شجار دام بين منحرفين داخل مصلحة الاستعجالات بمستشفى بوسحابة عاش مساء أول أمس قسم الاستعجالات الطبية بمستشفى علي بوسحابة في مدينة خنشلة أجواء من الرعب والهلع وسط الطاقمين الطبي والشبه الطبي و العمال وحتى المرضى، بعد الفوضى الكبيرة التي شهدتها المصلحة جراء شجار وقع بين أشخاص خارج المستشفى، ثم تجدد ثانية داخل مصلحة الاستعجالات الطبية، التي شهدت قبل يومين احتجاجات من قبل طاقميها الطبي و شبه الطبي تنديدا بكثرة الاعتداءات. و قد وعد مدير الصحة بتوفير الحماية للعاملين بالمستشفى داعيا إلى الليونة في معاملة ذوي المرضى و مرافقيهم. و كشف نهار أمس مدير الصحة والسكان في اتصال بالنصر أن وكيل الجمهورية لدى محكمة خنشلة أمر بإيداع أحد المشاركين في الشجار في الحادثة رهن الحبس، مشيرا أن الجهات القضائية تنتظر إتمام علاج بعض الموجودين تحت الرعاية الطبية من المتشاجرين لإحالتهم أمام وكيل الجمهورية. فقد عاشت مصلحة الاستعجالات الطبية حالة من الخوف و الفوضى بعد تجدد الشجار مساء أول أمس داخلها، أين كان بعض المصابين في الشجار الأول الذي جرى خارج المصلحة بصدد تلقي العلاج، حيث تعارك المتخاصمون داخلها من جديد، مما خلف تخريبا جزئيا مس أبواب المصلحة التي تناثر بها حطام الزجاج المتكسر وغطت أرضيتها الدماء التي سالت بسبب الشجار. أطباء وممرضون وعمال بالمستشفى توقفوا عن العمل قبل يومين تنديدا بتزايد الاعتداءات و طالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل من أجل وضع حد للوضعية التي تشهدها المصلحة و حالة الخوف التي صاروا يعملون في ظلها، خصوصا بعد كثرة الاعتداءات على الأطباء والشبه الطبيين من قبل الزوار و مرافقي المرضى و بعض المنحرفين، الذين يقصدون الاستعجالات الطبية لتلقي الإسعافات بعد الشجارات المختلفة. مدير الصحة و السكان لولاية خنشلة تنقل إلى المستشفى و عقد لقاء مع المحتجين الذين أكدوا أن أهم انشغالهم يتمثل في توفير الحماية لهم أثناء أدائهم عملهم وهو ما وعد به المدير، من خلال تفعيل تعليمة وزير الصحة والسكان بخصوص حماية منتسبي القطاع من كل الاعتداءات والتهديدات التي يتعرضون لها من قبل الوافدين على المؤسسات الاستشفائية. أغلب الأطباء والشبه الطبيين والعمال المهنيين خاصة، أجمعوا كلهم على أن الوضع بالاستعجالات الطبية أصبح لا يطاق و أن ظروف العمل صارت غير مواتية وأن العديد منهم فضل البطالة على العمل في مصلحة الاستعجالات الطبية نظرا لمعاناتهم الكبيرة والضغوطات الممارسة عليهم في محيط جد صعب، و ذكر بعضهم أن حياتهم في خطر بسبب التهديدات التي يتلقونها من قبل بعض المتهورين الذين لا يراعون ظروف عمل هذه الفئة. مدير الصحة والسكان و من خلال تدخله أكد عزم الإدارة على تطبيق القانون و حماية منتسبي القطاع، و أنه ينبذ كل أشكال العنف الممارس ضد الأطباء و الممرضين والعمال، مطالبا في نفس الوقت بضرورة الليونة في المعاملات مع المرضى و ذويهم لتجنب التشنجات والشجارات التي قد تؤدي إلى عواقب غير محمودة.