الحكومة الليبية تسلّح السكان لمواجهة إنزال محتمل لقوات الناتو أعلنت السلطات الليبية أنها شرعت في تسليح المدنيين وتدريبهم لمواجهة أي هجوم بري محتمل من قوات حلف شمال الأطلسي، حيث أكد موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية أن سكان الكثير من المدن الليبية نظموا أنفسهم في مجموعات لمحاربة أي غزو لحلف الأطلسي، مضيفا أنه جرى توزيع بنادق وأسلحة خفيفة على جميع السكان، فيما شرعت الولاياتالمتحدة أمس في استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات القصف بليبيا وذلك بعدما أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا إرسال مستشارين عسكريين لتقديم الدعم لأفراد المعارضة المسلحة وهو ما اعتبره كثير من الملاحظين كمقدمة لتدخل عسكري بري. المتحدث باسم الحكومة الليبية أكد في تصريحه للصحفيين في طرابلس أن بلاده ترحب بالسفن التي تأتي إلى مصراتة لنقل العمال الأجانب لكنها لا يمكن أن تقبل وصول مساعدات إنسانية بغطاء عسكري، وقد أفاد التلفزيون الليبي أن تسعة أشخاص قتلوا ليلة الخميس إلى الجمعة في قصف لقوات حلف شمال الأطلسي لمدينة سرت مسقط رأس القذافي، وأوضح ذات المصدر أن عددا من القتلى كانوا من موظفي هيئة المياه الذين كانوا يعملون أثناء تعرضهم للهجوم، وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أعلنت أنها بدأت في استخدام الطائرات بدون طيار ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث رحّبت المعارضة الليبية بإرسال تلك الطائرات إلى ليبيا وقالت أنها تأمل أن تحمي هذه الخطوة المدنيين، وقال عبد الحفيظ غوقة وهو متحدث باسم المعارضة المسلحة لقناة "الجزيرة" أنه ليس هناك شك في أن استخدام طائرات بدون طيار سيساعد على حماية المدنيين وأن المعارضين يرحبون بذلك، فيما أشار وزير الدفاع روبرت غيتس في مؤتمر صحفي بواشنطن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز استخدام طائرات مسلحة بدون طيار من طراز "بريديتور" وأنها تعمل بالفعل، وقد حذرت الحكومة الليبية أمس من هذه الخطوة التي ستؤدي حسبها إلى سقوط المزيد من المدنيين. يذكر أن فرنسا أعلنت أنها سترسل عشرة مستشارين عسكريين إلى ليبيا، وتعتزم بريطانيا إرسال ما يصل إلى 12 ضابطا لمساعدة المعارضين على تحسين تنظيم صفوفهم والاتصالات فيما بينهم، كما تبحث إيطاليا إرسال فريق تدريب عسكري صغير، وأدانت طرابلس هذه الخطوات فيما قالت روسيا أن إرسال المستشارين يتجاوز تفويض مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لحماية المدنيين، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه قد يكون لهذا الأمر "عواقب غير متوقعة." من جهة أخرى صرّح مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أمس الجمعة أن الضربات الجوية التي شنتها قوات التحالف قوّضت القوات الليبية البرية بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المائة، لكنه اعترف في المقابل أن الصراع يتجه فيما يبدو إلى حالة جمود، وأكد أنه ليس هناك مؤشرات على وجود عناصر لتنظيم القاعدة في صفوف المعارضة الليبية المسلحة مهونا من المخاوف بشأن تدخل أية جماعات متشددة في الصراع الليبي، وقال "في الواقع لم أر تمثيلا للقاعدة هناك على الإطلاق"، وكان مولن قد وصل إلى بغداد أول أمس الخميس، في زيارة للقوات الأمريكية المتواجدة هناك . وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بدورها صرّحت بأن قوات القذافي تشن "هجمات ضارية" على مصراتة وأنها ربما استخدمت القنابل العنقودية ضد المدنيين، وذلك في وقت بدأت الإمدادات الغذائية والطبية تنفذ في المدينة وامتدت طوابير طويلة للحصول على البنزين، كما انقطعت الكهرباء ما جعل السكان يعتمدون على المولدات، وقد حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون السلطات الليبية على وقف القتال وقال أثناء زيارة لموسكو أن أولوية المنظمة الدولية هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار. هشام/ع