في تطور للأزمة الليبية، اعترفت إيطاليا، أمس الإثنين، رسميا ب ''سلطة بنغازي''، وتكون بذلك الدولة الثالثة التي فعلت ذلك بعد فرنسا وقطر، وبالموازاة مع ذلك يجري مبعوثون للقذافي مشاورات مع قادة غربيين من أجل إيجاد صيغة لخروج العقيد القذافي من مأزقه، حيث يقترح أن يتسلم أولاده السلطة ب ''شكل مؤقت''· حقق ثوار 17 فيفري الذين شكّلوا سلطة انتقالية في بنغازي نصرا ديبلوماسيا جديدا، عندما حصلوا، أمس، على اعتراف إيطاليا الجار الشمالي الذي تربطه بليبيا علاقة تاريخية طويلة، وقد ينجر عن هذا الاعتراف نتائج سياسية واقتصادية كبيرة لصالح ''سلطة بنغازي''· فقد اعترفت إيطاليا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي، بالمقابل طالبت أوروبا القذافي وأبناءه بالرحيل فورا· ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن وزير الخارجية فرانكو فراتيني قوله في مؤتمر صحافي مع مسؤول العلاقات الخارجية بالمجلس علي العيساوي ''قررنا الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كممثل شرعي وحيد في علاقاتنا الثنائية مع ليبيا''· وأكد أن الاعتراف سيتم ''بطريقة رسمية'' مثلما فعلت فرنسا وقطر، ومثلما تبحث فيه العديد من الدول وجامعة الدول العربية· وأضاف إن ''نظام طرابلس (بقيادة معمر القذافي) لم يعد لديه مستقبل في ليبيا وقد فقد شرعيته كما أنه لم يعد ممثلا شرعيا'' للشعب الليبي· وطالب فراتيني القذافي بالتنحي وقال إنه ''لم يبق أمام القذافي وعائلته إلا مغادرة ليبيا''· وقال إن الاقتراحات التي قدمها القذافي لحلّ الأزمة من خلال إرسال مبعوث إلى أثينا، واقتراحات نقل السلطة إلى أحد أبناء القذافي ''ليست ذات مصداقية''· وأشار إلى أن الطائرات والسفن الإيطالية المجهزة طبياً ستنقل الثوار الجرحى من مدينة مصراتة، ولم يستبعد اللجوء إلى تسليح الثوار كحلّ أخير، محذراً من أن نظام القذافي يستخدم الهجرة غير الشرعية ك ''سلاح'' في الصراع· بدوره شكر العيساوي إيطاليا لمشاركتها في الجهود الدولية لمواجهة القذافي، معتبراً أن علاقتها مع ليبيا مهمة جداً، مشددا على أن أي عمل يؤدي إلى تقسيم ليبيا ''غير مقبول''· ومن أجل إيجاد مخرج للأزمة التي دخل فيها نظام العقيد القذافي في طرابلس، أجرى عبد العاطي العبيدي نائب وزير الخارجية الليبي، أمس الاثنين، مباحثات في تركيا ثم مالطا، في إطار جولة خارجية شملت اليونان، لعرض ''رغبة'' ليبية في تسوية الأزمة الراهنة وإنهاء القتال· وقال العبيدي عقب مباحثات في اليونان مع رئيس الوزراء جورج باباندريو إن ليبيا تريد حلا لإنهاء القتال، مشيرا إلى أن محطته المقبلة ستكون تركيا ومالطا· بدورها قالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان ''عقب الاجتماع مع المبعوث الليبي، يبدو أن السلطات الليبية تريد حلا''· وذكر البيان أن ''هناك حاجة لجهد جاد من أجل السلام والاستقرار في المنطقة''· وقبيل هذا الاجتماع، أجرى باباندريو محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون وقادة سياسيين آخرين بشأن الوضع في ليبيا· وكان مصدر أمني أكد في وقت سابق أن العبيدي سافر، أول أمس الأحد، إلى اليونان على متن طائرة انطلقت من مطار جربة التونسي، بعد أن دخل في وقت سابق عبر بوابة رأس جدير الحدودية المشتركة· وأعلنت وكالة الأنباء التونسية أن زيارة العبيدي ليست رسمية ولا تندرج في إطار إجراء اتصالات مع السلطات التونسية· كان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد قال في وقت سابق لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه لا مستقبل لليبيا في ظل نظامها الحالي لأنه ''معزول دوليا ولا يستطيع الصمود في هذا الوضع وهو غير قادر على بيع أي نفط''· وعبّر هيغ عن اعتقاده بأن احتمال الجمود يجب أن يشجع الناس في طرابلس على التفكير جيدا بأن على القذافي أن يرحل الآن· من ناحية أخرى، شدد هيغ على أن بريطانيا أو أيا من حليفاتها ليست لديها أي خطط لتسليح الثوار في ليبيا، لكنه لم يستبعد هذا التوجه، حيث اعترف بوجود بعض الغموض في قرارات الأممالمتحدة بشأن الحظر المفروض على الأسلحة إلى ليبيا· وكانت بريطانيا قالت في وقت سابق إنها أرسلت فريقا من الدبلوماسيين إلى مدينة بنغازي شرقي ليبيا للاجتماع مع المجلس الوطني الانتقالي· وأشارت وزارة الخارجية في بيان إلى أن الوفد -الذي وصل السبت برئاسة سفير بريطانيا لدى روما كريستوفر برنتيس- ''سيسعى للتوصل لمزيد من المعلومات عن المجلس الوطني الانتقالي وأهدافه وما يحدث في ليبيا بصورة أوسع·