" عندي مئات الدلائل على أن بوضياف كان يتلقى معلومات خاطئة" قال الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد الحميد مهري أمس أن الرئيس الراحل محمد بوضياف كان يتلقى معلومات خاطئة عن حقيقة الوضع في البلاد خلال فترة توليه رئاسة المجلس الأعلى للدولة مؤكدا أنه يحوز على مئات الدلائل عن صحة ما يقول. وأضاف الأمين العام السابق للأفالان في الندوة التاريخية حول الرئيس الراحل محمد بوضياف في الذكرى 18 لرحيله التي نظمتها الجمعية الوطنية لمشعل الشهيد بالتنسيق مع مدينة بوسعادة أن الكثير من المسؤولين كانت تأتيهم معلومات غير صحيحة وهذا - حسبه - راجع لطبيعة نظام الحكم وبهذه الطريقة عندما يكون النظام بعيدا عن الشعب لايمكن بأي حال تسيير البلاد خاصة إذا ما لم يتم التحلي بالصدق والشفافية وإبراز ما تحقق وما لم يتحقق من إنجازات من طرف هذا المسؤول أوذاك. وأشار في كلمته أن هذا هو المشكل الذي يطرح سواء في ذكرى الرئيس الراحل محمد بوضياف رحمه الله أو في المناسبات الوطنية الكبرى من خلال العودة الى مشروع الثورة الذي قال أنه مازال صالحا للبلاد ومازال في حاجة الى جمهورية ديمقراطية إجتماعية في إطار المباديء الاسلامية، والشعب الجزائري والجزائر مدعوين لمواصلة هذا المشروع لأن رموز الثورة على حد تعبيره لا تكفي ومشروع الثورة هوفي صالح الشعب الجزائري وهو أيضا الطريق الصحيح للوفاء للمجاهدين والشهداء ومنهم الأخ الشهيد محمد بوضياف الذي قال أن مساره يبقى بحاجة الى دراسة رغم أنه معروف وليس بحاجة الى تعريف بنضاله وتفانيه في تفجير الثورة التحريرية والتحضير لها. وذكر في إستعراضه لمسيرة الفقيد محمد بوضياف وبدوره في تحرير الجزائر حين كان من المناضلين الذين انتموا الى المنظمة الخاصة العسكرية التي أنشأها حزب الشعب وتم حلها من طرف القيادة السياسية بعد إكتشافها من طرف الإستعمار وكان وقتها الفقيد محمد بوضياف على رأس مجموعة من المناضلين ديدوش مراد، بن بولعيد وبن مهيدي الذين قرروا إعادة تشكيل المنظمة الخاصة من دون موافقة الإدارة السياسية للحزب وقرروا البدء في الكفاح المسلح ولو من دون موافقة الإدارة السياسية. وقد قامت هذه المجموعة بتنظيم عدد محدود من قدماء المنظمة الخاصة وقامت بعمل سياسي لتمكين الحزب سياسيا تحبين العمل السياسي. وعرج مهري على أزمة صائفة 1962 التي يعتقد الكثير أنها كانت سبب في الأمراض والنقائص لكننا لم نحسن الإستفادة من هذا الدرس الثمين قالها بأسف، مضيفا أنهم كانوا يقولون أن الإتحاد شرط للحصول على الإستقلال لكن بعد الإستقلال وحتى يتم بناء الدولة والتأسيس للمشروع الثوري حيث كان القول أنه لا نحتاج جميع الناس وإنما المجاهدين والمناضلين الحقيقيين وفي المناضلين كان هناك إختيار وهو ما جعل الدائرة تضيق بالتدريج وأصبح الذين شاركوا في بناء الدولة وتنمية البلاد وفي تحقيق مشروع الثورة أقلية ومنهم من شاركوا في الظاهر ومن قرروا في الحقيقة وهم قلائل ولهذا السبب فإن الجزائر من وجهة نظري - يضيف - حققت الكثير لكن في إمكانها تحقيق أكثر من ذلك وفي المستقبل ليس لدينا خيار سوى الرجوع في جمع الشعب في دولة ديمقراطية حقيقية في دولة تتبنى العدالة الإجتماعية وتتبنى توحيد المغرب العربي. - ف / قريشي