غدا على الساعة الثالثة (15:00سا) البرازيل - هولندا هل يكمل دونغا رقصته أمام الطواحين؟ يدشن ظهيرة الغد منتخبا البرازيل وهولندا منافسات ربع النهائي على أرضية ملعب بورت اليزابيث، في قمة كروية نارية وثأرية تعد بكثير من التشويق والندية لجملة من الاعتبارات ، فهذا الدور يصفه المتتبعون بأهم وأخطر منعرج على درب حلم التتويج باللقب العالمي، والمتنافسان مدرستان عريقتان لن يرضيهما المغادرة عند هذه المحطة. لقاء الغد سيلعب على المكشوف على اعتبار أن الفريقين يعرفان بعضهما جيدا ولو أن الأرقام تصب في مصلحة راقصي الصامبا الذين أخرجوا الآلة البرتقالية من المنافسة في ربع نهائي عام 1994 في طريقه إلى إحراز اللقب، وفي نصف نهائي عام 1998 بركلات الترجيح قبل أن يخسر النهائي، ما يجعل رفقاء كاكا يسعون لتكريس السيطرة ، وفي المقابل يبحث روبين ورفاقه عن وضع حد للتفوق البرازيلي واستعادة روح منتخب السبعينيات بقيادة يوهان كرويف الذي هزم بطل العالم أنداك بثنائية نظيفة . والجميل في موعد الغد أن المنتخبين لعبا حتى الآن بنسق تصاعدي، فالبرازيل سير لقاءات الدور الأول وضمن الخروج من مجموعة الموت بأقل الأضرار، قبل أن يسحق الجار الشيلي بثلاثية نظيفة استعرض خلالها قدراته الهجومية، في رد صريح على بعض المشككين والمتهمين لكارلوس دونغا بالجنوح أكثر للعب الدفاعي وافتقاد التشكيلة للمسة الفنية، والطواحين الهولندية عبثت بجميع منافسيها السابقين ولم يصمد أمامها لا الكمبيوتر الياباني ولا الأسود غير المروضة ولا الفيكينغ ولا حتى المنتخب السلوفاكي قاهر بطل العالم، ما يجعل البرازيل وهولندا يدخلان مواجهة الغد بطموحات متنامية وثقة في النفس ستكون أبرز سلاح للإطاحة بالآخر. وقبل الاحتكام للمستطيل الأخضر أعرب كارلوس دونغا عن ثقته بقدرة منتخبه الناضج والموهوب في تخطي امتحان المنتخب الهولندي،فيما اعترف بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الهولندي ، بأن "الوصول للدور ربع النهائي يمثل تحديا كبيرا. وعندما نواجه المنتخب البرازيلي في هذا الدور ، ربما يكون فريقنا مرشحا ليتلقى الهزيمة الأولى له في البطولة الحالية" وهو تصريح ذكي يفهم منه إبعاد الضغط عن لاعبيه، بدليل أن مارك فان بوميل يتفق مع مدربه حيث يقول إنه يحب فكرة ألا يكون الفريق مرشحا حتى لا يتعرض لمزيد من الضغوط. وقال فان بوميل :"إنني سعيد.. المنتخب البرازيلي هو المرشح الأقوى". ووصف فان مارفيك المنتخب البرازيلي بأنه فريق متماسك وواثق.ورغم أن الطواحين لم تنهزم على مدار 23 مباراة إلا أنها مطالبة غدا بالارتقاء بمستواها قبل مواجهة المنتخب البرازيلي، الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات من قبل ، والمرشح الأقوى للفوز بلقب البطولة الحالية.والأجمل أن الفريقين مطالبان بتلميع صورتهما وتقديم عروض كروية تليق بسمعتهما ، وهو أمر قابل للتجسيد في ظل ثراء التعداد وامتلاك كل طرف لمواهب قادرة على المتعة والإبداع ما يرشحهما لتقديم وجبة كروية دسمة.