جريح في مواجهات بين باعة الشيفون و سكان عمارات بسوق اسمارة أصيب شاب من سكان حي 1065 مسكن بمدينة عين السمارة صباح أمس بجروح خطيرة في عملية اشتباك بين باعة الملابس المستعملة "الشيفون" و بعض سكان الحي الذين رفضوا إقامة السوق الأسبوعي داخل حيهم للأسبوع الثاني على التوالي. فقد بدأت الاستعدادات لفرض الأمر الواقع قبل الموعد بيوم من الطرفين حيث بادر بعض الباعة بنصب عرائشهم مساء يوم الأحد متوعدين بالمبيت بها استعدادا لتأهب البلدية للقيام بعملية تحويل مكان السوق نحو منطقة النشاطات، بينما تواجدت تعزيزات أمنية استثنائية بمحيط السوق تحسبا لحدوث إنزلاقات. صباح أمس الاثنين منع سكان العمارات المحاذية للسوق الباعة من عرض سلعهم مثلما فعلوا قبل أسبوع عندما أضرموا النار في العجلات المطاطية و طالبوا ببقاء الباعة بعيدا عن بيوتهم، بينما واصل بقية الباعة نشاطهم المعتاد في مكانهم المألوف. منطقة بيع "الشيفون" بقيت لوحدها مثيرة للإنتباه و الفضول و التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الباعة و السكان، خاصة بعد مناوشات طفيفة صباح أمس باكرا استعمل فيها المتنازعان بالسلاح الأبيض و القضبان الحديدية و العصي حسب شهادات عدد من السكان. السكان منعوا بالقوة عرض باعة الملابس المستعملة لسلعتهم في المربعات وسط العمارات، قائلين أنهم لم يعودوا يطيقون تواصل نشاط السوق الأسبوعي في مداخل العمارات و تحت شرفات شققهم السكنية، و قال السكان أنهم يريدون حماية حرمة مساكنهم بعد انتشار مظاهر مخلة بالحياء في مكان تجارة الشيفون و قد تعرضت نسوة من قاطنات الحي لتحرشات و اعتداءات مرتادي السوق من الزبائن أو بعض الباعة. وفي حوالي الساعة التاسعة من صباح أمس هدأت التشنجات قليلا و عقد عناصر الجهتين حوارات مفتوحة متحلقين جماعات صغيرة في المكان المتنازع عليه وكل طرف يريد تبرير سلوكه و حشد التأييد لموقفه، و قال السكان أنهم سئموا تواصل انعقاد السوق الأسبوعي لتجارة الملابس الرثة في مداخل العمارات، بينما قال الباعة أنهم لا يريدون الإضرار بالسكان و لا إزعاج راحتهم و أنهم مستعدون لترضيتهم و تلبية مطالبهم فيما يتعلق بترك مسالك للعبور وسط المكان و تحديد مربعات و مناطق لعرض السلع و تقليص الضجيج فجرا من خلال الصياح و رمي السلع و الأوتاد الحديدية الخاصة ببناء العرائش. والأهم من ذلك وعدوا السكان بالتزامهم بمحاربة كافة المظاهر اللاأخلاقية المسيئة للسكان، و قال شاب ملتح يضع قبعة رياضية أنه يعد السكان بطرد كل بائع تبدر منه سلوكات لا أخلاقية داخل السوق و تجاه السكان ، الذين أجمعوا على تقديم إتاوات أسبوعية نظير رسوم المكس التي كانوا يقدمونها لمستأجر السوق من بلدية عين السمارة لفائدة السكان. العرض المالي هدأ كثيرا من التوتر في المكان وبدأت عملية تفاوض حقيقية بين التجار و بعض السكان وعد فيها أحد ممثلي هؤلاء بالتوصل إلى إقناع البقية من جيرانه بتنظيم جديد لسوق الشيفون و بتقديم مبالغ مالية قيمتها 200 دج عن كل تاجر كل أسبوع لشبان الحي مقابل قيامهم بحراسة المكان و منع تسلل الغرباء و حفظ النظام و الهدوء و محاربة الظواهر المشينة، و قال الباعة أنهم لن يدفعوا لمكاس سوق عين السمارة شيئا بعد تخليه عنهم و تركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم في وجه السكان الغاضبين.بينما كان عدد من السكان يؤكدون استحالة عودة نشاط باعة الشيفون داخل الحي السكني المتألف من عشرات العمارات المتداخلة فيما بينها قدم البعض الآخر ضمانات للتجار بمواصلة النشاط دون تجاوزات و قد سارع عدد من الباعة إلى عرض سلعتهم مع منتصف النهار لتسود عملية توازن حرج بين طرفين اتفقا على العمل بعيدا عن كل أشكال السلطات المحلية. رئيس بلدية عين السمارة قال أن عملية تحويل السوق إلى منطقة النشاطات و إبعاده عن عمارات حي 1065 سكن و محطة الحافلات لم تسقط من جدول أعمال البلدية نهائيا و أنه سيعقد لقاء لذلك الغرض تحت إشراف رئيس الدائرة، معتبرا أن المحاولة التي كانت مبرمجة لتنفيذعملية تحويل السوق أمس واجهتها عدة عراقيل.