مسؤولة بالخارجية الأمريكية تبرز أهمية الشراكة الثنائية بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية    معرض السلامة والأمن والحرائق والطوارئ من 3 إلى 5 ديسمبر بالجزائر العاصمة    عرقاب يباشر مهامه كوزير دولة, وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة    لبنان يعتزم تقديم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد الاحتلال الصهيوني    سوناطراك وسونلغاز يشاركان في فعاليات أسبوع الهيدروجين الأوروبي ببروكسل    الجزائر تحتفل بالأسبوع العالمي للمقاولاتية: الارتكاز على المبادرات الشبانية لبناء اقتصاد مستدام    المرصد الصحراوي لمراقبة الثروات الطبيعية يدين قرار شركة "ريان إير" تسيير رحلات جوية إلى الداخلة المحتلة    هزة أرضية بقوة 3.0 بولاية جيجل    حوادث الطرقات: وفاة 36 شخصا وإصابة 1387 آخرين خلال أسبوع    هناك فرق بين انتفاخ غدة البروستات وبين سرطان البروستات    تسريع وتيرة المشاريع المهيكلة ومتابعة الورشات الكبرى    الجوية الجزائرية تطلق عرضا ترويجيا جديدا    بريد الجزائر يقدّم خدمة كراء صناديق بريدية خاصة    إعادة تنظيم المعاهد الوطنية لتكوين إطارات الشباب والرياضة    هذه تفاصيل خطة تعميم نظام "المعالجة الثلاثية" للمياه المستعملة    المنفي يشيد بنجاح انتخابات المجالس البلدية    شبان "الخضر" يتعادلون أمام مصر    المجمع التقني الوطني يومي 22 و23 نوفمبر بوهران    "الجمعاوة" في مواجهة صحوة "الأرسيكا"    قرية علمية ببحيرة "ضاية مرسلي"    قمّة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو تحت الضغط    غزة تئنّ تحت أطنان المتفجرات الصهيونية    تركيب 9 ملايين كاشف للغاز في بيوت الجزائريين    شروط "طبية" جديدة لإبرام عقود الزواج    "الساقية.. العظماء لا يموتون" على ركح "بشطارزي"    صدور دراسة أثرية حول مسجد "أبي الحسن التّنسِي"    دعوة لإنشاء لجنة متابعة وإعادة تهيئة    مقتل 150 من «الدعم السريع» غرب البلاد.. "فيتو" روسي يسقط مشروعا بمجلس الأمن لوقف حرب السودان    الاحتلال الإسرائيلي يمعن في عدوانه.. شهداء وجرحى ونسف متواصل للمباني في غزة    وجه رسالة قوية للاعبين قبل تصفيات المونديال.. خطط بيتكوفيتش تنجح مع الخضر ومحرز يعود الى مستواه    بطولة شمال إفريقيا : المنتخب الوطني (تحت 20 عاما) يفرض العادل على مصر    آليات الحفظ والتثمين : ملتقى وطني تكويني حول الممتلكات الثقافية العقارية    يوم 11 ديسمبر المقبل.. الملتقى الوطني الثالث حول " اللغة العربية والمقاومة الثقافية الهوية وبناء الوعي"    أيام قرطاج السينمائية بين 14 و21 ديسمبر المقبل : الفيلم الجزائري "فرانتز فانون" في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة    الأسبوع العالمي للمقاولاتية.. تبون: الجزائر تسعى لتصبح قطبا إفريقيا للتكنولوجيا والابتكار    الذكرى المزدوجة لاستشهاد ياسر عرفات والإعلان قيام دولة فلسطين.. دعوة لتوحيد الصف الفلسطيني وإشادة بمواقف الجزائر    أكثر من 180 عارضا منتظرون بقصر المعارض    حققنا الكثير تنموياً.. ونريد المزيد    متابعة كبيرة ل نزال الأجيال    ريان شرقي يطرق أبواب الخضر    الفاف تنعي الحكم زوبيري    من قال إنّ الجزائري لا يقرأ؟    الصالون أصبح موعدا مهمّاً وطنياً ودولياً    النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية بمناسبة افتتاح الأسبوع العالمي للمقاولاتية بالجزائر    افتتاح الطبعة الثامنة للصالون الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات بمشاركة حوالي 80 عارضا    الجزائر..وضع حد لنشاط ورشة سرية بالسحاولة تصنع وتقلد مكملات غذائية    كرة القدم/ كاس افريقيا للأمم للسيدات 2024 : اجراء القرعة يوم 22 نوفمبر    هدنة: تركيب 9 ملايين كاشف لأحادي أكسيد الكربون في بيوت الجزائريين وهدفنا بلوغ 22 مليون للتصدي للقاتل الصامت    وزير الصحة يشارك بالدوحة في أشغال القمة ال7 للمؤتمر العالمي للابتكار في الرعاية الصحية    التبليغ عن المواد الصيدلانية التي تشهد ندرة في السوق    المناعة الطبيعية أحسن دواء لنزلات البرد    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الصيدلي يلعب دورا محوريا في اليقظة الاستراتيجية للدواء    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تائبتان من جيجل ترويان قصة 20 سنة من حياة عنوانها الخوف و الدم
نشر في النصر يوم 10 - 12 - 2016

كشفت أطوار محاكمة تائبتين من ولاية جيجل عن مأساة عنوانها الزواج؛ بطلتاها فتاتان عاشتا ما يقارب العشرين سنة في التنقل من جبل إلى آخر ليس بحثا عن المتعة أو المغامرة إنما خضوعا لأوامر إرهابيين إرتبطتا بهم تباعا وأنجبتا أطفالا. يوميات لا تذكر منها التائبتان سوى رحلات التنقل الدائم وعدد مواليد جدد ارتبط اسم كل واحد منهم بحادثة معينة عنوانها الخوف والموت، قبل أن تقررا العودة إلى الحياة و إعلان القطيعة مع مرحلة جعلت منهن مجرد «زوجات إرهابيين» لا دور لهن سوى الطهي والإنجاب.
حيث سلطت ، أول أمس ، محكمة الجنايات بمجلس قضاء جيجل ، في حق الإرهابيتين التائبتين ( ب .ن) 46 سنة و (ل.ز) 38 سنة ، عقوبة 03 سنوات سجنا موقوفة النفاذ ، بعد متابعتهما بجناية الإنخراط في جماعة إرهابية مسلحة ، فيما التمس ممثل النيابة تسليط عقوبة السجن بخمس سنوات في حق كلا المتهمتين. وتعود وقائع القضية إلى يوم 18جويلية من العام الحالي ، عندما استلمت عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بجيجل من مصالح الوقاية وأمن الجيش للقطاع العسكري بجيجل تائبتين وأبنائهما التسعة القصر ، و اللتان سلمتا نفسيهما لعناصر الجيش الوطني الشعبي بتاريخ 30جوان من نفس العام ، في حدود الساعة العاشرة ليلا بمنطقة بوميدون ببلدية برج الظهر ، و حسب بيان الوقائع فقد التحقتا بمعاقل الجماعات الإرهابية الناشطة بجبل سدات خلال سنوات التسعينيات، بعد زواجهما بإرهابيين تم القضاء عليهما في فترات مختلفة، و بقيتا تعيشان معهما بالجبل مع علمهما بنشاطهما ، وبعد القضاء علىالزوجين ، أعادتا الزواج بإرهابيين آخرين ، (م.ع) المكنى أبو حازم وتم القضاء عليه أيضا ، و (ق.ي) المكنى «المثنى»، كاشفتان بأنهما لم تتلقيا أي تدريب عسكري على حمل و استعمال السلاح.
تزوجت بعقد عرفي وعاشت مع سبع عائلات بغابة تسدات
المتهمة (ب.ن) ولدى سماعها من طرف قاضي التحقيق اعترفت بالتهمة المنسوبة اليها المتمثلة في الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة و صرحت أنها التحقت بالجماعات الإرهابية سنة 1995 ، بعد التحاق شقيقها المدعو «عياش» بالجماعات الإرهابية بمنطقة «الزان» الذي عرض عليها فكرة الزواج بأحد الإرهابيين المقضي عليه فيما بعد ، و الذي كان ينشط برفقته ، وبعد وفاة شقيقها ، التحقت بالجبل و تزوجت بعقد عرفي مع الإرهابي ، والتحقت معه بالمعاقل الإرهابية، و استقرا بمنزل مهجور في منطقة لعجاردة ، وبعد مرور حوالى شهر تنقلت رفقته إلى غابة «سدات» ، أين وجدا هناك عدة إرهابيين رفقة عائلاتهم ، وقد أوضحت بأن عدد العائلات الإرهابية في أواخر سنة 1996 ، وصل إلى سبعة (07) عائلات، و أكدت المتهمة بأن مهامها كباقي النسوة، كانت تقتصر على رعاية شؤون عائلاتها ، دون المشاركة في أي عمل إرهابي مهما كان نوعه ، كاشفة بأنه كان يمنع على النسوة مغادرة مكان تمركزهن ، و بتاريخ 24 جانفي 1997 ، أنجبت إبنها المكنى حيدرة ، الذي لا يزال ينشط بكتيبة السدات ، ليتم ترحيل العائلات الإرهابية المقيمة بمعاقل السدات ، إلى معاقل العنصر، بسبب تمشيط قوات الجيش الشعبي للمنطقة ، أين استقرت رفقة بعض العائلات ، موضحة بأن مهمتها في المنطقة كانت ترتكز على الطهي و التكفل بشؤون عائلتها ، و بذات المعاقل في العنصر، أنجبت البنت رميسة و الابن إسحاق و الذي لايزال ينشط حاليا بكتيبة السدات ، و في بداية سنة 2002 ، عادت رفقة زوجها و أبنائها الثلاثة إلى معاقل السدات ، أين استقروا بالمنطقة لتنجب ابنها يوسف ، وبعد عملية اقتحام غاز الغولة تحركوا الى منطقة بوثابت في برج الطهر ، ومع مرور حوالي سنة غادرت رفقة عائلتها و بعض العائلات الإرهابية إلى مركز بمعاقل «أرجانة» ، و بعدما تم القضاء على زوجها الإرهابي سنة 2008 ، بمنطقة «اشماطو›› في تسبيلان بجيجل، رجعت إلى معاقل بوثابت ببرج الطهر بجيجل، موضحة بأنه في تلك الفترة اقترح عليها أمير المنطقة أنداك الإرهابي المقضى عليه «ع.م» المكنى «المريقلة» فكرة تسليم نفسها، لكنه اشترط عليها ترك ابنها المكنى حيدرة بذات المعاقل ، لكنها رفضت هذه الفكرة ، و قبلت فكرة الزواج بالإرهابي المقضى عليه( م.ع) ، أين تم عقد قرانهما عرفيا في شهر نوفمبر سنة 2010 ، و انجبت منه ابنتها المسماة شيماء ، بمعاقل بوثابت ببرج الطهر ، حيث مكثوا بذات المعاقل إلى غاية سنة2014 ، لتتم بعدها مداهمة مركز الأهالي شهر أفريل من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي ، لتنسحب رفقة جميع العائلات الإرهابية المتواجدة بمعاقل بوثابت إلى معاقل السدات بجيجل، و بتاريخ 20/09/2014 سقط زوجها الثاني في كمين لقوات الجيش الوطني الشعبي بمنطقة واد بويوسف بالسدات في الشقفة ، وبقيت في مركز العائلات رفقة أولادها، حيث أسند إلى إبنها ع «حيدرة « مهمة التكفل بشؤون الاسرة ، و في شهر نوفمبر 2014 تنقلت رفقة العائلات الإرهابية الأربعة إلى معاقل إرجانة ، وفي شهر ماي 2015 ، ذهبت رفقة أولادها وعائلتي إرهابيين ، إلى معاقل «بوميدون» في برج الطهر، لتغتنم الفرصة حسب أقوالها ، وتسلم نفسها رفقة الإرهابية التائبة (ل.ز) و أبنائهما ، بعد مشاهدتهم لقوات الأمن الوطني بنفس المنطقة.
من معاقل لمجاردة إلى قبضة «المثنى»
و بسماع المتهمة ( ل.ز) من طرف قاضي التحقيق، اعترفت بالتهمة المنسوبة إليها، و صرحت بأنها التحقت بالجماعات الإرهابية سنة 1996 ، بعد زواجها بابن عمها ، انتقلت معه إلى معاقل ‹›العجاردة›› بالشقفة و تحديدا بأحد المساكن المهجورة ، و بعد مرور حوالي 15 يوما تم القضاء على زوجها، لتنتقل رفقة عائلة إرهابي آخر إلى أعلى منطقة «سدات» بسبب اندلاع النيران بمنطقة «العجارادة «، لتتزوج بعدها بالإرهابي (ق.ي ) المكنى المثنى و الناشط بذات المعاقل ، حيث استقرت معه بمركز العائلات بذات المعاقل ، موضحة بأن مهام النسوة بالمركز ، مقتصرة على الاعتناء بأسرهن، و في بداية سنة 1998 ، تم ترحيل العائلات الإرهابية المقيمة بمعاقل السدات إلى معاقل العنصر بسبب تمشيط قوات الجيش الوطني الشعبي لمنطقة السدات ، و بعد مرور حوالي خمسة أشهر عادت رفقة عائلتها و باقي العائلات الإرهابية إلى معاقل السدات ، و في شهر اوت من نفس السنة انفجر لغم في زوجها الإرهابي (ق ي) المكنى المثنى أدى الى بتر مشط رجله اليسرى، حيث تم علاجة على مستوى عيادة الجماعات الإرهابية بسدات ، و بعد القبض على الإرهابي (ص.ع) المكنى أبو العباس تم تغيير المستقر إلى وسط غابة سدات ، و بعد نهاية عملية التمشيط غادروا باتجاه منطقة بوتابت رفقة بعض العائلات الإرهابية . و بعد مكوثهم ثماني سنوات بالمنطقة ، إلى غاية شهر أفريل سنة 2014 ، داهمت قوات الجيش الوطني الشعبي مركز المجموعة الإرهابية ، فانسحبوا إلى معاقل شبوطة بجبال السدات ، و في شهر نوفمبر من سنة 2014 ، تم التنقل رفقة باقي العائلات الإرهابية إلى معاقل أرجانة ، أين مكثوا مدة من الزمن، و في ماي من سنة 2015 ، انسحبت رفقة عائلتها و عائلة الإرهابية التائبة ، إلى معاقل بوميدون ببرج الطهر و التي مكثت بها إلى غاية تسليم نفسها رفقة أبنائها ، و التي أشارت في محضر بيان الوقائع بأنها انجبت ابنائها مريم و حفصة و عبد الحي و زكريا بالمعاقل الإرهابية في جبل السدات، أما ابنها خالد، أنجبته بمنطقة بوميدون بالعنصر، أما بخصوص تسليمها لنفسها لقوات الأمن ، فأوضحت بأن الفكرة راودتها منذ مدة طويلة إلا أن عائقها كان موقف زوجها الرافض لفكرة ترك السلاح و تسليم نفسه، إضافة الى خوفها من دخول السجن بعد ان تم تبليغها بصدور حكم قضائي ضدها ، و بعد متابعة المتهمتين بالوقائع و الدلائل ، واعترافهما طوال مراحل التحقيق الابتدائي و القضائي على ارتكابهما خلال سنوات 1995 ، 1996، و إلى غاية 18/07/2016 جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة الفعل المنصوص و المعاقب عليه قانونا، تم تسليط العقوبة السالفة الذكر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.