" ليديز طاكسي " قريبا في شوارع قسنطينة شكل جديد و ألوان أنثوية غير مألوفة ستضيف تفاصيل جميلة على شوارع قسنطينة في الأشهر القليلة القادمة، و ذلك من خلال سيارات أجرة فريدة من نوعها تحمل شعار " ليديز طاكسي" للسيدات فقط و التي تتميز بزينتها الأنثوية المختلفة، و ستبدأ هذه السيارات الوردية التي تقودها لأول مرة سيدات في التجول عن قريب في أرجاء المدينة و لأجل حمايتهن و ضمان سلامة راكباتهن زودت هذه الأخيرة بالعديد من الخدمات الوقائية، كجهاز الإنذار و جهاز تحديد الموقع و غيرها. فبعد أن انتشرت هذه السيارات الوردية في العديد من البلدان في العالم و خاصة دبي و لبنان بفكرة إنشاء سيارات أجرة خاصة تقودها نساء و زبوناتها نساء، بأهداف تختلف من بلد لآخر حسب طبيعة كل مجتمع، ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا تسعى هذه الأخيرة لنقل السيدات في ساعات متأخرة من الليل عند خروجهن من الحانات و أماكن السهر ، بكل أمان لحمايتهن من الاعتداءات التي قد يتعرضن لها من قبل الرجال بما فيهم سائقي سيارات الأجرة. أما في المجتمعات العربية المحافظة فاقتبست هذه الفكرة من البلدان الغربية من أجل أهداف أخرى تتلاءم مع عاداتها و تقاليدها، كلبنان التي اشتهرت بها سيارات " بنات طاكسي " في العاصمة بيروت و أيضا دبي و الإمارات التي تهدف فيها الجهات الممولة لهذا لمشروع " الطاكسي الوردي" إلى تجنيب النساء الاختلاط بالرجال في سيارات الأجرة، بعد أن فتحت فيها الكثير من المقاهي و الأماكن العامة الخاصة بالنساء فقط . مشروع " ليديز طاكسي" المصرح به في وكالة دعم الاستثمار و الذي حاز أيضا على موافقة مديرية دعم و تشغيل الشباب التي اعتبرت الفكرة جيدة و غير مسبوقة في الجزائر، و دخل حيز التنفيذ منذ ما يقارب الأربعة أشهر بعد أن حصل على الاعتماد من وزارة النقل و المواصلات كما أخبرتنا صاحبته الآنسة بوقادوم أمينة هدى، المتحصلة على شهادة ليسانس في الاقتصاد و التي أخبرتنا عن رغبتها القديمة منذ ما يقارب السنة، في تجسيد هذا المشروع في الجزائر بعد أن شاهدت هذه السيارات الوردية في شوارع دبي عند زيارتها لها. و قد لاقت هذه الفكرة استحسان السكان في قسنطينة من كلى الجنسين ، إذ ستوفر هذه السيارات الوردية وسيلة نقل مريحة للنساء و في نفس الوقت سيشعر الرجال بالاطمئنان أكثر على زوجاتهن و أخواتهن لأنهن برفقة نساء أخريات، كما قالت صاحبة المشروع : " المجتمع الجزائري رغم تطوره الكبير إلى أنه مازال محافظا جدا على تقاليده و أعرافه خاصة المتعلقة منها بالمرأة لذلك فكرت في إطلاق هذا المشروع المستحدث و الجديد كليا في المجتمع الجزائري، لخلق جو من الارتياح خاصة بالنسبة للنساء العاملات و الطالبات اللاتي أتصور أنهن يشعرن بالكثير من الحرج عندما يضطررن للتنقل في سيارات أجرى يقودها رجال للذهاب لأماكن بعيدة". كما وجدت الكثير من النساء الباحثات عن العمل، في " الطاكسي الوردي" فرصة فريدة للعمل كسائقات أجرة مما دفع بصاحبته للتفكير في تعميمه عبر كافة التراب الوطني بدءا بولايات الشرق كخطوة ثانية بعد قسنطينة. و ستستفيد السائقات العشرة اللاتي تم قبولهن إلى الآن في "ليديز طاكسي" و اللاتي ستميزهن بدلة خاصة للعمل تتألف من قميص كلاسيكي أبيض و ربطة عنق وردية اللون، من العديد من الخدمات التي تضمن لهم الراحة و الأمان: ك " الجي بي أر أس " خدمة البيانات الراديوية للحزمة الموجهة " التي تحمي السيارة و السائقات من أي محاولة سرقة أو اعتداء ، " الباتش تو تالك" ( الهاتف اللاسلكي ) الذي سيمكنهن من التواصل مع الزبونات و المشتركات دون رفع سماعة الهاتف أثناء القيادة . كما سيعملن بنظام المناوبة، إذ تبدأ إحدى السائقات عملها في الصباح الباكر إلى غاية منتصف النهار لتعوضها زميلتها في فترة ما بعد الظهر إلى غاية الساعات الأولى من المغرب باعتبار أن أغلبية النساء في الجزائر يعدن لبيوتهن قبل المغرب. كما أكدت صاحبة المشروع أنها مازالت تبحث عن المزيد من السائقات اللاتي يشترط أن تتراوح أعمارهن بين الثانية و العشرين و الخمسين سنة ، مشيرة أنهن سيستفدن من عقد يتجدد كل ثلاث أشهر.