الثقة بالنفس ودعم الأولياء أساس النجاح في البكالوريا يدعو رابح لوصيف، أستاذ علم النفس بمعهد تكوين المعلمين وإطارات التربية بقسنطينة، ومعد ومنشط العديد من حصص الاستشارات والارشاد النفسي منذ التسعينات، عبر إذاعات "سيرتا أف أم"و"البهجة"و"لاغازال" الطلبة المنهمكين حاليا في التحضير المكثف لاجتياز شهادة البكالوريا الى التحلي بالثقة بالنفس من أجل التغلب على التوتر والخوف والاستيعاب الجيد للدروس، مقدما عبر "النصر" خلاصة خبرته الطويلة في مجال نصح وتوجيه هؤلاء الطلبة وأوليائهم... الأخصائي النفساني يشدد على ضرورة إلغاء الليالي البيضاء والسهر الطويل من يوميات أبنائنا لأنهما يؤديان إلى الارهاق الشديد ومن ثمة المرور بحالة انفعالية سلبية ينجم عنها التوتر وضعف الانتباه وعدم القدرة على التركيز في ما يراجعون من دروس... لهذا يدعوهم الى الالتزام بوتيرة النوم الطبيعية العادية على الأقل أوقات من حين لآخر لممارسة تمارين تنفسية هادئة وكذا القيام ببعض التمارين الرياضية المنشطة للجسم والعقل والذاكرة. وخلال هذه الفترة وإلى أن يفصلنا أسبوع واحد عن موعد الامتحان على الطلبة ألا يكتفوا بقراءة الدروس، ويهتموا أكثر بتلخيصها على شكل أفكار رئيسية وحل التمارين. ثم مقارنة اجاباتهم وحلولهم مع الاجابات النموذجية لترسخ أكثر في الذاكرة... كما أن المراجعة الجماعية جد هامة في هذه الفترة، لأنها تجعل الطلبة يربطون بين المعلومات التي يكتسبونها حول كل مادة وتفاصيل وأحداث مختلفة تقع داخل المجموعة... فيمكن مثلا ربط رنة هاتف أو إلقاء نكتة أو شرب كوب عصير بدرس معين وتذكره بسرعة أثناء الإجابة عن أسئلة الامتحان... كما أن المراجعة الجماعية تدعم ثقة كل فرد بنفسه وبقدراته وتخفف من مخاوفه وتوتره فيتم خلالها التحضير النفسي ضمنيا. وأشار النفساني الى ضرورة تبديد الارتباك والمخاوف المتعلقة بتحديد عتبة الدروس التي تدخل في البكالوريا واعتبرها نقطة ايجابية لفائدة الطلبة وليس العكس وبامكانهم الاستعانة بأساتذتهم بدل الاستسلام لما يقال ويشاع ويذاع والشعور بالاتوازن الذهني – على حد تعبيره – مؤكدا بأن حالة الارتباك التي قد يمر بها فلذات الاكباد تشوش أفكارهم ومعلوماتهم وتجعلهم يعتقدون بأنهم نسوا الدروس التي قضوا شهورا في مذاكرتها ومراجعتها، وهذه الحالة عادية يمكن أن تصادفهم وما إن يشاهدوا الأسئلة حتى يتذكروا الأجوبة. واستطرد محدثنا قائلا بأنه من الضروري إلغاء كلمات سلبية مثل الفشل والإحباط والخوف من قاموسنا وتعويضها بالمزيد من الثقة بالنفس والرغبة في الفوز والنجاح... والتمسك بوتيرة حياة عادية في البيت مع الأهل والأصدقاء والزملاء... وشدد على ضرورة تجنب المراجعة ومناقشة الدروس في اليوم السابق لموعد الامتحان واستغلاله في الراحة والتسلية والترفيه واستجماع القوى والاسترخاء وتنظيم المعلومات التي تستحضر في الذهن وليس في الكراريس... وفي صبيحة اليوم الأول من الامتحان يمكن للطلبة التحدث مع رفاقهم عن فيلم أو مقابلة رياضية لتفريغ الشحنات الانفعالية... وفي قاعة الامتحانات، لابد من أن يخصص الطالب دقيقة للتنفس الجيد قبل أن يقرأ كافة الأسئلة أو المواضيع الخاصة بالمادة التي يمتحن فيها بتأن وهدوء ثم يختار بينها ما يناسبه، وبعد الانتهاء من الأجوبة على الطالب ألا يناقشها أو يصححها مع زملائه أو في البيت... ويهتم بالمواد المنزلية... داعيا الى تجنب المراجعة خلال هذه الفترة. وينصح النفساني أولياء هؤلاء الطلبة بتوفير الغذاء المتوازن لأبنائهم خلال فترة التحضيرات وأيام الامتحان وتجنب إعطائهم الأدوية المنشطة والمقوية للذاكرة والفيتامينات والاكتفاء بما توفره المواد الغذائية الطبيعية من احتياجات الجسم... والحرص على معاملتهم بشكل عادي والسماح لهم من حين لآخر بممارسة نشاطات مختلفة بالمنزل دون تكرار عبارات تزيد من شعورهم بالضغط النفسي والتوتر مثل: "عندكم الباك"... و"راجعوا البكالوريا على الأبواب"، وترسيخ فكرة أن هذا الامتحان كباقي الامتحانات ولا داع لاحاطته بهالة من المخاوف واعتباره هو الحياة، فهناك خيارات أخرى موجودة للطلبة في الأوساط التربوية والمهنية... واذا حدث فشل في البكالوريا فهذا لا يعني فشل الأسرة ونهاية الطالب وتحطيم مستقبله.. فالفشل خطوة إلى نجاح أكبر.. كما ينصح الأولياء بعدم الاسراع بمطالبة أبنائهم مباشرة بعد الانتهاء من كل مادة بأوراق الوسخ والشروع في التصحيح.. ويقول لهم: "اتركوهم على راحتهم، وحضروهم لاستقبال النتيجة مهما كانت ولا تشعروهم في كل الأحوال بمخاوفكم وتوتركم حتى لا تزيدوا من شعورهم بالضغط.." وتشاطره الرأي النفسانية بوجدير العاملة بديوان مؤسسات الشباب مضيفة: "كل ما تشعرون به ينعكس على أبنائكم لهذا احرصوا على أن تكون مشاعركم مليئة بالثقة والتفاؤل والمحبة والدعم.. وفروا لهم أجواء هادئة ومناسبة للمراجعة خلال فترة التحضيرات وشجعوهم على تناول الخضر والفواكه والعصائر الطبيعية بكثرة وتجنب المنبهات، والنوم الجيد..."