صدمت الزيادات المفاجئة التي أقرتها مؤسسة تسيير رياض الأطفال “بريسكو” ب2000 دينار في الاشتراكات الشهرية الأولياء، خاصة أن الإعلان عنها تم دون أي مقدمات أو تنبيه لهؤلاء وليس من أجل تحسين الخدمات “ولم يُترك لنا الخيار للبحث عن البديل فهم يعلمون أن أبناءنا رهينة لديهم”. “7 آلاف دينار جزائري للشهر الواحد لحراسة ابنتي في روضة عمومية مقابل خدمات رديئة!”، هكذا علق أحد الأولياء في حديثه إلينا وهو يطلع على إعلان الزيادات التي أدرجتها مصالح الولاية، مؤخرا، فيما يخص المبلغ المستحق دفعه لمؤسسة تسيير رياض الأطفال “بريسكو” العمومية. يواصل والد سارة ذات الأربع سنوات وهو يقف في انتظار ابنته أمام مدخل الروضة التابعة لمؤسسة بريسكو بحي 1 ماي بالجزائر العاصمة، يقول: “أقطن في بلدية درارية وأعمل بوسط الجزائر وزوجتي كذلك، لهذا اخترت هذه الروضة، أما الآن بارتفاع الأسعار إلى 7000 د.ج أظن أنني سوف أستغني عن خدماتها وألجأ إلى روضة خاصة بالحي الذي أقطن فيه، خاصة أن فارق الأسعار بينهما لا يتجاوز ثلاث آلاف دينار مقابل خدمات أحسن بالتأكيد”. لا رحلات ولا أنشطة ثقافية ملامح المفاجأة ارتسمت أيضا على وجه سيدة التقيناها أمام الباب الخارجي للروضة، قالت إنها لا تصدق أن “البريسكو” جادة في التعليمة التي أصدرتها وتنص على ارتفاع السعر بنسبة 40 في المائة، وأن الأولياء مجبرون على دفع المبلغ الجديد ابتداء من الشهر القادم، وفي حال التخلف عن الدفع في الآجال المحددة، يدفع المتأخر ضريبة مقدرة ب350 دج. “ليتهم أخبرونا بأنهم سيستحدثون خدمات جديدة وأنشطة ترفيهية مفيدة أو مثلا وجبات غذائية كاملة، حينها كانوا سيجعلوننا نشعر بالرضا حتى ولو رفعوا الأسعار”، تضيف المتحدثة.
ويعلق ولي طفل آخر ممن تحدثت “الخبر” إليهم قائلا: “ليس مضمون التعليمة الذي فاجأنا، بل الظرف القياسي الذي تم إعلامنا فيه، كان من المفترض أن ينتظروا حتى انطلاق الموسم الجديد لإدراج هذه الزيادات”. وتابع: “قراراتهم الارتجالية دليل على أن الزيادات غير مدروسة بتمعن، بل هي تنفيذ لسياسة الهروب إلى الأمام التي تنتهجها الحكومة”. وواصل محدثنا “لا رحلات ولا أنشطة ثقافية.. هم يحرسون أبناءنا فقط، فلماذا كل هذه الزيادات؟”. اللحم خارج قائمة الطعام أما بالنسبة للوجبات الغذائية التي تقدم للأطفال يوميا، فتقول سيدة التقينا بها في روضة “المروج” ببلدية باب الزوار رفقة اثنين من أبنائها إنهما لم يتذوقا طعم اللحم أبدا داخل الروضة. وتضيف بلهجة قوية “حتى اللمجة أقتنيها بنفسي، ناهيك عن المناديل والمستلزمات الأخرى الضرورية..”. تتوقف السيدة ثم تتابع متسائلة: “لماذا إذن الرفع من الأسعار بألفي دينار، هل بهدف تحسين الخدمات أم الغرض منه استنزاف جيوب الأولياء؟”. أولياء رهائن يعتقد أغلب الأولياء ممن تحدثنا معهم بأن القائمين على رياض الأطفال على يقين بأن أغلبهم أسرى لديها، خاصة أن عملية التسجيل في إحدى رياض “بريسكو” ليست شيئا هينا، بحكم أن عدد المقاعد قليل جدا مقارنة بالطلب عليها، ولهذا من لا يستطع دفع المبلغ الجديد سيترك مقعد ابنه لطفل آخر يدفع والداه 7 آلاف دينار جزائري، مثلما هو الحال بالنسبة لأحد الأولياء الذي التقيناه بروضة المروج بحي باب الزوار، إذ كشف لنا أن “طفله صاحب ثلاث سنوات يعاني من عقدة نفسية ولايزال يتابع عند مختص نفسي لحل عقدته”، والسبب حسب ما صرح به الوالد يكمن في أن الطفل تعرض لضرب مبرح من طرف مربيته في روضة خاصة “لهذا قررت توقيفه وحولته إلى بريسكو التي أظنها أرحم”. أما فيما يخص السعر الجديد، فقال محدثنا إنه سيدفع الثمن وإلا سيجد نفسه مضطرا لدفع غرامة مالية.