السلطات الليبية تعد باستفتاء حول مستقبل القذافي إذا توقف القصف الغربي أعلن وزير الخارجية الليبي، عبد العاطي العبيدي، أمس، أن الحكومة الليبية قد تجري انتخابات، وأيضا استفتاء بشأن مستقبل الزعيم الليبي، معمر القذافي، إذا توقفت الضربات الجوية للتحالف الغربي، محذرا بريطانيا من تبعات إرسال فريق عسكري إلى بنغازي التي ستطيل القتال وتؤثر على فرص السلام في ليبيا. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية، عن العبيدي قوله" إذا توقف القصف فيمكن بعد ستة شهور إجراء انتخابات تشرف عليها الأممالمتحدة"، وذكر الوزير أن الانتخابات قد تغطي أية قضية يجمع عليها الليبيون، أي شيء يمكن أن يطرح على المائدة، بما في ذلك على حسب تلميحه "مستقبل القذافي كزعيم"، وذلك وفق خطة خارطة الطريق الاتحاد الإفريقي. وانتقد العبيدي قرار بريطانيا إرسال مستشارين عسكريين لدعم المعارضين الليبيين بشأن كيفية تحسين تنظيم صفوفهم واتصالاتهم، وأضاف" إن هذا من شأنه فقط إطالة أمد القتال، مشيرا إلى " أن الحكومة الليبية جادة بشأن وقف إطلاق النار يمكن التحقق منه بشكل مناسب تحت إشراف مراقبين أجانب". وعلق العبيدي على الاجراء البريطاني قائلا "نعتقد أن أي وجود عسكري هو خطوة إلى الوراء ،ونحن على يقين أنه إذا توقف قصف طائرات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيكون هناك وقف حقيقي لإطلاق النار وإمكانية فتح حوار بين كل الليبيين حول ما يريدون مثل الديمقراطية والإصلاح السياسي والدستور والانتخابات" . ويشأن الوضع في مصراتة المحاصرة، والتي نالت حيزا كبيرا من اهتمام وسائل الإعلام الدولية، قال وزير الخارجية إن الحكومة الليبية "تبذل كل جهد ممكن لمساعدة منظمات الإغاثة الدولية على تقديم المساعدة للناس في مصراتة". من جهة أخرى، تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمساعدة المعارضة المسلحة و تكثيف الضربات الجوية ضد قوات القذافي. وقال ساركوزي خلال استقباله أمس ممثلي المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل هذه المعارضة "سنساعدكم"، مضيفا "كما يفعل الانكليز هناك عناصر عسكريون مع ممثلنا الدبلوماسي لدى المجلس الوطني الانتقالي"، مؤكدا أن هذه الخطوة "لا علاقة لها إطلاقا بإرسال قوات برية". وهي المرة الثالثة التي يستقبل فيها الرئيس الفرنسي المجلس لكنها المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيسه مصطفى عبد الجليل في اللقاء الذي حضره عضوان آخران يمثل احدهما بنغازي والثاني طبرق (شرق ليبيا) الى جانب علي العيساوي مكلف العلاقات الدولية في المجلس. وأعلنت الحكومة الفرنسية أمس أن عددا قليلا من الضباط الفرنسيين سيقوم بمهمة لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وهي خطوة مشابهة لتلك التي قررت القيام بها بريطانيا من خلال إرسال ضباط عسكريين لمساعدة المعارضين المسلحين.. وقالت كريستين فاج مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "في إطار تعاوننا الثنائي مع سلطات المجلس الوطني الانتقالي أرسلت فرنسا الى مبعوثنا الخاص في بنغازي عددا من ضباط الاتصال يقومون بمهمة اتصال لدى المجلس الوطني الانتقالي". وأضافت أن "الهدف تقديم الى المجلس الوطني الانتقالي نصائح وتوصيات خصوصا من النواحي التقنية واللوجستية والتنظيمية للمساهمة في تعزيز حماية المدنيين وتحسين توزيع المساعدات الإنسانية والطبية". و تأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعد فيه الإتحاد الأوروبي خطة من أجل القيام بتدخل بري في ليبيا بغرض حسم الموقف لصالح المعارضة المسلحة.