قتل 15 شخصا وجرح 20 آخرون في انفجار مقهى أركانة بمدينة مراكش المغربية. ورجحت أغلب التقارير أن يكون الانفجار قد نفذه انتحاري، في وقت أمر الملك محمد السادس السلطات المعنية بفتح تحقيق فوري بخصوص العملية التي استهدفت المغرب في عز تحضيراته للموسم السياحي الصيفي. أفاد التلفزيون المغربي ''2 أم''، حسب مصادر طبية، بأن عدد القتلى بلغ 15 من بينهم 6 فرنسيين. لكن لم يتم تأكيد هذه المعلومة بشكل رسمي، وجرى حديث عن مقتل ثلاثة مغاربة أيضا. وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية، حسب مصادر طبية، إلى أنه جرح في الانفجار 7 فرنسيين وهولنديين وسويسريين وروسيين إلى جانب تونسيين. وأكد بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية بأن ضحايا فرنسيين سقطوا خلال الانفجار. وتحدثت تقارير عن وجود حالات خطيرة بين الجرحى. من جهته، أصدر الملك، خلال مجلس الوزراء الذي ترأسه بالقصر الملكي بفاس، تعليمات إلى وزيري الداخلية والعدل ''كي تقوم السلطات المختصة بفتح تحقيق قضائي لتحديد أسباب وملابسات هذا الانفجار الإجرامي، وبالتعجيل بإخبار الرأي العام بنتائج هذا البحث بما يقتضيه الأمر من شفافية، وكشف للحقيقة ومن التزام بسيادة القانون''. وقد أدان الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الانفجار ووصفه بالجبان، كما اتصل هاتفيا بالملك المغربي. وسقطت فرضية انفجار بسبب قنينة غاز الذي وقع بمقهى أركانة المقابل لساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش التي تسجل إقبالا كبيرا، خاصة من قبل السياح، حيث أعلنت السلطات الأمنية المغربية أن الانفجار ناجم عن فعل إجرامي. وقال وزير الاتصال المغربي، خالد الناصري، ''إنه عمل إرهابي، إنه عمل إجرامي'' في تعليقه على الحادثة. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الانفجار كان بفعل عمل انتحاري. وأكدت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، وفق بيان للداخلية، بأن الانفجار كان بفعل انفجار قنبلة، انطلاقا من التحقيقات الأولية لمكان الانفجار. وتضاربت الروايات حول طريقة تنفيذ العملية. فهناك تقارير، نقلا عن شهود عيان، تحدثت عن شخص طلب عصيرا في الطابق الأول من المقهى، ثم عمد إلى تفجير نفسه، في حين تحدثت تقارير أخرى عن ولوج المقهى من قبل شخص يحمل حقيبة ليقوم بعد ذلك بتفجيرها. وذكر شهود عيان أن الانفجار كان دويه قويا سمع عن بعد كيلومترات، وقد أتى على الطابق الأول من المقهى حيث وقعت العملية الانتحارية. ووفق شاهد في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن ''الطابق الأول من مقهى أركانة انهار بكامله بالانفجار'' وكان يتواجد فيه العديد من السياح. وقال مصور لوكالة ''رويترز'' كان حاضرا في موقع الانفجار: ''سمعت دوي انفجار قوي جدا في الميدان. حين وصلت إلى الموقع وجدت جثثا ممزقة يجري انتشالها إلى خارج المقهى''. وتأتي العملية في ظرف حساس يشهد فيه المغرب جملة من الاحتجاجات ضد السياسات الاقتصادية والفساد والحكم. كما تأتي بعد أيام من إطلاق سراح ومعتقلين من التيار السلفي.