سجلت الجزائر جمع أكثر من 400 ألف تبرع بالدم على مستوى الوطن سنة 2009 حسبما أعلنت عنه العاصمة الوكالة الوطنية للدم. وقال المدير العام للوكالة الوطنية للدم كمال كزال بأنه تم خلال السنة الماضية جمع 405 ألف تبرع للدم. أشار المدير العام للوكالة الوطنية للدم كمال كزال بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي وافق نهاية الشهر المنصرم الى أن معدل التبرعات بالدم تضاعف مرتين خلال العشر سنوات الأخيرة إذ لم يكن يتعدى 200 000 تبرع سنة 2000 ليصل الى أكثر من 300 ألف تبرع خلال سنة .2008 وأضاف أنه تم خلال شهر رمضان لسنة 2009 جمع 36 895 تبرع على مستوى الهياكل والمركبات المتنقلة، مشيرا الى أن هذه الأخيرة جمعت لوحدها 18 000 تبرع. وأكد كزال أن كل التبرعات بالدم التي تجمع على مستوى هياكل حقن الدم وعلى مستوى المركبات المتنقلة تخضع للمراقبة والتحاليل البيولوجية من اجل الكشف عن الأمراض المتنقلة عن طريق الدم كالسيدا والتهاب الكبد والسيفليس. ومن اجل ضمان الاستعمال الأمثل للدم -حسب المدير العام للوكالة- فانه يتم فصل مشتقاته (الكريات الحمراء البلازما والصفائح الدموية) إذ بلغت نسبة فصل الدم الى مكوناته المختلفة على المستوى الوطني 90 بالمائة من الدم المجموع. نقص الإمكانات حال دون تكثيف الحملات ولإنجاح عملية التبرعات بالدم التي تقوم بها الفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم بين الحين والآخر، عملت هذه الأخيرة على استقدام 13 مركبة متنقلة لجمع الدم، حسب ما صرح به رئيسها غربي قدور. موضحا أن هذه المركبات المجهزة بكافة الوسائل اللازمة للسير الحسن للعملية قد تم توزيعها عبر المدن الكبرى، وفي الساحات العمومية إلا أنها تلقى بعض الصعوبات الإدارية في الحصول على التسريح اللازم لدى توجهها إلى بعض المؤسسات من أجل التبرع، حيث يضطر العمال بسبب التأخر الذي تسجله في الوصول إلى العودة إلى أماكن عملهم الأمر الذي يجعل عدد المتبرعين يقل كثيرا، مرجعا سبب تراجع نشاط الفيدرالية مقارنة بالسنوات الماضية والتي كانت تتحصل فيها على إعانة مادية لا بأس بها تسمح لها بتنظيم عدة نشاطات تصب في هذا السياق ، في حين تعرف هذه الأخيرة ضائقة مالية حدت من نشاطاتها وحملاتها التحسيسية حيث لا تكفي الميزانية الضئيلة التي تقدم لها من طرف وزارة الصحة لتغطية جزء من احتياجاتها كما أنها تلجأ من أجل صنع المطويات والملصقات الجدارية إلى تبرعات الأعضاء الذين يسعون إلى أداء العمل الإنساني الذي يقومون به على أكمل وجه. تجديد الدعوة لترسيخ ثقافة التبرع بالدم وبالرغم من أن نسبة التبرعات بالدم -قال رئيس الاتحادية - قد سجلت قفزة ملحوظة إلا أن ذلك لا يمنع من تكثيف الجهود من أجل جلب أكبر عدد ممكن من المتبرعين، وفي هذا الصدد دعا محدثنا المواطنين إلى عدم التخوف من هذه العملية التي يتم توفير الوسائل اللازمة لها من حقن التي تعتبر أحادية معقمة ويتم التخلص منها عن طريق الحرق، بالإضافة على فوائد التبرع التي تنجم عنها والمتمثلة، إضافة إلى الأجر الكبير الذي يجده عند الله، في التحليل المجاني للدم حيث في حالة المرض يتم استدعاؤه لإعلامه بالمرض الذي يعاني منه قبل أن تظهر عليه أعراضه، والزيادة في نشاط الدورة الدموية، كما يحظى بالأولوية في الحصول على الدم في حال حاجته له، مطالبا مراكز حقن الدم بتحسين استقبالهم للمتطوعين الذين يقومون بعمل نبيل وتشجيعا لهم على الاستمرار في هذا المجال، بالإضافة إلى تقديم وجبات غذائية غنية كقطعة لحم وغيرها خاصة أن أكثر الفئات المتبرعة من الطبقة البسيطة التي لا تستهلك هذا الغذاء سوى مرة واحدة في السنة، وهذا من أجل الحصول على النتائج المرجوة بهدف تحسيس وتشجيع المواطنين على التبرع بالدم لإنقاذ حياة المرضى والذي يعتبر عملا إنسانيا تطوعيا يحمل معنى تضامنيا يجسد روح التعاون. فيما شدد على ضرورة تجنيد مختلف الوسائل والإمكانيات لإنجاح هذه العملية بصفة خاصة وترسيخ عملية التبرع بالدم لدى المواطنين بصفة عامة وذلك من خلال البرامج عبر وسائل الإعلام والدروس في المساجد المدارس، حيث تلعب هذه المرافق دورا كبيرا في التواصل مع المواطنين وتحسيس المجتمع المدني بأهمية التبرع بالدم والذي من شأنه منح الحياة للمرضى وعدم جعل هذا الأخير مرتبطا بالأهل والأقارب من أجل الحصول على الدم. أزيد من 80 ألف متبرع بالدم منتظم في الجزائر أعلنت الفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم أن الجزائر تحصي حاليا أزيد من 80 ألف متبرع منتظم مقابل 60 ألف متبرع سنة 2008. وصرح الأمين العام للفيدرالية قدور غربي أن عدد المتبرعين المنتظمين ارتفع بحوالي 10 آلاف متبرع في أقل من سنة. وحسب المعطيات التي قدمها الأمين العام للفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم، سجلت الفيدرالية 367 887 تبرع خلال .2007 وأشار غربي إلى أن الفيدرالية تسعى إلى تحسين نسبة التبرع المنتظم الذي يبقى قليلا مقارنة بالتبرع بالدم لفائدة الأقارب. وأضاف في هذا الصدد أنه من الضروري ضمان زيادة سنوية بنسبة 10 بالمائة على الأقل بالنسبة لجمع التبرعات قصد الاستجابة لاحتياجات الهياكل الطبية. التبرع بالدم.. عملية آمنة للمتبرع والمريض المستفيد يعتبر الدم شريان الحياة الذي تقوم عليه معظم وظائف الجسم، فأي خلل في كمية الدم أو تغيير في مكوناته يؤثر بطريقة شديدة على حياة الإنسان. وتزداد الحاجة إلى توفير كميات إضافية من الدم بمختلف فصائله في مواسم معينة من السنة كموسم الصيف والإجازات، الذي تكثر فيه نسبة الإصابة بالحوادث التي تحتاج لكميات كبيرة من الدم لإنقاذ ضحاياها، وتظل الحاجة ماسة وضرورية لتوفير كميات كافية من الدم على مدار العام لاستخدامها في الظروف الطبية المتعددة مثل: الحوادث (أيضا) العمليات المرضى الذين يعانون من أحد الأمراض الوراثية مثل أنيميا البحر الأبيض المتوسط ''لثلاسيميا''، الأنيميا المنجلية مرضى سيولة الدم المرضى الذين يعانون من مختلف أنواع الأورام، خاصة سرطان الدم. ولتغطية احتياجات هؤلاء المرضى، فإننا نحتاج إلى متبرعين ''متطوعين'' لتوفير الدم الآمن في الوقت المناسب حتى نستطيع إنقاذ حياة من هم بحاجة إلى نقل الدم. وتؤكد إحصاءات منظمة الصحة العالمية على ضرورة أن يقوم على الأقل 5 في المائة من عدد السكان بأي دولة بالتبرع بالدم باستمرار حتى نضمن توفير الدم للمرضى المحتاجين. وتشير الإحصاءات المحلية في المملكة إلى أن نسبة المتبرعين المتطوعين بالدم تتراوح بين 30 و40 في المائة، أما التبرع من الأقرباء والأصدقاء فيغطي نحو 60 في المائة من مجموع الاحتياجات، وأن عدد الوحدات المتبرع بها في المملكة تصل إلى نحو 40000 وحدة سنويا.