يستعد مصنع رونو بوهران لإحياء الذكرى الثانية لتدشينه الرسمي في 10 نوفمبر 2014، ويبدو أن سيارة سيمبول التي تخرج من هذا المصنع تجد إقبالا من طرف المستهلك الجزائري، وفي هذا الصدد أوضح الرئيس المدير العام لشركة «رونو الجزائرإنتاج» السيد برنارد سونيلك، أن مصنع وهران يعتمد أساسا على جودة المنتوج التي هي شعاره، وهذا ما يعرف حسبه من خلال نسبة عودة الزبائن لدى الوكيل من أجل طلب المراجعة التقنية، حيث يوجد بالنسبة للسيارات المستوردة 34 زبونا يعودون من بين ألف ، بينما يوجد بالنسبة لسيمبول 10 زبائن فقط من كل ألف، وهذا ما يدل مثلما قال المتحدث على جودة سيارات رونو سيمبول المنتجة في وادي تليلات. وأضاف أن سبر الآراء الذي أجرته مؤخرا المصلحة التجارية لرونو الجزائر وسط زبائنها، بالتنسيق مع مكتب خاص، كشف بأنه من بين 300 زبون إشتروا سيارة سيمبول و شملهم السبر، بلغت نسبة الرضى 8,5 من كل 10 زبائن وهي نسبة عالية وتعكس جودة المنتوج. للوقوف على مدى تقدم ووضعية الإنتاج بمصنع رونو بوادي تليلات في وهران، كان لنا هذا الحوار مع الرئيس المدير العام لشركة «رونو الجزائر إنتاج» السيد برنارد سونيلك. النصر : مصنع رونو بوهران سيحيي بعد حوالي شهرين الذكرى الثانية لتدشينه الرسمي وإنطلاقته الفعلية في العمل، ما الحصيلة التي يمكن إعطاؤها؟ السيد سونيلك: قبل شهرين تقريبا عن إحياء الذكرى الثانية للتدشين الرسمي لمصنع رونو بواد تليلات في وهران، يمكن تقييم الحصيلة بأنها إيجابية جدا حيث تجاوزنا الأهداف التي كانت مسطرة من أجل المرحلة الأولى للمشروع، و قد كان الهدف هو الوصول لإنتاج 25 ألف سيارة سنويا لكن اليوم بلغت وتيرة الإنتاج ما يقارب 50 ألف سيارة سنويا، ورفعنا عدد العمال من 350 عاملا إلى 796 عاملا، وأنجزنا 60 ألف ساعة من التكوين بمختلف أنواعه لصالح عمال وإطارات المصنع، ورفعنا نسبة الإندماج المحلي إلى 30 بالمائة إلى جانب إطلاق السيارة الثانية من المصنع وهي «داسيا سانديرو»، وهذا إنجاز كبير يجعلنا نتجاوز الأهداف التي كانت مسطرة. ربع منتوج سيمبول يخضع للقرض الاستهلاكي والباقي يسوق مباشرة للوكلاء لازال الزبون يشتكي من عدم توفّر سيمبول لدى الوكلاء وبعض هؤلاء قالوا أنهم يتعاملون فقط مع أصحاب القرض الإستهلاكي، فما تفسيركم للوضعية؟ لم يطرح هذا الإشكال أمامي من قبل، ولكن يبدو أن هناك إرتفاعا في الطلب على سيمبول لأن 220 سيارة يوميا، أكيد لا تلبي كل الطلبات اليومية، خاصة بعد تقليص نسبة إستيراد السيارات، لذا يوجد طلبات في الإنتظار ومن حق الزبون الراغب في شراء سيمبول أن يجدها لدى الوكيل سواء بالقرض الإستهلاكي أو بالدفع المباشر، فربع المنتوج فقط يخضع للقرض الإستهلاكي عن طريق البنوك، والباقي يسوق مباشرة للوكلاء، وهدفنا هو الوصول لإرضاء الزبون. يبدو أن الطلب يفوق العرض حاليا، ما هي الأهداف المسطرة مستقبلا لتلبية حاجيات السوق من سيارات سيمبول؟ رفع وتيرة الإنتاج لأكثر من 50 ألف سيارة سنويا يتطلب الكثير من الأمور، فالمرحلة الثانية من البرنامج الرئيسي والتي ستبدأ في 2019 بهدف رفع الإنتاج إلى 75 ألف سيارة سنويا، يجري التحضير لها منذ الآن وهذا بمشروعي الصفائح المعدنية وتلحيم الهياكل وكذا الدهن، واللذين سيساهمان في تسريع وتيرة الإنتاج. نواجه مشاكل بسبب الانقطاعات الكهربائية وصعوبة في صرف المياه نسبة الإندماج بلغت 30 بالمئة، هل هناك تدابير لرفعها أكثر بإشراك مؤسسات مناولة وطنية؟ الإرادة السياسية في الجزائر تدعم بقوة رفع نسبة الإندماج، ونحن نسعى في هذا الإطار. نعم رفعنا نسبة الإندماج المحلي إلى 30 بالمائة، ففي 2017 سنبدأ التعامل مع مجمع حسناوي الذي سيمون مصنع رونو بالأفرشة المناسبة وبعض الأكسسوارات. وسيضاف هذا المتعامل لمجموعة المؤسسات المناولة التي تتعامل معها شركة رونو الجزائر منها «جوكتال» بوهران وشركة «صاريل» من العاصمة لتموين المصنع بمعدات وأجهزة بلاستيكية، وكراسي شركة «مارتور»، وستصل قريبا كوابل شركة «سيتال» ولكن من أجل الإستمرار في رفع نسبة الإندماج يجب توفر شروط أخرى لإنجاح الشراكة خاصة وأن رونو الجزائر تركز على الجودة والنوعية، فيجب أن تكون المنتجات المدمجة في مستوى هذا المعيار، فيجب أن تكون هذه المنتجات بنفس الجودة مثل المنتجات المستوردة وبسعر على الأقل يقارب سعر تلك التي يتم جلبها من الخارج، فكل الشركاء الذين نختارهم يجب أن يكونوا في مستوى وتيرة إنتاج مصنع رونو، فمثلا لا يجب أن يكون هناك تأخير في تسليم المعدات وإلا سيؤثر هذا الخلل على المصنع كله، إلى جانب عوامل أخرى يجب أخذها بعين الإعتبار مما يسمح بتطوير الإنتاج وعدم التأثير على وتيرته، ومن أجل ذلك، نأخذ الوقت الكافي لدراسة ملفات المؤسسات التي ترغب في المناولة. اضطر مصنع رونو وهران في جانفي الفارط للتوقف عن العمل بسبب عدم وصول شحنات المعدات والتجهيزات اللازمة من رومانيا، هل من إجراءات لعدم تكرار هذا الخلل؟ نعم في جانفي الفارط، وقع لنا إشكال في تموين المصنع باللوازم وقطع الغيار الضرورية لسيرورة الإنتاج، وهذا بسبب الأشغال الجارية بميناء وهران، الأمر الذي أخّر دخول البواخر التي تنتظر لأكثر من 10 أيام من أجل دخول الميناء والرسو لإفراغ حمولتها، وهذا ما جعل المصنع يفقد دورة الإنتاج في سيرورته، ومن هنا توجهنا لميناء آرزيو وتفاوضنا مع إدارته من أجل إستقبال سفننا من هناك والحمولة تأتي مباشرة للميناء الجاف التابع للمصنع، ومما سهل المهمة هو حصولنا على إمتياز المرور بالرواق الأخضر بالميناء، والأمر يخص كذلك شركات المناولة التي نتعامل معها مثل شركة «مارتور» . ما عدا إشكال الميناء، هل يواجه المصنع ظروفا أخرى تؤثر على وتيرة الإنتاج؟ من أجل تطوير الصناعة والإقتصاد يجب أن يتوفر محيط ملائم، من موارد بشرية وهياكل مناسبة و ضروريات أخرى، مثل الكهرباء التي يتكرر إنقطاعها، كما يعاني المصنع من مشكل صرف المياه الذي كان من المفروض أن يتم نحو محطة تصفية بوادي تليلات، ولكن لحد الآن المحطة لم تدخل الخدمة مما إضطرنا للتوجه نحو محطة أخرى، وأضفنا تكاليف زيادة فقط من أجل تصريف المياه، لدينا اليوم 800 عامل ولكن سيرتفع العدد لأكثر من ألف عامل مستقبلا إلى جانب أننا نحضر لمشروع يتطلب صرف مياه أكثر وبالتالي لن نستطيع الإستمرار على هذا الوضع. وصلتم اليوم لتشغيل 800 عامل، هل لا زالت دورات التكوين متواصلة لتطوير معارفهم وخبراتهم؟ تكوين العمال والإطارات متواصل، قد أرسلنا قبل أيام فقط عددا من الإطارات لمصنع فرنسا للتكوين وإكتساب خبرة أكثر، ولكن هناك دفعات تذهب لمصنع رونو بالمغرب لأنه الأقرب وأقل تكلفة حيث تتلقى هناك تكوينات مختلفة حول سلسلة الإنتاج وأحدث التقنيات، مثلما نرسل الإطارات كذلك لمصنع تركيا. لم نشعر بالمنافسة في السوق كما نستقدم بعض المكونين من مصانعنا بأوروبا ليقدموا هنا في مصنع وادي تليلات دروسا تكوينية للعمال والإطارات، فالتكوين أساسي بالنسبة لنا لتطوير المعارف ورفع نسبة جودة المنتوج. حيث عملنا على مدار السنة الأولى وبداية السنة الثانية على تنصيب ثلاثة فرق من العمال، حيث يعمل فريقان صباحا وفريق ليلا، كي لا تتوقف عجلة الإنتاج على مدار 24 ساعة، لدينا اليوم 800 منصب شغل مباشر، ولكن نتجاوز 2500 منصب مع إضافة عمال المؤسسات المناولة في النقل والإطعام والحراسة والأمن والنظافة وغيرها وهي مناصب غير مباشرة. مع إرتفاع عدد العمال كانت هناك مطالبة في الأشهر الماضية بإنشاء فرع نقابي ولكن لم توافقوا على ذلك لماذا؟ لم نكن أبدا ضد إنشاء فرع نقابي في المصنع وفق القانون الجزائري، والعمال لديهم منذ البداية لجنة المساهمة المنتخبة من طرفهم والتي تتكفل بحل مشاكلهم والنظر في وضعيتهم المهنية التي تتحسن كل سنة برفع الرواتب وتقديم بعض المحفزات وتحسين ظروف العمل، لكن ما حدث هو أن مجموعة من العمال أرادت إنشاء الفرع النقابي وعقدت الجمعية العامة خارج المصنع، حيث أن سعيها لتأسيس الفرع النقابي جاء مخالفا للقانون الجزائري وهذا ما رفضناه، وبعدها تدخل الإتحاد العام للعمال الجزائريين من أجل إنشاء فرع نقابي مطابق للقانون وهذا ما حدث فعلا حيث عقدت الجمعية العامة في المصنع ولدينا اليوم فرع نقابي ينشط ونعمل معه دون مشاكل. هل من شأن المنافسة التي تفرضها علامات أخرى التأثير على وضعيتكم في السوق؟ لحد الآن لا نشعر بالمنافسة من طرف مصانع السيارات الأخرى التي توجد في عدة ولايات من الجزائر، ولكن رغم هذا فالتنوع في ماركات السيارات والمصانع يساعد شركات المناولة أكثر، حتى لا تحصر إنتاجها في صنف واحد من المركبات، و لا تتأثر في حال إنخفاض الإنتاج، والعلامات الأخرى مرحب بها في تطوير النسيج الصناعي، لأنه مع المنافسة ستكون حوافز أكبر للعمل أكثر. حوار: هوارية ب ورشة للصفائح المعدنية وأخرى للدهن تأهبا لدخول المرحلة الثانية من الإنتاج في 2019 يستعد مصنع رونو بوهران لفتح وحدتين جديدتين تحضيرا للإنتقال للمرحلة الثانية من تركيب السيارات والتي ستبدأ في غضون 2019، الورشة الأولى خاصة بالصفائح المعدنية والتلحيم، والورشة الثانية تتعلق بعمليات الدهن، فيما بدأت عملية تركيب سيارات «داسيا سانديرو»، وهذا ما وقفنا عليه خلال جولتنا داخل المصنع. برفقة الآنسة كريمة سنوسي إطار في إدارة المصنع، اطلعت النصر» على مراحل تركيب السيارات التي تبدأ من نقطة دخول هياكل السيارات المستوردة غالبا من رومانيا والتي سيتم تصنيعها في مصنع وادي تليلات خلال السنتين القادمتين بعد تجهيز ورشة الصفائح المعدنية، حيث سيتم إستيراد الصفائح فقط ثم تشكيلها على شكل هياكل سيارات رونو سيمبول، وهو ما سيخفف من الضغط خلال عملية الإستيراد، حيث سيقل حجم المواد المستوردة وسيتجنب المصنع أي عطب في الهياكل، و الذي من الممكن أن ينجم خلال عمليات النقل والشحن، مما سيسهل أيضا ويسرع عمليات التركيب للوصول إلى إنتاج 75 ألف سيارة سنويا أو يتجاوزها. كما ستمكّن ورشة الدهن من طلاء الهياكل مباشرة في المصنع. وقبل الوصول لهذه المرحلة، تخضع الهياكل الجاهزة المستوردة لعمليات مراقبة تقنية صارمة لتفادي أي خلل قبل تمريرها لمرحلة وضع الأكسسوارات ثم الكراسي والزجاج الأمامي والخلفي والعجلات وكل لوازمها لتمر في الأخير لمرحلة الغسل والتنظيف ثم المراقبة الأخيرة والتأشير على سلامتها، أو إعادتها للسلسلة لتدارك الأخطاء، غير أن ذلك نادر حسب المتحدثة، لأن كل مرحلة فيها مسؤول الفرقة الذي يدقق المراقبة. و إلى جانب إطلاعنا على عمليات تركيب السيارات، وقفنا على الظروف التي يعمل فيها الشباب ومنهم الكثير من الفتيات والسيدات، حيث أن عامل الأمن والسلامة أثناء الخدمة هو من أساسيات إدارة المصنع و الذي يتلقى من أجله العامل دورات تكوينية في عين المكان، ويشرف على هذه الدورات مختصون من داخل المصنع أو خارجه لتلقين العامل أسس الحفاظ على أمنه وسلامته أثناء العمل. كما يستفيد العمال من دورات تكوينية كي لا يختص العامل فقط في عملية واحدة بل يجب أن يتعلم حرفة ثانية في سلسلة الإنتاج، ولراحته أيضا يوجد نظام خاص لتمكين العمال من أخذ قسط من الراحة عن طريق فترتين لمدة 10 دقائق في كل فترة ثم فترة نصف ساعة للغذاء أو العشاء حسب تواجد الفرق. وفي الجانب الإجتماعي المهني، يستطيع العامل أن يلجأ للفرع النقابي الذي تم إنتخابه مؤخرا، أو للجنة المساهمة، ولدى تواجدنا بالمصنع لفت إنتباهنا عينة من العوامل التحفيزية لهؤلاء العمال وهي تنظيم قرعة يشارك فيها الجميع ويحصل الفائزون على أجهزة كومبيوتر وأجهزة أخرى.