قلة النظافة والخوف من العدوى أهم ما ينفّر الجزائريين من التبرع بالدم أرجع الأمين العام للفيدرالية الوطنية للتبرع بالدم سايح عبد المالك العزوف عن التبرع بالدم بكيفية طوعية من قبل عامة المواطنين، إلى ضعف الاستقبال على مستوى المراكز المختصة، وعدم ملاءمة مواقيت عملها، وكذا نقص النظافة على مستوى الكثير من قاعات نقل الدم بالمراكز الاستشفائية، نافيا صحة متاجرة العيادات الخاصة بالدم المحول إليها. واعترف مسؤول فيدرالية التبرع بالدم بعدم تفاعل المواطنين بالشكل الكافي مع حملات التبرع التي تطلقها الفيدرالية إلى جانب الوكالة الوطنية للتبرع بالدم، جراء أسباب، تأتي في مقدمتها خشية الإصابة بالعدوى ببعض الأمراض المتنقلة عن طريق الدم، على غرار السيدا والالتهاب الكبدي، موضحا أن سوء الاستقبال وعدم الاعتماد على أطباء أو ممرضين لديهم الخبرة في نقل الدم، وكذا قلة النظافة على مستوى القاعات المخصصة لنقل الدم، نفر المواطنين من التقدم طوعا للتبرع بالدم، موضحا أن الكثير منهم اشتكوا من غياب الأعوان المكلفين بمهمة التنظيف، وأعاب المصدر لدى استضافته في فوروم المجاهد بشدة على التوقيت الذي تعتمده مراكز نقل الدم بالمستشفيات التي توصد أبوابها على الساعة الرابعة مساء، وهو موعد خروج الموظفين من مقرات العمل فضلا عن عدم فتح أبوابها خلال أيام نهاية الأسبوع، عكس ما هو معمول به في البلدان الأوربية التي تنطلق بها حملات التبرع بعد ساعات الدوام. وأحصت السيدة ولد قابلية ليندا رئيسة الوكالة الوطنية للتبرع بالدم من جهتها، استقطاب 539 ألف متبرع سنة 2015، مقابل 283 ألف متبرع في السداسي الأول من السنة الجارية، بارتفاع نسبته 2 في المائة، وساهم أعوان الشرطة بالتبرع ب 15 ألف كيس من الدوم، مقابل 11 ألف كيس في السنة الحالية، موضحة أن التبرع الطوعي يشكل نسبة 70 بالمائة، في وقت تطمح الوكالة التي ترأسها، إلى جانب الفيدرالية لبلوغ نسبة 100 بالمائة، وأن 13 شخصا من مجموع 1000 شخص يتبرعون بدمهم في الجزائر، وهي معطيات جد إيجابية مقارنة ببلدان إفريقية، لكنها تبقى بعيدة عن البلدان الأوروبية التي يفوق فيها العدد عن 50 متبرعا من ضمن ألف شخص. ونفت المتحدثة وجود صلة مؤكدة ما بين حالات العدوى بفيروس السيدا وكذا الالتهاب الكبدي التي أصابت بعض المرضى مباشرة بعد حقنهم بالدم ببعض المراكز الاستشفائية مؤكدة أن التحقيقات التي أطلقتها الوكالة لم تثبت أن السبب يعود إلى حقنهم بدم ملوث، وكانت آخر الحالات الطفلة التي أصيب بفيروس السيدا بولاية سعيدة، وطمأنت السيدة ولد قابلية، بالحرص على تعقيم الأجهزة المستعملة في نقل الدم، وبعدم استعمال بعض أدوات الحقن لأكثر من مرة، إلى جانب الالتزام بتحليل الدم المتبرع به تنفيذا لتوصيات المنظمة العالمية للصحة، مؤكدة أنه بعد إجراء التحاليل تم اكتشاف إصابات قليلة بداء فقدان المناعة المكتسبة، والالتهاب الكبدي والزهري، وتم تحويل المصابين إلى مصالح معالجة الأمراض المعدية. وكذب المتدخلون صحة قضية متاجرة العيادات الطبية الخاصة بالدم الذي تتحصل عليه عن طريق المستشفيات، خلافا لما أثارته مصادر إعلامية، مبررين إدراج تكلفة الحقن بالدم ضمن الفاتورة الإجمالية للعلاج من قبل هذه العيادات، والتي يفسرها الكثير من المواطنين ببيع دم المتبرعين به، بأنها عبارة عن تكاليف خدمات نقل الدم وليس الدم بحد ذاته، واقترحوا إلغاء هذا الجزء من الفاتورة حتى لا يُساء تفسيره، مؤكدين أن المتاجرة بالدم تتطلب توفير عتاد طبي من بينها المبردات، فضلا عن استحالة حفظ هذه المادة لفترة طويلة، علما أن التبرع يتم عبر 215 مركزا ثابتا موجودا على مستوى المستشفيات، إلى جانب 49 سيارة متنقلة عبر الولايات في حين تتم نسبة 65 في المائة من عمليات النقل على مستوى المراكز الثابتة، مقابل نسبة 35 في المائة على مستوى المراكز المتنقلة، ويحق للمرأة حسب المختصين، التبرع ثلاثة مرات في العام بدمها، وأربع مرات بالنسبة للرجل، على أن يكون الفارق الزمني بين كل عملية ثمانية أسابيع. لطيفة/ب