حالت قوات الأمن أمس دون حدوث مصادمات بين أنصار قيادة جبهة التحرير الوطني وخصومهم من الحركة التقويمية التي سعت لتنظيم احتجاج أمام مقر الحزب بحيدرة بأعالي العاصمة للتنديد بوضع الحزب العتيد. وقامت قوات الأمن بنصب حواجز على مستوى كل الشوارع والأزقة المؤدية إلى مقر الحزب، كما نصبت حاجزا بين الجناحين، غير أنه تم التبليغ عن حالات اعتداء على بعض المعارضين من قبل شباب انتدبوا من إحدى ولايات شرق الوطن حسب مصادر من الحركة التقويمية. كما تصدت مصالح الأمن لمحاولات عضو قيادة الحركة التقويمية الوزير السابق محمد صغير قارة بالتنقل إلى مقر الحزب لتلاوة بيان التقويميين ، بينما اكتفى صالح قوجيل وعبد الكريم عبادة ورشيد بوكرزازة بالتجمهر أمام حاجز نصبته قوات الأمن عند بريد حيدرة غير بعيد عن مقر الحزب. ووقف قطاع كبير من أنصار القيادة الحالية للحزب ومنهم قيادات محلية في ولايات البويرة و المدية في مقر الحزب ،كما استفيد أن عددا كبيرا من مناضلي الأفلان بالعاصمة أمضوا ليلتهم بمقر الأفلان تحسبا لاجتياحها من قبل الخصوم،كما قالت مصادر من الأفلان أنه تم تداول رسائل نصية عبر الهاتف النقال تدعو مناضلي الحزب للتجمهر في المقر المركزي من أجل إظهار المساندة لبلخادم. و اكتفى نشطاء الحركة التقويمية بقراءة البيان الذي حمل شعار "ارجعوا الحزب لمناضليه يحتضنه الشعب"، وتضمن أسباب تنظيم الوقفة الاحتجاجية و التي منها "استمرار قيادة الحزب في تغييب وإقصاء المناضلين وتهميشهم في عملية إعادة الهيكلة بالتحايل والنصب عليهم و تنصيب قيادات من خارج هياكل الجبهة وتمكين أصحاب المال من مفاصل وهياكل وهيئات الحزب". و رغم موقفها المتصلب جددت الحركة التقويمية دعوتها لقيادة الأفلان لفتح أبواب الحوار، و ضرورة إعادة هيكل الحزب بأساليب ديمقراطية وشفافة وتطهير اللجنة المركزية وإعادة انتخاب قيادة جديدة للحزب، بالإضافة إلى تنظيم ندوة وطنية تضع خارطة طريق للمراحل القادمة تمكن الحزب من مواجهة التحديات والرهانات المستقبلية وحذر التقويميون من مخاطر استمرار الوضع في الأفلان ،ورأوا أن التمادي في رعاية منظومة القيم الفاسدة يحمل في طياته بذور انهيار الحزب و الحصول على نتائج وخيمة وكارثية في الاستحقاقات المقبلة،و شددوا على أن بقاء الحزب على وضعه الحالي لن يؤهله إلى المساهمة الجادة والمنتظرة منه في الإصلاحات السياسية التي بادر رئيس الجمهورية. و أطلق محمد الصغير قارة في التجمع تصريحات نارية في حق عبد العزيز بلخادم متهما إياه بالخوف من مواجهة معارضيه. وردا على تحرك التقويميين اعتبر العياشي دعدوعة المكلف بالتنظيم في قيادة الأفلان أن التجمع لا حدث ولا جديد فيه، باعتبار أن الاتهامات قديمة ولوح دعدوعة بورقة لجنة الانضباط لمواجهة المحتجين وخصوصا إطارات اللجنة المركزية. و ذكر عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي وهو أحد المغضوب عليهم من الحركة التقويمية أن قيادة التقويميين "اتصلت به شخصيا وعرضت عليه التوسط لهم لدى بلخادم" مضيفا أنهم عرضوا على الكثير من القياديين صفقة توقفهم عن احتجاجاتهم ضد القيادة الحالية للحزب مقابل تقديم ضمانات ترشحهم خلال الانتخابات البرلمانية القادمة. ج ع ع