الكل أجمع على أن تعثر الخضر في اللقاء الأول لحساب تصفيات مونديال روسيا 2018 أمام الكاميرون، سببه الضعف الفادح لدفاع منتخبنا الوطني، حيث وجد مهاجمو الأسود غير المروضة أنفسهم أمام شوارع مفتوحة على مستوى الرواق الأيسر أي المنطقة التي يتولى الدفاع عنها الظهير الأيسر الذي اختاره الناخب الوطني المغضوب عليه من قبل نجوم «الليغا» و «البريميرليغ» و «الكالتشيو» و «البوندسليغا» ... راييفاتس، و نعني به المدافع الشاب زفان، الذي كان خارج الإطار ، إلا أن لا شيء تغير مع الناخب الوطني الجديد- القديم ليكنس، حيث ظلت نفس الشوارع مفتوحة، و تكرر نفس السيناريو مع النجم النيجيري موزيس بتواجد مدافع المنتوج المحلي زيتي، و الذي بدا تائها و بدت عليه نفس الملامح التي جعلت زفان محل انتقاد أهل الاختصاص و حتى عامة الناس من عشاق الخضر، إلى درجة أن موزيس تحول من الجهة اليسرى التي كان يؤمنها فوزي غلام رغم معاناته من آلام شديدة على مستوى الأربطة المقربة، لينتقل إلى الجهة اليمنى، بعدما تأكد من أن المهمة ستكون أسهل في تواجد زيتي، و الذي تأخر ليكنس في استبداله، حيث بدا البديل فغولي أكثر فعالية وروحا قتالية منه. الحديث عن ضعف دفاع الخضر، جسده الخيار الخاطئ للناخب الوطني، بإقحامه لبلقروي في محور الدفاع إلى جانب ماندي، تاركا كادامورو على مقعد الاحتياط إلى جانب قديورة الذي كان بإمكانه أن يقدم مردودا أحسن من مردود القائد مجاني، حيث كان بلقروي الذي يمكن عده على المنتوج المحلي ولو أنه احترف في البطولة التونسية، المتسبب في هزيمة أمس، بمنحه هدية لم يكن يتوقعها السم القاتل موزيس، والذي افتتح مجال التهديف ضد مجرى اللعب، أي في الوقت الذي كان فيه المنتخب الوطني مستحوذا على الكرة، وشكل ضغطا كبيرا على النسور، و لو أن قلب الأسد تايدر لم يحسن استغلال فرصتين سانحتين للتهديف، و كذا بن طالب في غياب كلي لقلب الهجوم الهداف سليماني، الذي لا بد أن يعود إلى الأرض، من خلال إجلاسه على كرسي البدلاء حتى يتأكد بأن التألق مع ليستر ليس معناه بالضرورة التألق مع الخضر، و مكانته كأساسي مهددة في أي وقت. مباراة الأمس أكدت بأن النجومية و التألق في البطولات الأوروبية من خلال الفنيات الفردية لا تصنع منتخبا قويا بالضرورة، كما أكدت في نفس الوقت بأن التأهل إلى نهائيات مونديال روسيا 2018 بتواجد بلقروي و زيتي يعد من المعجزات.