلق قريبا، عدا ذلك فنحن نضمن تواجدنا في 80 في المائة من المناطق التي تخضع لإقليم اختصاص الشرطة، أما بعلي منجلي فقد قمنا مؤخرا بافتتاح مقري أمن حضري بالوحدتين الجواريتين 8 و 19، في انتظار أن تدخل هذه السنة مصلحة للأمن العمومي يكون مقرها بالوحدة الجوارية 13، و التي ستكون دعما آخر لعلي منجلي. الوحدة الجوارية 14 آمنة منذ عام ونصف حقيقة، أربع مقرات للأمن الحضري بعلي منجلي غير كافية، و لهذا برمجنا أيضا إنجاز مقر للشرطة الخاصة بالوحدة الجوارية رقم 5، و عن قريب سننشئ مصلحة جديدة للبحث و التحري، في انتظار تجسيد 10 مقرات أمن أخرى بمختلف الوحدات الجوارية الأخرى. رغم كل هذه المعطيات إلا أن البعض لا زالوا يعبرون عن شعور بعدم الأمن بعلي منجلي؟ بالعكس تماما، من خلال الإحصائيات التي سجلناها أؤكد أن هناك نقصا كبيرا للعنف و الجريمة بعلي منجلي خلال الفترة الأخيرة، خاصة ما تعلق بالجريمة البسيطة و المتوسطة، والتي عرفت تراجعا كبيرا منذ فترة طويلة.. فأين هي الأحداث التي عاشها سكان الوحدة الجوارية 14 بالمدينة الجديدة علي منجلي.. منذ حوالي عام و نصف لم تقع أية حادثة بهذا الحي، بعد أن قمنا بعقد صلح بين السكان شهر ديسمبر 2014، بحضور الأئمة و السكان و لجان الأحياء، لقد تكلمنا مع المواطنين و بيّنا لهم أن ما كان يحصل ليس صوابا، و بمساهمة الجميع عادت المياه إلى مجاريها، عكس ما يُروج عن انعدام الأمن بهذه المدينة. شهر رمضان على الأبواب، و هي فترة تعرف انتشارا كبيرا للباعة الفوضويين، هل من إجراءات للحد من الظاهرة؟ محاربة التجارة الفوضوية من بين المهام التي نعيرها أولوية كبيرة في عملنا اليومي، لأن هذه الظاهرة تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني، و كذا على صحة المواطن، كما أنها تتسبب في الكثير من المشاكل كحوادث المرور و انتشار الأوساخ، في الفترة الماضية سجلنا انتشارا كبيرا لأكواخ التجارة الفوضوية، خاصة بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث قمنا بإزالة 157 كوخا، إلى جانب رفع 4 هياكل سيارات كانت تستعمل في عرض السلع، و 32 طاولة. انعدام الأمن بعلي منجلي غير صحيح قمنا قبل أسبوعين تقريبا، بعملية مماثلة على مستوى نقطة برازيليا بحي الدقسي عبد السلام، و قد مكّننا ذلك من فتح الطريق أمام حركة المرور، ما لاقى استحسانا لدى المواطنين، أما خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية فقد قمنا ب 37 عملية تطهير على مستوى الولاية، كما قدمنا 52 ملفا أمام العدالة. محاربة التجارة غير الشرعية عمل متواصل لا ينتهي و لا يرتبط بفترة معينة، و لهذا فنحن سنواصل عملنا خلال شهر رمضان من أجل الحد من هذه الظاهرة، لما في ذلك من خطر على صحة المواطن و ضرر على الاقتصاد الوطني. هل من خطة أمنية لتأمين المواطنين خلال شهر رمضان؟ أكيد..هناك خطة أمنية لتأمين المواطنين خلال شهر رمضان مثلما جرت عليه العادة، حيث برمجنا تغطية أمنية لكافة أماكن التسوق، و تأمين المسافرين عبر المحطات و بكافة الطرق الخاضعة لإقليم الاختصاص، إلى جانب تدعيم تواجد عناصرنا في النقاط السوداء التي تعرف وقوع حوادث مرور، إلى جانب دور العبادة، كما أننا سنضاعف من تواجدنا خلال الجزء الثاني من شهر رمضان الذي يتزامن مع التحضيرات لعيد الفطر. مشكلة المرور تبقى مطروحة بحدة في قسنطينة، رغم محاولاتكم المتكررة لإيجاد حلول لها، فما هي الإجراءات التي ستتخذونها في هذا الشأن؟ يجب الأخذ بعين الاعتبار غلق جسر سيدي راشد و ما يمثله هذا الجسر من أهمية في حركة المرور بوسط المدينة، إلى جانب عدم إنهاء كافة ملاحق الجسر العملاق، كما أن طابع المدينة و خصوصيتها لا يتيحان الكثير من الخيارات، حيث نجد أنفسنا مضطرين إلى تسيير المرور بحسب الإمكانات المتوفرة. لدينا تصور أنه و في حال الانتهاء من كافة ملاحق جسر صالح باي، فإننا سنتجاوز الكثير من التعقيدات، بتخفيف العبء على وسط المدينة، حيث سيصبح بإمكان سائقي المركبات الانطلاق من الجهة الغربية للمدينة نحو الجهة الشمالية الشرقية، بسهولة و دون المرور بوسط المدينة، كما أن فتح نفق الكنتور الثاني سيزيد من سرعة التنقل و يختصر الكثير من المسافات خصوصا على شاحنات الوزن الثقيل. طبيعة المدينة تصعب إيجاد حلول لحركة المرور يضاف إلى ذلك مشكلة الحظائر العشوائية و ما تسببه من ازدحام في حركة المرور، حيث نعمل جاهدين على الحد من هذه الظواهر التي انتشرت بشكل كبير و ذلك بالتنسيق مع كافة الفاعلين في هذا الميدان. تعيش قسنطينة على غرار كافة الولايات على وقع احتجاجات اجتماعية، هل من احصائيات، و كيف تتعاملون عادة مع المواطنين؟ خلال الفترة الماضية سجلت مديرية الأمن 292 احتجاجا، تمثلت في تجمهر، اعتصامات و غلق لبعض المقرات و الهيئات العمومية، و قد سجلنا تواجدنا لتأمين المواطنين و الممتلكات على حد سواء، أما طريقة تعاملنا مع هذه الاحتجاجات، فتكون وفق تعليمات المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل ب «التسيير الديمقراطي للحشود»، و ذلك من خلال الاقتراب من المحتجين ومحاولة معرفة انشغالهم و الإصغاء إليهم، حيث غالبا ما تصب في إطار حواري ينتهي بإستقبال عدد من المحتجين من قبل المسؤولين المعنيين. لكن هناك من يقول بأنكم تتعاملون بقوة مع الاحتجاجات؟ جوابي بسيط، أعلم أنه و في حال فرّقنا المحتجين فاعلم أن هناك تجاوزات قد وقعت.