أكثر من 500 روضة تحت المجهر وأخرى غير معتمدة تغلق أبوابها والدة محمد : الإهمال أودى بحياة إبني فتحت وفاة الطفل زمري محمد في خزان مائي بروضة أطفال بوهران، الباب واسعا أمام إعادة النظر في مراقبة مدى احترام هذه المؤسسات للشروط القانونية و الاجتماعية، حيث ينتظر حسب مصادر مؤكدة القيام بحملة تفتيشية عبر ما يفوق 500 روضة معتمدة، في الوقت الذي أغلقت فيه عشرات الرياض غير المعتمدة. وعلمت النصر أيضا من مصادر مقربة أن والي وهران يكون قد أمر بغلق وتعليق نشاط الروضة التي غرق فيها الطفل محمد، علما و وفق ذات المصادر فإن والد الضحية رفض متابعة الروضة قضائيا، وأن مدير النشاط الاجتماعي ورئيس لجنة النشاط الاجتماعي بالمجلس الولائي ومنتخبون تنقلوا مساء الخميس المنصرم لمنزل الضحية وقدموا واجب العزاء. وقد وري بعد عصر الخميس المنصرم جثمان الطفل زمري محمد الثرى بمقبرة العين البيضاء بوهران، وقد حضر التشييع جمع كبير من أقارب وسكان حي الضاية أين يوجد المسكن العائلي للضحية الذي مات غرقا في خزان مائي بروضة أطفال بحي مطلع الفجر وهذا ظهر الأربعاء الماضي. "وفاة إبني قضاء وقدر، ولكن لن أسامح مسؤولي الروضة بسبب الإهمال الذي أودى بحياة ولدي".. بهذه الكلمات استقبلتنا السيدة زمري والدة الطفل محمد عند دخولنا لبيت العزاء بعمارات كناب في حي الضاية بوهران، وجدنا الموكب الجنائزي قد أقلع نحو مقبرة العين البيضاء لدفن محمد من طرف والده الذي كان قد عاد لتوه من البقاع المقدسة ليرافق فلذة كبده لمثواه الأخير. وقالت السيدة زمري للنصر أنها ماكثة بالبيت ولم تكن ترغب في وضع ابنها في الروضة لولا اقتراح طبيب الأطفال الذي نصحها بذلك كون المرحوم محمد تأخر عنده النطق السليم وقد بلغ عامين و10 أشهر، بالإضافة لأنها كانت منشغلة في المنزل بتربية إبنها الصغير الذي يبلغ 7 أشهر، فوجدت السيدة زمري فكرة الطبيب مناسبة وحملت محمد قبل أيام فقط إلى روضة الأطفال بحي مطلع الفجر ليكون قريبا من المدرسة القرآنية التي يدرس فيها ابنها الأكبر يوسف الذي يبلغ أكثر من 3 سنوات. وتضيف المتحدثة ودموعها لم تتوقف، أنها يوم الأربعاء الماضي أوصلت فلذة كبدها محمد للروضة على الساعة التاسعة صباحا، لتعود مباشرة للبيت أين كانت تحضر الحلويات وكل ما يلزم لاستقبال زوجها الذي كان يؤدي مناسك الحج، ولم تستطع مرافقة ابنها الثاني على الساعة الواحدة زوالا إلى المدرسة القرآنية القريبة من الروضة، فكلفت خالها للقيام بذلك ولكن هذا الأخير الذي لم يكن يعلم أن محمد موجود في الروضة ذاتها، لاحظ تعزيزات أمنية وسيارة الحماية المدنية وأناس يتداولون خبر وفاة طفل غرقا في الروضة، ونقل الخال هذه الأخبار لأم محمد التي ردت عليه أن ابنها هناك، فركبا السيارة وتوجها نحو المكان، لم تتمالك السيدة زمري نفسها وهي تروي التفاصيل غداة وصولها "ذهبت للروضة على أساس جلب ابني ومعرفة ماذا يحدث، لكن رفض الجميع الإجابة على سؤالي عندما طلبت إخراج ولدي، الجميع كان يبكي ومذهولا حتى جلبه لي عون الحماية المدنية جثة هامدة" وتواصل أنها احتضنته مباشرة ولكن لم يكن مبللا مثلما أشارت "يبدو أن إبني غرق قبل ساعات من وصولي، ولم يخبرني أحد من مسؤولي الروضة"، بعدما تلقت خبر وفاة ابنها أغمي عليها داخل الروضة وقدمت لها الإسعافات الأولية من طرف رجال الحماية المدنية. في بيت العزاء، وجدنا سيدات يتداولن قصصا عن وضعية رياض الأطفال التي يبدو أن الإهمال فيها أصبح يهدد البراءة داخلها تقول إحدى المعزيات "أصبحنا نخاف على أبنائنا في المدرسة وفي الشارع وحتى في رياض الأطفال، هل تريدون أن نربطهم معنا في البيوت"، وتضيف أخرى " لم نفهم ماذا يحدث للبراءة، فحوادث الاختطاف تؤرقنا و سنضيف إليها حوادث الروضة"، كل السيدات تفاجأن لما حدث لأنه زرع الخوف في نفوسهن خشية أن يقع لأبنائهن في باقي الرياض. هوارية ب