إفرازات الحرب في سوريا في إبداعات فنية التقى مساء أول أمس ببهو المتحف العمومي الوطني نصر الدين دينيه ببوسعادة تشكيليون ومثقفون و سينمائيون و جمع غفير من المهتمين بفن النحت، بمعرض النحات الفلسطيني زكي سلام الذي يحاكي تجربته الشخصية و إفرازات الحرب في سوريا التي جعلت الفلسطينيين في مخيم اليرموك يعانون نكبة أخرى بعد نكبة سنة 1948 في قلب حرب ليسوا طرفا فيها. وتحاكي منحوتات هذا المعرض الجانب الوجداني من تجربة النحات الفلسطيني الذي عاش ظروفا صعبة، فقد قضى معظم عمره في مخيم اليرموك قرب دمشق، حيث درس في كلية الفنون الجميلة، قسم النحت وبعد فترة تحصل على ورشة للنحت، أين كان يزاول نشاطه ويحاكي منحوتاته إلى أن بات يدير رواق «رؤى» للعروض الذي كان يشرف عليه في سوريا لسنوات عدة إلى أن وصل للجزائر واستقر فيها بمنطقة أولاد سيدي إبراهيم رفقة عائلته. يقطن حاليا الفنان مع أسرته بمنطقة أولاد سيدي إبراهيم بضواحي بوسعادة ، و يضم منزله ورشة صغيرة للنحت، أين يتعامل مع رخام وحجر الجزائر اللذين لانا أمامه طوعا، ولم يعتبراه غريبا وفيه أبدع منحوتاته التي تروي قصصا لأيام خلت وأفكارا لا تزال في ذهنه. النحات زكي سلام، قال للنصر، بأنه ارتبط بهذه الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء والثوار، حيث أن أعماله تعبيرية إلى حد بعيد، و يحكي من خلالها قصصا عن معاناة شعب عبر عنها كنحات في أعماله التي أرادها أن تبقى خالدة لتعرف الأجيال من بعده و لو جزء بسيط من تاريخ ومعاناة شعبه. و ذكر مدير المتحف الوطني رابح ظريف بأن المعرض المقام ببهو المتحف سيمتد إلى غاية 18 مارس القادم، و سيشتغل الفنان زكي سلام على انجاز تحفة جديدة تحت عنوان " اللجوء 2012 " و ستكون للزوار فرصة للتفاعل مع أطوار عملية الإنجاز هذه ، من بداية الفكرة إلى اكتمالها، مضيفا أن المعرض ينظم بالتزامن مع انطلاق الطبعة الثانية لورشة «إرث الفراشة» لإعادة انجاز لوحات نصر الدين ديني والتي تمتد فعالياتها من 18 فيفري إلى غاية 16 سبتمبر 2017.