الكناري مصر على العودة بنصف التأشيرة رغم الغيابات تواجه شبيبة القبائل عشية اليوم مضيفها نادي دياراف السينغالي، في مقابلة على قدر كبير من الأهمية لحساب ذهاب الدور ثمن النهائي- مكرر- لمنافسة كأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، مباراة يراهن عليها الكناري كثيرا لتحقيق نتيجة إيجابية ومحاولة العودة بنصف تأشيرة التأهل إلى نظام المجموعات. موعد هذه الظهيرة يحمل الكثير من الدلالات بالنسبة لشبيبة القبائل المطالب بصنع اللعب، والصمود أمام منافس جريح لم يستفق بعد من إقصائه المر من منافسة رابطة أبطال إفريقيا قبل أن يتابع المشوار في منافسة كأس الكاف، ما يجعل الشبيبة أمام تحديات كبيرة لاجتياز هذا المنعرج، وبالمرة أخذ أسبقية معنوية قبيل لقاء العودة. فرغم الظروف الصعبة التي يمر بها كناري جرجرة، إلا أن رصيده الواسع من الخبرة، وتحرر اللاعبين نفسيا، فضلا عن طموحهم الكبير لمواصلة المغامرة القارية، عوامل ستجعل رفقاء الحارس المتألق عسلة أمام ضرورة حسن تسيير المواجهة، وتوظيف كل الطاقات، من خلال حمل شعار الانتصار واللعب بعقلية التفوق لتفادي الخسارة. مواجهة دياراف ورغم صعوبتها ، ينظر إليها الرئيس محند شريف حناشي- الذي لم يتنقل مع الفريق إلى السينغال- من زاوية تفاؤلية، حيث ألح في هذا الخصوص على ضرورة رفع التحدي، والمراهنة على الأجواء المشجعة قصد أداء مباراة قوية وبطولية تعداد منقوص ويحي شريف معرض للطرد النهائي لأول مرة تتنقل شبيبة القبائل ب 15 لاعبا فقط منهم الحارسان عسلة و برفان، ما وضع المدرب بلحوت في ورطة حقيقية، وجعله يجد صعوبات كبيرة في ضبط التشكيلة التي سيعتمد عليها اليوم، إلى درجة أنه فكر في لحظة من اللحظات اللجوء إلى استعمال أحد الحارسين كلاعب ميدان جراء نقص التعداد. فإلى جانب تجار الذي تبقى مشاركته غير مؤكدة بفعل الغموض الذي يكتنف وضعيته الإدارية والإصابة التي يشكو منها، ستكون شبيبة القبائل محرومة في هذه المقابلة من خدمات كل من أوصالح و برشيش بداعي العقوبة، والخماسي غير المؤهل للمنافسة القارية حميتي، خليلي، شكري، أمادا ومفتاح، فضلا عن المدافع بلكلام المصاب، والمهاجم يحي شريف الذي لم يسافر مع الفريق بسبب ضياع جواز سفره في آخر لحظة. هذه الخرجة قد تعرض يحيى شريف لعقوبات قاسية قد تصل حد الطرد النهائي، حسب تصريحات الرئيس حناشي الذي أعلن عن إحالته على المجلس التأديبي. سفر الكناري إلى السينغال بتعداد منقوص من أبرز الركائز، وضع الرجل الأول في العارضة الفنية أمام عدة خيارات تكتيكية، انطلاقا من قناعته بضرورة اللعب من أجل تفادي تلقي الأهداف. وحسب طبيعة اللقاء فإن إستراتيجية 3/5/2 تعد الأقرب في ظل عزم الجهاز الفني على غلق اللعب أمام المنافس، مع توخي الحيطة والحذر وعدم ترك أي هامش للمناورة. وقد حرص مدرب الشبيبة إلى تحسيس اللاعبين بضرورة تحمل مسؤولياتهم، حيث حاول التركيز خلال الحصتين اللتين أجراهما الفريق منذ وصوله فجر أول أمس الخميس على الجانب البسيكولوجي والاسترجاع، دون إغفال العمل على الكرات الثابتة والقذف من بعيد، و تدعيم وسط الميدان، مع محاولة الحفاظ على الروح التضامنية التي تبقى في نظر بلحوت تشكل قوة الفريق. بلحوت عاين دياراف ومرتاح لظروف الإقامة أعرب المدرب رشيد بلحوت عن ارتياحه لظروف الإقامة بفندق " لاكروا دي سيد" بداكار، مشيدا بحفاوة الاستقبال والمعاملة الجيدة، ناهيك عن حرص مسؤولي دياراف على توفير كل شروط الراحة والعمل لضمان التحضير المناسب للوفد القبائلي، كما اعتبر عامل الطقس من خلال ال 18 درجة المتوقعة ساعة اللقاء، يساعد فريقه على اللعب بأريحية ومن ثمة صنع الفارق. من جهة أخرى كان مدرب الشبيبة قد عاين شريط لقاء الترجي التونسي و دياراف السينغالي، وذلك بغرض أخذ فكرة أولية عن منافس اليوم، حيث دون في أجندته بعض الملاحظات منها- كما قال- امتلاك دياراف لاعبين محنكين ويتمتعون بلياقة بدنية معتبرة، مع دفاع يمتاز بالضعف والارتباك، مما يتطلب برأيه الاستثمار في هذا الجانب، حتى وإن لم يخف وعيه بصعوبة المأمورية، وضرورة إعداد “كومندوس” لهذه المعركة الميدانية، لكسب الرهان رغم الغيابات السالفة الذكر. دياراف في تربص مغلق والمدرب يهدد بالرحيل يتواجد منذ الثلاثاء الماضي نادي دياراف في تربص مغلق تحسبا لموعد اليوم بفندق “ سانغ غال ألكام “، الذي يبعد بنحو 50 كلم عن العاصمة السينغالية، وذلك تحت إشراف المدرب لمين ديانغ الذي صرح للصحافة المحلية بأن فريقه لا يملك خيارا آخر عن الفوز بنتيجة لا تقل عن(2/0)، لخوض مباراة الإياب بارتياح وتفادي تكرار سيناريو الترجي التونسي في رابطة أبطال إفريقيا، أين تلقى فريقه صفعة قوية. وقد حذر ديانغ لاعبيه من قوة شبيبة القبائل وخبرتها الواسعة في المنافسة القارية، مهددا في ذات الوقت بالاستقالة بعد لقاء اليوم بحجة عدم تسوية الإدارة لمستحقاته المالية، مشيرا إلى أن الضائقة المالية الخانقة التي يعيش على وقعها دياراف، لا تساعده على البروز وبلوغ الأهداف المسطرة. محمد مداني