الطواحين تخرج راقصي الصامبا من ركح المونديال تألق أمس المنتخب الهولندي وأخرج بطريقة مذلة نظيره البرازيلي من الدور ربع النهائي لتكون الطواحين أول طرف في المربع الذهبي لمونديال جنوب إفريقيا. ملعب "نيلسون مانديلا باي" في مدينة بورت إليزابيث كان مسرحا لدراما حقيقية في مباراة جنونية ، بدأت بحقيق راقصي الصامبا المهم بتسجيلهم هدف السبق مبكرا عن طريق روبينيو (د10) غير أن ذلك لم يكن كافيا لحجز مكانهم في نصف النهائي، حيث انهارت كتيبة كارلوس دونغا بداية من الدقيقة 53 أين أحرز الهولنديون هدف التعادل بنيران صديقة من المدافع فيليبي ميلو قبل أن يعطي ذات اللاعب منعرجا حاسما للقاء بتلقيه بطاقة حمراء (د73) لاعتدائه على روبين في الوقت الذي كان البرازيل يجري وراء هدف التعديل والرد على شنايدر موقع إصابة تأهل الطاحونة البرتقالية (د68). ليخرج سحرة الأمازون من الدور ربع النهائي وفق سيناريو مونديال 2006 ويتبدد حلمهم في إحراز اللقب العالمي السادس قبل مونديال 2014 الذي تستضيفه البرازيل. ورغم أن جل الترشيحات كانت تصب في رصيد رفقاء كاكا الذين قصدوا القارة السمراء بنية إضافة نجمة سادسة على قميصهم، إلا أن واقع الميدان اثبت أن العطاء والثقة بالنفس سلاح الطموحين والباحثين عن تسلق سلم المجد، فلقن أحفاد يوهان كرويف البرازيليين درسا لن ينسوه بسرعة حين قلبوا تأخرهم إلى تقدم ورأفوا "بعزيز لعبة ذل" حيث كان بمقدور شنايدر وكويت وروبين إثقال فاتورة البرازيليين في ربع الساعة الأخير المتألق شنايدر زيارة شباك خوليو سيزار في عديد المناسبات لولا نقص التركيز والسقوط في فخ السهولة. وعن سيناريو هذه المباراة "التاريخية" للآلة الهولندية فقد شهد شوطا أول برازيليا على طول الخط سيما في ظل غياب محور الدفاع يوريس ماتيسن الذي أصيب أثناء عملية الإحماء ، وفيما بدأ الشوط الثاني بهجمات متبادلة من الفريقين وإن ظل المنتخب البرازيلي هو الأفضل والأكثر هجوما والأخطر على المرمى إلا أن براعة روبين في الجهة اليسرى وتحركات كويت شمالا وفعالية ضابط الإيقاع شنايدر غيرت مجرى اللقاء وأدخلت لوتشيو ورفاقه في كابوس حقيقي ، حيث سيطر التوتر والارتباك على أداء راقصي الصامبا في الدقائق التالية ولكن الهجوم الهولندي فشل في استغلال هذا رغم خطورة الهجمات وتعدد الانفرادات بالحارس البرازيلي. وفيما خرج المنتخب البرازيلي خالي الوفاض ،وبنكسة حقيقية لبطل لا يرضى إلا بالحضور في النهائي أو المربع الذهبي على الأقل، سيكون الناخب كارلوس دونغا وحيدا في مواجهة البرازيليين والصحافة المحلية التي قال عنها دونغا يوم 3 جوان هناك 300 صحفي ينتظرون خروج المنتخب ليقولوا بأن خيارات دونغا ليست في مستوى بطل العالم لأربع مرات. وفي المقابل أكدت الطواحين عودة الكرة الشاملة وثأرت لخسارتي 1994 في ذات الدور ولإقصاء 1998 في المربع الذهبي.