كريم بودشيش ومحمد فوزي ديلمي يخرجان "الجازية" من قرية جيجلية ينطلق مطلع شهر ماي المقبل تصوير مسلسل درامي جديد يخرج "الجازية" من قرية نائية جيجلية عبر 30 حلقة ينتظر بثها في رمضان القادم، حسبما كشفت للنصر مصادر فنية مطلعة، بسبب السرية الكبيرة التي يحاط بها هذا العمل التلفزيوني. ذات المصادر أوضحت بان مسير شركة "ترافلينغ فيلم برودوكسيون" للانتاج السمعي البصري الممثل كريم بودشيش هو الذي ينتج هذا العمل بالاعتماد على امكانياته الخاصة ومساهمات بعض الخواص وربما ولاية جيجل. وقد كتب بنفسه السيناريو والحوار وهو جد حريص على إحاطة تفاصيل المشروع بالسرية التامة الى ان يرى النور. وبعد ذلك سيقترحه على التليفزيون الجزائري على أمل ادراجه ضمن الشبكة البرامجية الرمضانية والجدير بالذكر أنه أسند مهمة اخراجه لمخرج فيلمي "المانع" و"عدن" محمد فوزي ديلمي. وبامكانيات ووسائل محدودة يسعى طاقم هذا المسلسل الاجتماعي العاطفي تقديم عمل مميز يمكن أن يحمل –مبدئيا- عنوان "الجازية ورابح" استنادا لاسمي بطليه اللذين تجمعهما قصة حبّ قوية مليئة بالوفاء والصدق وكل القيم الانسانية النبيلة التي تتحدى العراقيل والصعوبات والحواجز... كل ذلك بين أحضان قرية نائية منغلقة على نفسها وأهلها تفتقد أبسط مستلزمات وخصائص الحياة العصرية وتزخر بالمنازل التقليدية المهجورة التي يتم استغلالها لاعادة تشكيل الديكور المناسب لوقائع واحداث وحوادث القصة. والأهم أن هذه المنطقة تزخر بالمناظر الطبيعية السياحية العذراء وكأنها قطعة من فردوس أرضي منسي سيستغل أخيرا. وسيعمل الممثل المنتج والسيناريست بودشيش في عمله الجديد على تقريب الخيال من الواقع والحاضر من الماضي، والتشخيص من الرمزية في توليفة فنية جميلة.. ف "جازية" القرية الواقعة ببلدية وجانة في هذا العصر، لا يمكن الا أن تستحضر فصولا أسطورية لحكاية "الجازية والدراويش" وسيرة بني هلال بمنطقة مختلفة وحقبة زمنية بعيدة... وقد اختار لهجة دارجة نظيفة "محايدة" في لغة الحوار لكي لا تشير الى منطقة معينة ببلادنا جرت بها فصول الحكاية. ذات المصادر أشارت من جهة أخرى الى أنه لم يتم بعد تحديد الشخصيتين الرئيسيتين في المسلسل الجديد الذي يمرر رسائل كثيرة لمجتمع طغت عليه المادية والمصالح والزيف والمظاهر الخادعة فتراجع الحبّ الصادق النبيل.. كما سيزخر بالوجوه الجديدة الموهوبة.. الى جانب كوكبة من الوجوه الفنية المعروفة، تتقدمهم سيدة الشاشة الصغيرة بهية راشدي، وعزالدين بورغدة وعمر طايري.. للتذكير تكفل بودشيش بالانتاج التنفيذي للفيلم الوثائقي "مساجد، زوايا وأضرحة أولياء الله الصالحين ببني سنوس" الذي أخرجه حسين ناصف وقدم عرضه الشرفي يوم الخميس الفارط بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان في اطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية ويستند هذا العمل الذي كتبه الأستاذ الجامعي المؤرخ والباحث محمد قنطري ليسافر بالجمهور لمدة 70 دقيقة في رحلة ممتعة عبر الزمن على التوثيق والتعليق والتشخيص والشهادات الحية. -كما قال بودشيش- للنصر موضحا بأنه سلط الكثير من الأضواء على خمسة مساجد وثلاثة أضرحة وزاويتين هما الزاوية المغيلية والزاوية السنوسية بمنطقة بني سنوس.. وأضاف بأن الفيلم أتاح الفرصة لتفجير حقائق تاريخية من العيار الثقيل أذهلت العلماء والباحثين فقد أماط اللثام عن مغارة تحت مسجد بني عشير يكون العلامة بن خلدون قد بدأ كتابة مقدمته الشهيرة داخلها قبل أن يتوجه الى مدينة تيارت. كما تم اكتشاف بمحض الصدفة أثناء التصوير مقبرة قديمة بقرية الخميس بني فوقها مسجد.. وثبت أنها تضم ثلاثة هياكل عظمية عمرها 8 قرون ولا أحد يعرف اذا كانت لأشخاص مسلمين او مسيحيين أو يهود.. فالتعايش بين الأديان كان سائدا بالمنطقة منذ قرون. وكشف المنتج من جهة اخرى بأنه اقترح على وزارة الثقافة فيلما وثائقيا ثانيا يسلط الضوء على مسجد العباد بتلمسان.