فشل 1200 مشروع موّلته وكالة "أونساج" يحصي فرع الوكالة الوطنية لدعم و تشغيل الشباب «أنساج» بقسنطينة، أكثر من 1200 مؤسسة عاجزة اختفت نهائيا، في حين تجاوزت نسبة تسديد القروض النصف، و تم تسجيل عدد كبير من حالات الاحتيال، التي استدعت اتخاذ إجراءات جديدة للحد منها. و ذكر، أمس، مدير الوكالة في ندوة صحفية انعقدت بمقرها، بأن نسبة المؤسسات التي فشلت و اختفت بشكل تام، ليست كبيرة مقارنة بالعدد الإجمالي من المشاريع الممولة على مستوى الولاية منذ بداية عملها سنة 1998، حيث بلغت ما يقارب 11 ألف مؤسسة، ما يعني أن المشاريع الفاشلة تمثل حوالي 10 بالمائة فقط، و قد استفاد أصحابها من خدمات صندوق ضمان القروض، وهو رقم ضئيل إذا ما قورن بعدد المؤسسات التي تختفي في دول أخرى بحسب قوله.كما نبه محدثنا بأن نسبة تسديد القروض التي تمنحها وكالة دعم و تشغيل الشباب وصلت إلى 62 بالمائة، في حين تحدث عن بعض الحالات التي يسجل فيها أصحاب المشاريع أنفسهم ضمن خانة العاجزين و تتوقف مؤسساتهم، لكنهم في الحقيقة يقومون بتحويل أموال الاستثمار إلى أنشطة تجارية أخرى مثل فتح محلات، حيث يمنع غياب النشاط التجاري من قائمة المشاريع الممولة من طرف «أنساج»، من إعادة إدراجهم ضمن المؤسسات التي غيرت طبيعة النشاط و إبقائهم تحت مظلة الوكالة.و حضرت الندوة مستفيدة من قرض في إطار وكالة «أونساج»، قامت بإنشاء مؤسسة لصناعة صابون خاص بغسل الأيدي، بالنسبة لعمال قطاعات الميكانيك و دهن العمارات و غيرها، حيث اشتكت من عدم اقتناء منتوجها من طرف الشركات العمومية و عدم تشجيعهم للشباب المستثمرين المحليين، كما ذكرت العراقيل الإدارية التي واجهتها عند بداية مشروعها، في حين أكد مدير الوكالة في رده على أسئلة الصحفيين، بأن «أونساج» لا يمكنها التكفل بتسويق منتجات المستثمرين المستفيدين من القروض، حيث تتوقف مهمة المرافقة بالنسبة إليها، على ضمان التكوين المجاني لهم في جميع المجالات الضرورية لإنجاح أفكارهم، على غرار التسيير و التسويق، رغم أنه أشار إلى أن الوكالة توصي أحيانا بدعم مجموعات من المستفيدين لدى بعض المؤسسات.و أضاف المسؤول بأن تكوين أصحاب القروض يكلف 4 آلاف دينار للشخص الواحد، حيث قدر عدد المستفيدين من التكوين منذ بداية 2016 ب 381، ما يعني أن تكلفة التكوين قد بلغت أكثر من 152 مليون سنتيم، في حين مُوّل 360 مشروعا منذ بداية 2016 بقروض وصلت قيمتها إلى أزيد من 43 مليار سنتيم، و يرتقب أن يصل عدد المشاريع إلى 600 مع نهاية السنة الجارية، في وقت استفادت فيه 81 امرأة من التكوين المندرج في إطار برنامج المكتب الدولي للعمل، الذي يهدف إلى تطوير قدراتها في مجال المقاولاتية، و هو مدعم من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر.و أفاد المسؤول أيضا بأن القرارات الجديدة تنص على التوقف عن منح القروض لغير الحاملين لشهادات جامعية أو من مراكز التكوين المهني، فبعض المستفيدين السابقين، حصلوا، حسبه، على شهادات ممارسة في مجالات حرفية و تحصلوا على القروض، دون أن تكون لهم أية علاقة أو خبرة فيها، فيما سجلت الوكالة العديد من حالات الاحتيال، على غرار قيام أشخاص بكراء نفس المحلات لعدد من المستفيدين، حيث استدعى الأمر تعقيد الإجراءات الإدارية و اشتراط عدد كبير من الوثائق و وضع آليات للرقابة من أجل الحد منها، فيما ارتفع مستوى تمويل المشاريع على حسب المستوى التعليمي، إلى 59 بالمائة.