الجيش مطالب بأن يكون في أقصى الاستعداد لكل الظروف والاحتمالات بما فيها الكفاح المسلح انتخب مسؤول الأمانة السياسية لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي أمس السبت رسميا رئيسا للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و أمينا عاما لجبهة البوليساريو بالأغلبية الساحقة، من طرف المشاركين في المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليساريو الذي اختتمت أشغاله زوال أمس بقاعة المؤتمرات في مخيمات اللاجئين الصحراويين بالداخلة، أين تم إعلان رفع حالة الحداد بعد مرور أربعين يوما على وفاة الرئيس الفقيد محمد عبد العزيز. وحصد إبراهيم غالي الذي تم ترشيحه بأغلبية أعضاء القيادة الصحراوية، لخلافة الرئيس الراحل، 1766 صوتا من بين عدد أصوات المندوبين المشاركين في المؤتمر المعبر عنها المقدرة ب 1869 صوتا وهو ما يمثل نسبة 93.16 بالمائة. وبعد أدائه اليمين الدستورية دعا الرئيس الصحراوي الجديد، المغرب إلى استغلال الباب المفتوح نحو السلام الحقيقي، وقال " نحن دعاة سلام ومستعدون للتعاون مع المملكة المغربية لاستغلال فرص الحل التي لا تزال قائمة والتي تحظى بإجماع دولي والقائمة على مبدأ احترام حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره واستقلاله"، محملا النظام المغربي تبعات إغلاق هذا الباب أما الشعب الصحراوي، المتشبث بحقوقه "، مؤكدا بأن الصحراويين سيدافعون عن حقوقهم بلا هوادة وبكل السبل". و أبرز إبراهيم غالي أثناء حديثه عن أولويات برنامج عمله أهمية وضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى تقوية جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وتنويع برامج التكوين والتدريب العسكرية المتخصصة ودعمه المستمر بالطاقة الشبانية والنوعية وجعله في أقصى درجات الجاهزية ولاستعداد لكل الظروف والاحتمالات بما فيها الكفاح المسلح. كما دعا في ذات الوقت إلى ضرورة أن تبقى انتفاضة الاستقلال عنصرا محوريا في المواجهة الحالية مع دولة الاحتلال المغربي''. من جهة أخرى دعا الرئيس الصحراوي الجديد، الأممالمتحدة إلى ممارسة الضغوطات وفرض العقوبات على دولة الاحتلال المغربي الذي ظل على مدار 25 سنة – كما قال - يعرقل جهود التسوية بطريقة متعمدة، وبتعنت واضح، محذرا من أن المغرب يريد أن يجر المنطقة إلى المجهول، فيما شدد على ضرورة أن تعود بعثة ‘' المينورسو'' لتمكن من تنظيم استفتاء حر في الصحراء الغربية معربا عن رفضه أن تبقى ‘'المينورسو''، باعتبارها رمز لالتزام العالم بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، مجرد ‘'حارس لوقف إطلاق النار والاقتصار على مراقبة وقف إطلاق النار'' وبعد أن شدد على ضرورة إطلاق معتقلي ‘'إكديم إزيك ‘' وجميع المعتقلين السياسيين في السجون والكشف عن المفقودين الصحراويين ووقف النهب المغربي للثروات الصحراوية وإزالة جدار الاحتلال المغربي، طالب ابراهيم غالي الاتحاد الإفريقي بتكثيف الشراكة مع الأممالمتحدة لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى دعم الشرعية الدولية وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية بالضغط على المملكة المغربية لوقف احتلالها غير الشرعي لثروات بلادنا وانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وعدم المشاركة في نهب الثروات الصحراوية. وحرص بالمقابل على التحذير من سياسة المغرب التي تقوم على الأطماع التوسعية وإنتاج وتصدير المخدرات والارتباط الوثيق بتشجيع جماعات الجريمة المنظمة ودعم الجماعات الإرهابية. أما على الصعيد الداخلي فدعا إطارات جبهة البوليزاريو إلى " تحقيق تحول نوعي على مستوى تقوية البناء التنظيمي السياسي للجبهة، من خلال تحقيق تأطير شامل وحضور ميداني فاعل لكل مكونات الجسم الوطني بما يمكن من استيعاب كل الأجيال والطاقات وجعلها في مستوى التحديات والتطورات التي تشهدها القضية الوطنية الصحراوية على جميع الأصعدة والمجالات". كما حث غالي، على ضرورية تقوية وتفعيل العمل الخارجي مع التركيز على حقوق الإنسان والثروات الطبيعية والجبهة القانونية والقضائية والواجهة الإعلامية والثقافية، كما أكد على ضرورة أن تبقى الجهود الموجهة للشباب وللمرأة محورا ثابتا في برامجنا الوطنية مع الحرص على تطويرها بما يضمن حضورا واسعا وفعالا في الفعل الوطني في كل الواجهات. شكرا للجزائر العظيمة التي وقفت مع القضية الصحراوية في أحلك الظروف وضمّن الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليزاريو الجديد كلمته المطولة بالإشادة بالدعم والمساندة اللذين تقدمهما الجزائر للقضية الصحراوية، وقال " دعوني باسمكم جميعا أعبر عن عميق الشكر والتقدير إلى الجزائر العظيمة حكومة وشعبا بقيادة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة على مواقف الدعم والتأييد لكفاح شعبنا والتي ظلت حاضرة في أحلك الظروف وأصعب اللحظات على مدار 43 سنة والتي كان آخرها هذا الحضور الكبير والمتميز في هذا المؤتمر" مضيفا " إن الجزائر الشامخة التي أثبت مواقف متأصلة غير ظرفية ومنسجمة مع ميثاق قرارات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في سياق رؤية حكيمة وواضحة، تراعي في مواقفها دائما، الحاضر والمستقبل وتراعي استقلال الشعوب وحقوقها المشروعة من أجل أمن واستقرار المنطقة"، معربا عن استعداد حكومة بلاده للعمل المشترك مع الجيران والأشقاء في المنطقة وخاصة في الجزائر وموريتانيا لمواجهة المخاطر الأمنية والاقتصادي ذالتي تهدد المنطقة ". تجدر الإشارة إلى أن اليوم الثاني والأخير من المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليزاريو الذي يحمل اسم الرئيس الراحل محمد عبد العزيز وانعقد تحت شعار «قوة تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة» قد تميز بمواصلة تقديم تدخلات الضيوف والمدعوين من مختلف البلدان العربية والأجنبية، وذلك في أعقاب انتهاء عملية التصويت التي جرت ليلة الجمعة إلى السبت. وقد طالب ممثلو الطبقة السياسية الجزائرية وممثلي تنظيمات المجتمع المدني الجزائرية، من المجتمع الدولي بالبحث عن حلول لقضية الشعب الصحراوي العادلة والتدخل العاجل لحماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، مؤكدين بأن الجزائر ستواصل مساندتها للقضية الصحراوية العادلة إلى غاية تمكين الشعب الصحراوي من حقه المشروع في الحرية والاستقلال. ودعوا بالمناسبة المجموعة الدولية والأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى التحرك لوقف انتهاكات حقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية المحتلة من قبل المملكة المغربية إلى جانب الدعوة إلى توقف المغرب عن استغلال الثروات الطبيعية بالمناطق الصحراوية المحتلة باعتبار أنها من حق الصحراويين. كما أجمعت مختلف تدخلات ممثلي الأحزاب والمجتمع المدني العربية والأجنبية خلال اليوم الثاني على أهمية تنظيم استفتاء يمكن الشعب الصحراوي من إبداء رأيه في الحرية والاستقلال''.