الجزائر ستكون قبلة للمستثمرين الأفارقة في ديسمبر المقبل كشف وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أمس الاثنين، بأن الجزائر بصدد بحث إمكانية الانخراط في تجمعات اقتصادية في إفريقيا على غرار «الكوميسا»، وقال بأن المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال، الذي ستحتضنه الجزائر شهر ديسمبر المقبل، سيكون «اقتصاديا» يترجم أولوية الدبلوماسية الاقتصادية، وتوقع حضور ما يقارب ألفي مشارك بينهم كبريات الشركات الإفريقية توقع وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، حضور قرابة ألفي مشارك في المنتدى الإفريقي للاستثمار والشراكة، الذي تحتضنه الجزائر في الفترة بين 3 إلى 5 ديسمبر المقبل، وقال لعمامرة خلال ندوة صحفية نشطها أمس رفقة رئيس منتدى رؤساء المؤسسات و ممثلة وزارة الصناعة، أن الجزائر وجهت أكثر من 1600 دعوة، لبحث الاندماج الاقتصادي بين دول القارة، مشيرا إلى أن الجزائر ترغب تجاوز مرحلة المبادلات التجارية والوصول إلى صيغة جديدة من الشراكة الاقتصادية.ونفى لعمامرة وجود أي خلفيات سياسية وراء عقد المنتدى، وقال بأن اللقاء سيأخذ طابعا اقتصاديا، وسيكون بمثابة محطة للأولوية التي تمنحها الدولة للدبلوماسية الاقتصادية، موضحا بأن الندوة لا تهدف لإقامة علاقات ثنائية مع دول افريقية، بل إنشاء شبكة للتعاون الاقتصادي بين دول القارة، وتمكين الجميع من استغلال الوضع للخروج بإستراتيجية جديدة للتعاون الاقتصادي بين دول القارة، موضحا بأن الندوة ستركز أساسا على قطاعات الطاقة والصناعة والمناجم والتكنولوجيات الحديثة والفلاحة والأشغال العمومية والنقل والاتصال.واعتبر لعمامرة، بأن الجزائر ترغب في قيادة قاطرة الإقلاع الاقتصادي في القارة الإفريقية وقال «الجزائر دولة كبيرة جغرافيا وهي أكبر دولة في إفريقيا والعالم العربي ومن الطبيعي أن تكون لها طموحات كبيرة في مستوى موقعها»، موضحا بأن الجزائر تتطلع لأن تصبح فاعلا اقتصاديا في القارة ولاعبا رئيسيا في رسم التحولات الاقتصادية التي تشهدها إفريقيا والعالم. واعتبر الوزير، أن تأخير إستراتيجية الانفتاح على إفريقيا بحجة الأزمة الاقتصادية «سيحرم الجزائر من فرص استثمارية هامة»، واعتبر أن تواجد كبرى الشركات الأجنبية في القارة دليل كافٍ على المؤهلات التي تمتلكها إفريقيا لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، واعتبر أن بعض المشاكل الأمنية التي تعيشها القارة لا يمكن أن تكون عائقا أمام التطور الاقتصادي، موضحا أن الأولوية حاليا هي الاستثمار في الجزائر، قبل التفكير لاحقا في توسع الشركات الجزائرية وإقامة مشاريع لها في إفريقيا. الجزائر تبحث الانضمام إلى «الكوميسا» وأكد رمطان لعمامرة، حصول الجزائر على قرض من البنك الإفريقي للتنمية، وقال أن «الجزائر من أهم المساهمين في البنك الإفريقي»، واعتبر أنه من «الطبيعي والعادي أن تستفيد الجزائر من تمويلات الصندوق لتمويل مشاريع جديدة». ورفض لعمامرة تسمية هذه الخطوة ب «الاستدانة الخارجية» مؤكدا أن «الجزائر يمكنها أيضا اللجوء إلى البنك الإسلامي لأنها من المساهمين في هذه الهيئات». وكشف لعمامرة عن رغبة الجزائر في الانضمام إلى السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا «كوميسا»، هي منطقة تجارة تفضيلية تمتد من ليبيا إلى زيمبابوي، وتضم في عضويتها تسع عشرة دولة افريقية.من جانبه قال رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، أن المنتدى سيركز على خمسة محاور أساسية، ويتعلق الأمر بالزراعة والأمن الغذائي، والطاقة من خلال بحث سبل تحقيق الانتقال الطاقوي في إفريقيا، والاقتصاد الرقمي، والمؤهلات البشرية والكفاءات، إضافة إلى المنشآت القاعدية، مؤكدا بان الجزائر قادرة على التحول إلى قطب رئيسي للتعاون الاقتصادي والاندماج الاقتصادي الإفريقي.واقترح رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، اتخاذ تدابير لرفع العراقيل التي تعيق التعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية، من خلال دعم تموقع البنوك الجزائرية في إفريقيا، وإنشاء مناطق للتبادل الحر في محيط ميناء شرشال الجديد، وكذا بولاية تمنراست، وخلق ممرات أمنة لنقل المنتوج، وتطوير مشاريع على الحدود الجنوبية.