شهدت بلدية الياشير أمس موجة احتجاج غير مسبوقة ، أقدم فيها سكان قريتي مخمرة و لشبور على غلق الطريق الوطني رقم 05 في نقطتين متفرقتين ، قبل أن تتوسع رقعة الاحتجاج إلى الطريق السيار الذي شلت به الحركة بشكل تام ، و بالموازاة مع ذلك قام سكان قرية الزنونة بغلق مقر البلدية ، و طالب المحتجون بجملة من الانشغالات المتعلقة بدفع وتيرة التنمية و تحسين ظروف الحياة بهذه القرى . ارتفعت حدة الاحتجاجات ببلدية الياشير فبعد أن اقتصرت خلال الأيام الفارطة على غلق مقر البلدية للمطالبة بتوفير فرص الشغل للشباب و الإفراج عن قوائم السكن الاجتماعي المنجزة ، توسعت يوم أمس لتشمل المحاور الهامة عبر الطرق الوطنية العابرة لإقليم البلدية التابعة لولاية برج بوعريريج التي تعتبر حلقة وصل بين مختلف جهات الوطن ، و استعمالها كورقة للضغط لجلب مزيد من اهتمام السلطات المحلية ، حيث عبر المحتجون في مختلف النقاط التي شهدت توترا عن تدني الإطار المعيشي بهذه القرى .و قد قام العشرات من سكان قرية مخمرة بغلق الطريق الوطني رقم 05 في المدخل الشرقي لولاية البرج ، للمطالبة بتعميم الاستفادة من شبكة الغاز الطبيعي و ربط المنازل المتبقية ، و توصيل حوالي 30 مسكنا بشبكة الكهرباء في الحي الفوضوي الكائن بالقرية ، إضافة إلى مطالب أخرى تتعلق بتحسين الوضع الاجتماعي . و بالموازاة مع ذلك أقدم العشرات من سكان قرية مخمرة في ساعة مبكرة ، على غلق الطريق و إشعال النيران في العجلات المطاطية ، بالقرب من المحول الذي يربط الوطني رقم 05 بالقرية ، أين عبروا عن استيائهم من وضعية الطريق المهترئة و نقص التغطية الصحية ، و حرمان بعض العائلات بالقرية من شبكة الغاز الطبيعي التي دخلت حيز الخدمة خلال العام الفارط ، مشيرين إلى توجههم بعديد الشكاوي إلى السلطات المعنية بهدف تحسين وضعهم الاجتماعي من دون جدوى ، ما دفعهم إلى غلق الطريق لجلب انتباه السلطات . و تنقل المحتجون في حدود الساعة العاشرة و النصف إلى الطريق السيار ، أين قاموا بغلقه باستعمال الحجارة و المتاريس ، ما أدى إلى إرباك حركة السير و تشكل طوابير طويلة للمركبات على طول الطريق ، الذي يعد كشريان هام في حركة المسافرين و كذا في حركة نقل البضائع و السلع بين مدن الجهة الشرقية للوطن و الجهة الغربية مرورا بالجزائر العاصمة . من جهتهم قام سكان قرية الزنونة بغلق مقر البلدية للمطالبة بربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي و تحسين وضعية مسالك القرية و توفير التغطية الصحية و إنشاء مرافق ترفيهية للتخفيف من حدة البطالة المتفشية بين شباب المنطقة ، قبل أن يتنقل العشرات منهم للتجمهر بالقرب من المحول الرابط بين الطريق السيار و الوطني رقم 05 في المخرج الغربي لبلدية الياشير . من جانب آخر شوهد العشرات من عناصر قوات مكافحة الشغب بالقرب من أماكن الاحتجاجات ، حيث عملوا على تطويق حركة الغاضبين و ذلك لتجنب أي انزلاقات من شأنها أن تحدث ، خاصة و أن العديد من مستعملي الطريق عبروا عن تذمرهم من تصرف المحتجين ، ما أدى إلى تعطيل مصالحهم . و قد تنقل رئيس الدائرة و مدراء الجهاز التنفيذي المعنيين إلى مكان الاحتجاج مرفوقين بالسلطات الأمنية ، أين تم إقناع المحتجين بفتح الطريق في وجه حركة السير ، بعد الاتفاق على انتهاج سبل الحوار و التكفل بالمطالب المشروعة للسكان . كما أكد مصدر من بلدية الياشير أن أغلب المطالب المرفوعة تم التكفل بها ، و هي مسجلة في انتظار تجسيدها ميدانيا ، منها مشروع توصيل قرية الزنونة بشبكة الغاز الطبيعي الذي سجل في برنامج قطاعي لمديرية الطاقة و المناجم .