إبرام اتفاق من أجل تحويل جزئي للديون الجزائرية لدى إسبانيا إلى استثمارات فلاحية يشرع كاتب الدولة الاسباني المكلف بالشؤون الخارجية ايغناثيو ايبانيز اليوم الاثنين في زيارة عمل إلى الجزائر بدعوة من وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، تدوم يومين، حسبما أفاد به أمس الأحد بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وتندرج هذه الزيارة «في إطار المشاورات السياسية المنتظمة بين البلدين.كما تأتي عقب زيارة العمل التي أجراها مساهل إلى اسبانيا في أفريل 2015» حسب ذات البيان.وفضلا عن مواصلة وتعميق الحوار السياسي بين الجزائرواسبانيا سيسمح هذا اللقاء بإجراء تقييم شامل لكافة العلاقات الثنائية لاسيما في سياق الاجتماع الجزائري-الاسباني السادس رفيع المستوى الذي عقد بتاريخ 21 جويلية 2016 بمدريد تطبيقا لمعاهدة الصداقة و حسن الجوار والتعاون التي وقعت بين البلدين يوم 8 أكتوبر 2002 بمدريد» حسبما أشار إليه البيان.وسيسمح كذلك «بتبادل وجهات النظر حول المسائل الإقليمية و الدولية التي تهم البلدين لاسيما الوضع في ليبيا و مالي و مسألة الصحراء الغربية والوضع في الشرق الأوسط و مكافحة الإرهاب و مسألة الهجرة» يضيف البيان. و في إطار لتعاون القائم بينهما ، وقعت الجزائرواسبانيا أمس بالعاصمة اتفاقية تقضي بتحويل جزء من الديون الجزائرية المستحقة لدى الطرف الاسباني إلى استثمارات فلاحية في مجال زراعة الزيتون.ووقع على الاتفاق كل من الرئيس المدير العام للمؤسسة العمومية لتطوير وتثمين الفلاحة «اغرال» التابعة لشركة مساهمات الدولة للتطوير الفلاحي بن شيخ بلقاسمي وكذا ممثل الشركة الاسبانية لهندسة المشاريع «ليك» فرانسيسكو خافيير بوزو فيرنانديز-فريري وذلك بحضور وزير المالية حاجي بابا عمي ووزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد عبد السلام شلغوم وسفير اسبانيابالجزائر اليخاندرو بولانكو. وتقضي الاتفاقية بتحويل ديون الجزائر والمقدرة ب7 ملايين يورو إلى استثمارات اسبانية تهدف إلى تكثيف إنتاج الزيتون من خلال مستثمرة فلاحية مساحتها 150 هكتار في مسيف (ولاية المسيلة)، حسبما صرح به للصحافة السيد بلقاسمي على هامش مراسم التوقيع. وتسمح تقنية الزارعة المكثفة بغرس عدد هام يصل إلى 1.500 شجيرة زيتون في الهكتار الواحد بدل 400 شجيرة حاليا حسب نفس المسؤول. ومن خلال هذه الشراكة، سيتكفل الطرف الاسباني بضمان المساعدة التقنية اللازمة لتجسيد المشروع. من جهته، أكد السيد بابا عمي أن هذه الاتفاقية تندرج في إطار تجسيد الأهداف القطاعية للنموذج الجديد للنمو الاقتصادي. وسيسمح هذا المشروع برفع حجم الإنتاج الوطني للزيتون وبتعميم التقنيات الجديدة في هذا المجال في الجزائر، حسب الوزير. وتبلغ القيمة الإجمالية للديون الجزائرية المستحقة لدى اسبانيا حوالي 30 مليون يورو ، حول جزء منها إلى استثمارات لمرافقة تطوير وعصرنة النظام المصرفي الجزائري.من جهته، أكد السيد شلغوم على أهمية نقل الخبرات والتكنولوجيا لتطوير زراعة الزيتون مؤكدا أن اسبانيا تحظى بخبرة كبيرة وإمكانيات كبيرة في هذا المجال من شانها مرافقة تطوير الشعبة في الجزائر. أما السفير الاسباني فأعرب على استعداد بلاده التي تعتبر المنتج الأول عالميا لزيت الزيتون، للمساعدة على تطوير هذا النشاط الفلاحي في الجزائر لاسيما في مجالات التحويل والتوزيع